لم يستوعب حلف العدوان أن المال والسلاح الحديث هي عوامل إضافية وليست جوهرية بتأثيرها في نتائج الحروب فهي وسائل سياسية لا تغير الواقع الجغرافي والديمغرافي والطبوغرافيا ولا الموروث الاجتماعي والتاريخي، و كثير من الأمور الأخرى التي تفرض وقائعها على الأرض والإنسان مهما بلغت القوة العسكرية بل أن القوة العسكرية دون أهداف سياسية معقولة ومنطقية تتوافق مع تلك العوامل قد تكون وبال على صاحبها خاصة عندما تستفز الحرب كل تلك العوامل كالفكرة الجاهلية الثأرية التي بدأنا نسمع نغمتها على طريقة داحس والغبراء أو حرب البسوس والقائلة بان الواحد منا بخمسة يمنين!!!!. بمعنى أخر أن قوة المال والسلاح يجب أن لا يتناقض مع الوقائع المادية الثابتة على الأرض، و إنما يسير معها ما لم فان الهزيمة تصبح حتمية فالسلاح المجرد لا يمكن له ان يهزم الجغرافيا والتاريخ والديموغرافيا والطبوغرافيا والموروث الاجتماعي مجتمعة. كما ان الحرب يمكن ان تحقق نصر في سياق ذلك ويمكن ان تصبح هزيمة إذا تجاوزت ذلك فماذا سيكون عليه الوضع والنتائج في حالة الهزيمة للمال والسلاح؟ إطالة امد الحرب يعني خروجها عن أهدافها في تحقيق مكاسب سياسية للعدوان او عدم قدرتها تحقيق تلك الأهداف او المكاسب لتصبح صراع مع كل تلك العوامل المشار اليها مجتمعة وهذا ما بداء يتجلى بوضوح في هذه الحرب , واطالة امدها من الجانب اليمني هو احد عوامل النصر بسبب تلك العوامل ايضاً. هل يعلم أعراب الخليج انهم في مواجهة مع الموقع والتضاريس والمناخ والتعداد السكاني والشخصية الاجتماعية التي شكلها موروث تاريخي ضارب في عمق التاريخ وان الفكرة الثأرية الواحد منا بخمسة من ابو يمن والتي ليس لها سند سوى مجموعة رقمية من الأموال قابلة لتبدد السريع في مواجهة تلك العوامل؟ وبإطالة امد الحرب ستبدد الثروة دون ان تتغير تلك العوامل المشار اليها أعلاه وستجدون أنفسكم امام تلك الحقيقة الصادمة لكن ربما بعد فوات الأوان. أي انه مهما بلغ حجم الأموال التي ستنفق ستبقى الصحراء صحراء والجبل جبل وهذه الحقيقة يجب ان لا تفارق مخيلتكم لما ستؤول اليه الأمور بعد انتهاء الحرب. وسلامي لمن يفهم.. من حائط الكاتب على الفيسبوك