يردد البعض مصطلحات دون وعي في معرفة مقصدها أو مدلولها..التحامل هو ما يدفع الكثير لذلك . عبارة الثورة المضادة والتي نسمعها منذ شهور لا تنطبق بأي حال من الأحوال على من ينادي اليوم لإجراء إصلاحات وينادي لإسقاط الحكومة .الثورة المضادة هي الثورة المعاكسة ..مأخوذة من الضد التي تقف ضد الثورة السابقة لبغية إفشالها وتنتهج خيار العنف وصولا لتحقيق ذلك..لكن في الحالة التي نشهدها نحن اليوم لا يتعدى الأمر بالمطالبة سلميا بتحقيق أهداف الثورة السابقة أقصد أهداف ثورة 11فبراير . الإعلان من قبل مكونات ثورية لإسقاط الحكومة بعمل تغييرات واستبدال الحكومة بكفاءات مؤهلة ( تكنقراط) لا يطلق عليه ثورة مضادة ومحاولة لفت أنظار الآخرين إلى معاداة المطالبين بذلك وتشويه سمعتهم كل ذلك لأنهم لا يروقونهم من سابق رغم وقوفهم جنبا إلى جنب أثناء قيام الثورة السلمية . النفسية التي يتعامل بها اليوم المنتمين لمن وصلوا للسلطة ضد إخوانهم تدعو للحيرة وتعبر عن مدى شراهة القوم في التمسك بالكراسي وعدم التخلي عنها أو الاعتراف بفساد وتقصير من ينتسبون لهم من الوزراء الفاشلين .في سبيل البقاء لا يهمهم جرح مشاعر إخوانهم ممن شاركوهم وأوصلوهم إلى المنتصف أو المناصفة. الذين خرجوا للمناداة بإسقاط الحكومة أملا في التغيير للأفضل لم يخرجوا بناء على طلب النظام السابق لأنه موجود معكم أصلا في الحكم فلماذا تفزعون أكثر منه وتخرجون قواعدكم التي تنساق دون تردد لتحافظوا على البقاء وأنتم من أشبعتمونا قولا بوجوب الخروج لمحاسبة المقصرين وحرية الشعب في تغيير حكامه هل نسيتم أن خروجنا للتغيير هي من أهداف الثورة التي ناديتم بها سابقا يوم كنتم خارج الحكومة ؟ واليوم نراكم تفزعون بقواعدكم أكثر من النظام السابق نفسه ! . المضادة والمضادون الحقيقيون هم من يقفون ضد إصلاح الوضع وينسون أهداف الثورات الحقيقية التي تعمل على إيجاد شيء محسوس يشعر الشعب بأن الثورة جاءت للخلاص وليس لمزيد من المرارة والألم .سيقولون عنا قوم مستعجلون وهذه مغالطة كبيرة لأننا صبرنا كثيرا ولا نريد منهم أن يضربوا بعصا سحرية فينفلق الوضع بالمن والسلوى لا نريد ذلك ..كنا فقط ننتظر ولو بصيصا من الأمل الذي حلمنا به ومنينا به الآخرين . المحزن أنهم يمارسون نفس أساليب النظام السابق في مواجهة خصومهم بالحشود والعبارات التخوينية بزيادة أن النظام السابق كان يواجه معارضة مضادة له في الظاهر بينما نحن لسنا مضادون لأهداف الثورة ظاهرا وباطنا نحن ننشد التغيير للأفضل والأحسن وكان الأجدر بهم أن يتقبلوا منا خروجنا ويعملوا على تصحيح الوضع لا المكابرة والمعاندة ولا ندري ماذا قد يخبؤن لنا في المرات القادمة لربما يوردون من يعترض فساد أتباعهم السجن إن لم يكن القتل خيارا آخرا للمواجهة من يدري مع أننا لا نتمنى أن يصل بهم الطمع والشره وتذوق حلاوة الكرسي لأن يمارسوا ذلك ضد معارضيهم . العتب الكبير على تلك الحشود ( الكومبارس ) التي تخرج وتنساق دون وعي ظنا منها أنها تحمي الثورة وتحافظ على الحكم الرشيد ممن يطالبون بإصلاح الوضع!..فهل سنعود لرشدنا ونقف سويا للعمل على إيجاد حكومة قوية ومؤهلة لخدمة الشعب أم أنهم سيجرون الشعب لغضبة كبرى قد لا تستثني أحدا منهم؟ عن: التعبير نت