ينبغي أن يدرك (انصار الله) جماعة الحوثي أن النيل من خصومهم بهذه الطريقة المهينة، لا يؤسس لهدوء و توائم و استقرار، و انما هو باعث على مرحلة الاضطرابات الحقيقة والدفع بالبلاد برمتها الى اتون العنف و الصدامات، لا اعتقد ان من يتعرضون لهذه الاساليب المشينة المسيئة، انهم سيواصلون السكوت ملتزمون الصمت. لن تكن هذه التصرفات و الممارسات ابعد من شرارة حرب طاحنة عاصفة، و لن يتوانى اليمنيون تحت مسميات طوائفهم و مذاهبهم سنية كانت او شيعية زيدية او شافعية السكوت او التزام الحياد. هما خيارين: اما التعايش و احترام محارم الناس وحرماتهم او تدشين مشاريع الانتقام و الثأر و الانتقام المتبادل. ليس من المبرر ان تستغل هذه العناصر المليشاوية المنفلتة او الموجهة، الخارجة عن السيطرة منطق نشوة الانتصار آخذة بالاستقواء والفتونة المبالغ فيها لمواصلة تحقيق الفتوحات في المساكن و اقتحام غرف النوم، التي اصلا لم يقاوم اصحابها او حتى يحملون أي سلاح للدفاع عن انفسهم و ممتلكاتهم. لن تكن اليوم هذه الجماعات مؤسسات للأمن الجماعي كالتي كانت برعاية قيادة امنية سابقة اغلبها من خلال المزاوجة القبلية بالعسكرية التي عاش معها اليمنيون عقود كبدتهم من الأرواح والممتلكات الكثير. لذلك هذه الحرب الخفية ضد اسماء واشخاص بعينهم لا تبدو احداث تتخذ أبشع المسارات الخاطئة التي تجنبتها القوى المقابلة للحوثيين، و يمكن أن تتخذها الان، هذا السلوك نفسه بشع، والطريقة التي نسجها الرئيس و فاز بها مع الحلفاء الجدد كانت بشعة، افرغ ما تبقى من هيبة الدولة وسلاحها في قبضة جماعة مليشية متطرفة مناطقيا ابعد من سابقتها. اعتقد أن التصرف وفق منطق التفرد وعودة ممارسات الإذلال و النيل من الخصم بطرق لا تليق بكم، تمسكم انتم قبل غيركم، و تنفر الناس منكم لا تحببهم بكم. لدينا مرة أخرى مخططات استئثارية داخلية وخارجية، ليظل هذا اليمن المقهور في نفس الدائرة، استنساخ جماعات كثيفة التسلح، و لا تزال تتسلح بتفان، وتعمل على شحن وشحذ همم الاتباع والأنصار الحافلة رؤوسهم بالاختلافات الدينية، و التخالفات السياسية يتقدمها التخلف الموصوم بالاضطرابات، ما يجعل الامور اخذة بالتعقيد في ظل اوضاع اقتصادية و سياسية و اجتماعية بالغة الصعوبة لن تقوى البلاد بمن فيها على السيطرة عليها في حال انفلتت الأمور.