لم تفق السعودية من الصفعة الأولى المتمثلة في الأتفاق الإيراني مع الأممالمتحدة بشأن الملف النووي الإيراني ، هذا الأتفاق الذي أثار جنون السعودية لما له من أبعاد وتأثير على أمنها وأمن دول الخليج بشكل خاص ، حتى تلقت السعودية الصفعة الثانية والمتمثلة في التدخل العسكري الروسي في سوريا لضرب التنظيم الأرهابي داعش ، وهذا يعني بقاء الأسد الذي تسعى السعودية للإطاحة به ، ويعني أن الجهد والمال الذي قدمته السعودية ذهبت في مهب الريح ... هذه صفعتان موجعتان سيكون لهما تأثير من قبل تحالف العدوان ممثلا بالسعودية على اليمن وسيجعلها أكثر اصرار على السيطرة على الوضع في اليمن ، قائلة في نفسها لن نخسر في الجبهتين (سورياواليمن) ، فإن خسرنا في سوريا لا يجب أن نخسر في اليمن ، وهذا يعني أستمرار عدوانها على اليمن مهما طال ومهما كلف ، بهدف كبح جماح التمدد الإيراني كما تصفه ، فالخلاف بينهما قديم ومزمن وﻻ شفاء منه .. وأيضا ومن المثير في التدخل العسكري الروسي في سوريا ، والذي لم يتجاوز الأسبوع ، أن هناك سبع دول هي :فرنسا ، ألمانيا ، قطر ، المملكة العربية السعودية ، تركيا ، المملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية حسب ما ذكرته الأخبار بأنها طالبت روسيا بوقف عملياتها العسكرية في سوريا بحجة سقوط أبرياء ، بينما عدوان السعودية والدول المتحالفة معها ، وعلي مدى سته أشهر، يقتلون الأبرياء كل يوم في اليمن ، ولم يحرك العالم ساكن ، وهذا يؤكد أن العدوان على اليمن مستمر بمباركة من دعاة السلام . وكذا محاولة التحالف المعتدي فجأة السيطرة على باب المندب ، يبين مدى تأثر الحرب على اليمن ، بسبب دخول الدب الروسي في اللعبة ، فباب المندب منفذ بحري مهم ... وخوفا من بسط نفوذ الدب على هذا المنفذ سارع التحالف للسيطرة عليه ، وكذا لمراقبة المراكب التي قد تدخل محملة بالسلاح ، من قبل الروس أو من قبل إيران ، سواء أتجهت إلى اليمن أو إلى الدول ذات التقارب ، وهذا يشكل تهديد على السعودية وعلى دول الخليج وعلى اسرائيل نفسها ... وهنا يتجلى موقف الأمريكان من هذا الأمر، وقد تحدث عسكريون أمريكيون ، أن سبع سفن حربية أمريكية بينها مدمرتان ، تتواجد حاليًا في المياه الإقليمية اليمنية ، وأغلبها في باب المندب . يتضح من قراءة المشهد أن الحرب على اليمن من قبل تحالف العدوان ، والذي كان بحجة دعم شرعية هادي لم يعد كذلك ، ولم يعد الأمر بيد هادي ، وأيضا لم يعد بيد السعودية ، بل بيد أمريكا وحلفائها ، فالدب الروسي الذي قصت مخالبة على مدى خمسة وعشرين عاما مضت ، قد عاد وعادت مخالبه الجارحة وشهيته مفتوحة . إن أي تسوية لوقف العدوان على اليمن لن تتم إلا إذا ضمنت أمريكا أن الوضع ﻻ يشكل خطرا على سياستها ومصالحها في الشرق الأوسط ، وهذا في أعتقادي غير متوفر بعد دخول روسيا في اللعبة ، وإن المساعي لوقف الحرب لن تقطف لها ثمرة ، وستستمر السعودية في غبائها وستتلقى المزيد من الصفعات ، والأستنزاف لها ولدول الخليج ، لأن اللعبة لم تعد بين الناشئين ، بعد أن دخلها العتاولة الكبار ، فهم ليس لهم أصدقاء دائمون ، أو أعداء دائمون ، وإنما مصالح دائمة، ومن مصلحتهم أن يبقى الوطن العربي متقاتلا مفككا ... ، فهذا يمكنهم من جني المحاصيل دون عناء، وفي نفس الوقت فالدول العظمى قد استفادت من حروب الماضي ، وﻻ أعتقد أن تقوم حرب عالمية ثالثة كما يصور البعض ، فهم كما قال روزفلت: "تحدث بلين، ولكن لوح بعصا غليظة" ، فهم يستعرضون عضلاتهم وبدون أدنى شك سيجتمعون ويتفقون على تقاسم مصالحهم في الوطن العربي وكأنه كعكة عيد ميلادهم ، الكل الآن يستخدمون لعبة النفس الطويل ، وكلما طال هذا النفس كلما كان سببا في إختناق اليمن والسعودية ودول الخليج في نفس الوقت .