تعتبر "الوهابية" من اخطر الفرق الاسلامية عنصرية ومن اكثرها اجراما على الاطلاق طوال التاريخ الاسلامي وربما البشري، ذلك ان الفرقة الوهابية وعبر تعبيراتها الارهابية القديمة والحديثة لم تكن لتكتفي بإثارة الكراهية والتحريض ضد الفرق والمذاهب والاديان الاخرى عبر تكفيرها او تشريكها واخراجها من الملة كما هو حال عديد من الحركات العنصرية الاخرى بل كانت ولا تزال تتعدى ذلك الى تجويز قتل اتباع الفرق والمذاهب والاديان المخالفة لها في المعتقد وبدون تمييز بين طفل و امرأة وشيخ او بين مقاتل وغير مقاتل وعبر ممارسة ابشع جرائم القتل والفضاعات الانسانية والتطهير العرقي وضد كل المخالفين لعقائدها الضيقة والاستضالية. ثمة في التاريخ البشري من استباح الدماء باسم الاعراق والقوميات والاديان والمذاهب والمعتقدات حتى الالحاد نفسه ارتكبت باسمه عديد من المجازر والفضاعات الانسانية في كثير من العصور بما في ذلك التاريخ المعاصر نفسه غير ان ذلك كان في الغالب بفعل السلطات الاستبدادية التي وظفت "نقاء" القوميات والمعتقدات لصالح السياسية وباتجاه استئصال الخصوم والمعارضين من ناحية وتوسيع نطاق السيطرة "الجغراسياسية" اكثر واكثر من ناحية اخرى والحقيقة ان الوهابية وعديد من تعبيراتها التكفيرية كانت ولا تزال خليط من الحركات العنصرية الشوفينية والجماعات الدينية المتعصبة تم توظيفها وتوظيف جرائمها في السياسية منذ اللحظة الاولى لظهور مؤسسها الاول محمد بن عبد الوهاب بالتزامن مع بروز الدولة السعودية الثانية وقد استمر دورها نفسه وبدرجات متفاوتة حتى اليوم. تنظيم القاعدة او حركات ما يعرف اليوم بالسلفية الجهادية ومنها داعش وجبهة النصرة وانصار الشريعة وبيت المقدس وغيرها لم تكن سوى انشقاق وتشظي من المدرسة الام ممثلة -بالوهابية- بعد ما انخرطت الدولة السعودية وجماعة الاخوان وانظمة مصر السادات وباكستان ضياء الحق في ما عرف حينها بالجهاد الافغاني ضد الاتحاد السوفيتي. ما نشهده اليوم من فضاعات وجرائم ذبح -بالجملة والتفريق- ترتكبها تسميات القاعدة المختلفة وبصورة وحشية في كل من العراق وسورية وباكستان واليمن والصومال وغيرها ليست سوى نتيجة مباشرة وغير مباشرة لتوظيف قديم جديد لجرائم المدرسة الوهابية وتعبيراتها الارهابية المعاصرة من قبل دول اقليمية ودولية استهدفت بها وبجرائمها اجهاض الثورات الشعبية من ناحية وتدمير واسقاط وتمزيق الدول الرافضة للسياسات الاستعمارية في المنطقة من ناحية اخرى. ولهذا السبب فان الحرب ضد الارهاب في اليمن هي حرب متعددة الاوجه والمسارات فهي من ناحية حرب بصورة غير مباشرة ضد الدول التي توظف جرائم الارهاب في بلادنا والمنطقة لمزيد من ارتهان قرار هذه البلدان وتمزيق بنيان دولها وهوياتها الوطنية من ناحية وبهدف التخلص من ارتدادات الارهاب الموظف على مصالح تلك البلدان من ناحية اخرى وهي حرب -من ناحية اخرى- ضد ثقافة التطرف والتكفير وتجفيف منابع الارهاب. و بدون امتلاك الارادة السياسية والاستراتيجية الوطنية لخوض حرب بهذا الحجم وفي مسارات عدة تبقى الحرب الجارية اليوم حرب اعلامية وشكلية ونتائجها باستمرار سلبية بل كارثية. و عودة الى المشكلة -الجذر- للوهابية فهي في المفهوم التكفيري العنصري للحركة وتعبيراتها المسلحة والانتحارية والتي تكفر وتقتل -كعقيدة- كل من يخالفها حتى المخالفين لها من نفس العقيدة والمذهب الذي تعود اليه هذه الفرقة نفسها وهو ما يسهل توظيفها من قبل اجهزة الاستخبارات المحلية والاقليمية والدولية اذ بمجرد التأشير لمثل هذه الجماعات عبر الفضائيات " والمفتين" بان تلك المنطقة المراد ضربها هي "ارض جهاد" سرعان ما تتوافد جميع الفصائل الارهابية الى ارض الجهاد للقتال ضد "الكفار" والرافضة الكفار برضه وهذا ما هو حاصل اليوم في اليمن وبلدان عربية اخرى حيث تعتبر اليمن وسورية والعراق "ارض جهاد" وفيها يجوز ارتكاب كل المحرمات من الدماء والاعراض والممتلكات حتى القيم والاخلاق نفسها اذ ليس بعد "الكفر ذنب " ومن دخل دائرة الكفر بمفهوم هذه الفرقة الاجرامية العنصرية فقد ابيح فيه كل شيء عرضه وماله ودينه ! * السعادة نسبية! أصبحت السعادة في اليمن مرتبطة بوجود البنزين او بإضاءة الكهرباء او بحلول الظلام دون ان يغتال ضابط في القوات المسلحة والامن! يعني تستطيع ان تفرح حين تمر في شارع فيه محطة بترول والسيارات فيها قليلة او حين تسرج الكهرباء بعد طول انتظار او حين ينتهي اليوم ولا تسمع بجريمة اغتيال هنا و هناك وهكذا. الم يقل احدهم من قبل بان "السعادة نسبية" وهذه هي احدى صورها! * تغريدة صباح كل يوم وفي محيط حديقة الاطفال المصادرة يغتال ابائهم بوحشية!