سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القيادي الاشتراكي/ صالح ناجي حربي: ما يجري في الساحات مفخرة لكل اليمنيين ومؤتمر القاهرة أكبر تظاهرة جنوبية خارج الوطن وإطلاق عبارات التخوين ليس من شيم المناضلين
قال الأستاذ/ صالح ناجي حربي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي إن السلطة تسعى لتجعل من عدن و لحج إضافة لأبين مرتعا للفوضى، ودعا في حواره مع (عدن اونلاين) إلى أخذ الحيطة والحذر مما يخطط له بقايا النظام، كما يتطرق القيادي الاشتراكي الذي قاد في السنوات الماضية احتجاجات واسعة من خلال موقعه كرئيس لمجلس تنسيق الجمعيات الزراعية لقضايا عدة حول التطورات الاخيرة التي تعيشها اليمن، و بكثير من الخبرة السياسية والحنكة يتناول البرلماني السابق أهم السيناريوهات المحتملة في المستقبل القريب معرجا على أبرز الحلول المطروحة في الساحة بشأن القضية الجنوبية، وإلى نص الحوار: - تهل علينا ذكرى الاستقلال ال(30) من نوفمبر، كواحد من المناضلين ما الذي تعنيه لك هذه المناسبة خصوصا في ظل الثورة الشعبية وما تعيشه البلاد من تصعيد ثوري ضد النظام؟ - الثلاثون من نوفمبر ذكرى غالية على الوطنيين الشرفاء كافة، وإحياؤها سنويا بالشكل الذي يليق بأهميتها يمثل ضرورة قصوى لاستعادة ذكريات المناضلين الذين صنعوا أمجاد الثورة وعايشوا ذلك الحدث المجيد الذي توج به انتصار ثورة 14 أكتوبر 1963م وتنوير الأجيال بذلك التاريخ النضالي الناصع الذي سطره آباؤهم وأجدادهم ، والتضحيات والمعاناة في سبيل الحرية والاستقلال من نير الاستعمار. ورغم أهمية هذه المناسبة الوطنية إلا أنه ومنذ عام 1994م عمدت سلطة 7/7 على إفراغها من مضمونها وأصبحت وسائل الإعلام التي تديرها السلطة تتعامل مع هذه المناسبة على مضض وفي إطار هامش محدود للحديث عن ( واحدية الثورة ) كما يسمونها ، بل ويطلقون عليها أحيانا ذكرى ( الجلاء ) مع أن هناك فرق من الناحية السياسية بين مصطلحي الاستقلال والجلاء . لكن الاحتفالات هذا العام بالذكرى ال 44 للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر سيكون لها مذاق خاص في ظل الزخم الثوري الذي تشهده ساحات الوطن شماله وجنوبه. وبالنسبة لي شخصيا فإن 30 نوفمبر تمثل الميلاد من الناحيتين الشخصية والوطنية ،فقد كان من حسن المصادفة لي شخصيا أن يكون يوم 30 نوفمبر 1953م الموافق 23 ربيع الأول 1373ه يوم ميلادي، أي قبل ميلاد الفجر الجديد للوطن يوم استقلال الجنوب ب 14 عام بالوفاء والتمام . - إلى أي مدى يمكن اعتبار ثورة الشباب اليوم امتداد لما سبقها من ثورات سواء في شمال الوطن أو جنوبه؟ - ما يجري اليوم في الساحات من حراك سلمي وثورة سلمية شعبية هو مفخرة لكل اليمنيين الوطنيين الشرفاء وأنموذجا رائعا فاق كل التوقعات في التنظيم والاستبسال والصبر رغم جسامة التضحيات وطول الفترة وتعقيدات المشهد ، وذلك ليس امتدادا لما سبقها من ثورات بل هي بحد ذاتها ثورتان تكامليتان لاستعادة ثورتي 26 سبتمبر 62 م و14 أكتوبر 63 م المغدور بهما وبأهدافهما الوطنية ونجاحاتهما التي تحققت خلال سنواتهما الأولى حيث ما أن تحقق لثورة 14 أكتوبر انتصارها في 30 نوفمبر 67م حتى تعرضت ثورة 26 سبتمبر للانتكاسة بعد حصار صنعاء. - ما السيناريوهات التي تتوقعونها في ظل التطورات الأخيرة؟ - لا يستطيع المرء التكهن بالمسارات والسيناريوهات القادمة لثورة التغيير السلمية نظراً للطبيعة المتأصلة في رأس النظام والمتمثلة بالخداع والكذب واستثمار الوقت للتنصل عن أي التزامات، صالح والمعارضة وقعوا على المبادرة والآلية التنفيذية بعد الضغوط الشديدة والمتواصلة من قبل الوسطاء والتلويح بعقوبات غير محكمة الجنايات على الحاكم وبعض أطراف المعارضة بحيث يجري الحديث الان حول صفقة سياسية بعيده عن قرار مجلس الأمن 2014 حول الضمانات لعلي صالح وأركان حكمه من الملاحقات وتأجيل هيكلة القوات المسلحة والأمن إلى ما بعد 90 يوم. هذه الإجراءات تسير لمصلحة بقايا النظام بحيث يستطيعون إعادة ترتيب أوراقهم مثل تعيين مهدي مقوله قائدا للحرس والقوات الخاصة وان يكون له موقع مهم في اللجنة العسكرية التي سيتم تشكيلها بعد أكثر من 90 يوم للهيكلة ثم تعيين أنجال علي صالح في مواقع عسكرية ولو شكلية في المحافظات التي يسهل منها الهروب في الفترة الحاسمة إلى خارج الوطن مثل عدن والحديدة. وستشهد الفترة القادمة مزيد من التصعيد الثوري من قبل شباب الساحات وستزداد أعمال العنف من قبل بقايا النظام وخصوصاً في محافظات تعزوصنعاء مع تنشيط ما بقى لهم من خلايا إرهابية لإحداث مزيد من الفوضى في المحافظات الجنوبية ومعها محافظتي البيضاء ومأرب وسينشط الحوثيون بشكل اكبر في صعده والتوسع نحو الجوف شمالاً وحجة جنوباً وغرباً. ونتوقع إن الحسم سيكون سياسياً وليس ثورياً وسيكون ذلك مقبولاً إلى حد ما شعبياً نظراً للوضع الذي وصلت إليه البلاد خاصة وان الهدف الأول للثورة هو إسقاط النظام. السلطة تسعى لجعل عدن مرتعا للفوضى والعنف ويجب أخذ الحذر - ماهي قراءتك للوضع في عدن؟ سيما بعد حوادث عنف بدأت تشهدها المحافظة والمنصورة على وجه الخصوص؟ ومن المستفيد من دفع المحافظة إلى أعمال العنف برأيك؟ - ما يجري في عدن هو جزء من سيناريوهات عدة أنتجتها السلطة مستهدفة بها ثلاث محافظات في مرحلتها الأولى لتشمل أبينولحجوعدن ودشنت بتخلي السلطات المحلية والجهات الامنيه عن زنجبار عاصمة م/أبين لتكون مرتعاً ومنطلقاً لإعمال إرهابية وفوضوية إلى جانب مدن أخرى تحيط بها، ثم جاءت عملية إغلاق الطريق العام التي تربط عدنولحج بمحافظات أبينوالبيضاءوشبوه وحضرموت والمهرة من خلال نقطة العلم العسكرية التي منعت المواطنين من التنقل تبعاً لمصالحهم المعيشية والتجارية والصحية وغيرها، بحيث أصبح ذلك الخط العام حكراً على القوات العسكرية التابعة لبقايا النظام تستورد وترسل وتوزع من خلاله كلما له صله بالفوضى والإرهاب لا كمال حلقتها التدميريه في المحافظات الثلاث، وهو عمل موجه بدرجة أساسية ضد الحراك الجنوبي خاصة وان هذه المحافظات الثلاث ومعها خمس مديريات من م/الضالع وعدد من مديريات شبوه وحضرموت والمهرة كانت حتى عشية خليجي 20 دون سيطرة النظام لو لا تعاطف الحراك السلمي وتقديره لحق الأشقاء الخليجيين في إقامة تلك الفعالية الرياضية في عدنولحجوأبين دون تعريفهم للأذى. لكن الهدوء الذي ساعد على إنجاح الفعالية فتح شهية النظام للتمادي أكثر معتقداً انه استطاع حمايتها بقوة السلاح ورغم ذلك فان عددا من المديريات التي يسيطر الان الحراك السلمي عليها لم يستطيع النظام الوصول إليها لا بجيشه وآمنه ولا بمرتزقته الإرهابيين والمثال على ذلك مديريات يافع الثمان في محافظتي أبينولحج وكذلك مديريات ردفان الأربع ومديريتين من منطقة الصبيحية في لحج وعدد آخر من مديريات الضالع وحضرموت وشبوه والمهرة. وعلى العموم أوضاع هذه المحافظات الثلاث ومنها عدن بصورة خاصة تتطلب اليقظة والحذر وتكاتف الجميع بصرف النظر عن مشاربهم السياسية وتوجهاتهم لمواجهة الخطر وأسبابه قبل أن يستفحل ويصل إلى مبتغاه التدميري والذي بدأت تجلياته بالإرهاب والقتل المباشر والاغتيالات والتشريد والنهب وتعطيل مصالح المواطنين وحرمانهم من التنقل بين محافظاتهم لقضاء حاجياتهم ومضايقتهم في جميع تحركاتهم . - بمناسبة الحديث عن الحراك الجنوبي وفيما يتعلق بالقضية الجنوبية يؤكد الجميع ضرورة القبول بما يتوافق عليه أبناء الجنوب، برأيك ما الحلول التي يمكن أن تجد قبولها لدى الجنوبيين؟ - القضية الجنوبية هي قضية سياسية بامتياز وذات أولوية مطلقة إذ أنها قضية شعب سلبت حقوقه وحريته وكرامته وأمتهن في لقمة عيشه البسيطة وهمشت ثورته ودمرت مؤسساته وتراثه وتاريخه وأستبيحت أرضه وثروته، وطالته شتى أنواع المضايقات في حله وترحاله ورمي بكوادره وقياداته المؤهلة والمجربة الإدارية والعسكرية خارج الوظيفة عدا نفر محدود الذين تم إبقاؤهم في العمل شكلا دون فعل منذ حرب صيف 1994م الظالمة التي حولت الجنوب إلى ساحة للقتل والجرح والاعتقالات والتشريد والمحاكمات والملاحقات والتخوين والتكفير والنهب . هذه الأسباب وغيرها دفعت بالغيورين من أبناء الجنوب للتواصل مع بعضهم والقيام ببعض الفعاليات الاحتجاجية السلمية كالإعتصامات والمسيرات وتشكيل لجان التصالح والتسامح وجمعيات المتقاعدين ومجالس التنسيق حتى وصلت تلك الفعاليات إلى ذروتها في 2007م عند إشهار الحراك السلمي الجنوبي كحامل سياسي للقضية الجنوبية وقد اقتضى ذلك مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعاقين قبل إشهار الحراك وبعده ولا يزال حتى الآن ، أما الاعتقالات فقد طالت عشرات الآلاف خلال السنوات الماضية ولايزال عدد منهم في سجون النظام دون مسوغ قانوني وفي مقدمتهم المناضل الكبير حسن أحمد باعوم الذي يقبع في زنازين الأمن رغم ظروفه الصحية وشيخوخته وتاريخه النضالي الوطني الناصع. وكنا في الحزب الاشتراكي منذ أواخر تسعينيات القرن الفائت طرحنا بعض الخيارات لمعالجة الوضع في الجنوب وفي الشمال مثل خيار (إصلاح النظام ) وخيار (إصلاح مسار الوحدة) وكانت كل المقترحات والآراء تواجه بالتعنت والاستهتار من قبل المنتصر في حرب 1994م ، ثم تبنى الأمين العام لحزبنا د/ ياسين سعيد نعمان فكرة الدعوة إلى عقد اجتماعي جديد بعد أن جربنا التشطير والاندماج ولم نفلح في أي منها ولكن لا حياة لمن تنادي، وتقدمنا كمواطنين جنوبيين بمطالب حقوقية كجزء من الحق القانوني فتعنت النظام والسائرين في فلكه، فاسترخصوا دماءنا وتلذذوا بمعاناتنا واستهتروا بمطالبنا وقامت الدنيا ولم تقعد بمجرد أن بدأنا نتحدث عن قليل من مساوئ ومفاسد النظام وما تعرضت له مؤسسات الدولة في الجنوب من نهب وعبث. كل ذلك وغيره ولد لدى الجنوبيين إحباطا وبؤسا وانعدام الثقة بمن حولهم وحتى ببعضهم، واقتضى ذلك رفع سقف المطالب إلى التحرر من قبضة هذا النظام المستبد والذي لم يترك من وحدة 22 مايو 90م إلا اسمها بعد أن قضى عليها في حر ب 94م . والآن أمامنا عدد من الخيارات وإن اختلفت مسمياتها فهي تهدف إلى استعادة دولة الجنوب باسمها القديم ومضمونها الجديد المنفتح على الجميع والمستوعب للدروس والعبر وبما يحقق مبدأ (لا ضرر ولا ضرار)، حيث تتمحور الخيارات بالمسميات التالية : الاستقلال ، فك الارتباط ، تقرير المصير ، وخيار الدولة الاتحادية فيدرالية على أساس إقليمين شمال وجنوب مشروط بفترة انتقالية يعقبها استفتاء ، ثم فيدرالية على أساس إقليمين ولكن دون اشتراط مرحلة انتقالية . ويمكن القول أن الخيار الأول بمسمياته الثلاثة يحظى برغبة الغالبية العظمى بحسب معلوماتي ثم يأتي بعده من حيث نسبة التأييد الشعبي ( خيار الفيدرالية المشروط بفترة انتقالية واستفتاء ) بحيث أنه يؤدي إلى نفس النتيجة ولكن بفارق زمني : والخلافات التي تتمحور حول المسميات الثلاثة الأولى تنطلق من مفهوم الوضع الحالي الذي يمر به اليمن شمله وجنوبه، فمفهوم الاستقلال يرتبط بطبيعة النظام الذي قضى على الوحدة وحكم البلاد بالاستبداد والاستعمار مع أنه عبارة عن عصابة متخلفة لا ترقى إلى مستوى الاستعمار الذي يضع لنفسه ضوابط في التعامل مع أبناء الشعب المستعمر وتكون عليه التزامات عند منح الاستقلال لفترة لاحقه ، لذلك نجد أن مصطلح الاستقلال لا يناسب وضعنا ونحن بذلك نعطي لتلك العصابة أكبر من حجمها. كما أن مصطلح فك الارتباط يمكن التعامل معه فيما إذا نحن لازلنا معتقدين بأن الوحدة لاتزال قائمة وهو ما يعني أن عقد الشراكة لا يزال قائما، لكن في وضعنا الحالي لا ينطبق ذلك فالجميع يرى بأن وحدة 22 مايو 90م تم القضاء عليها في حرب 94م .والمصطلح الثالث هو أكثر واقعية والذي هو تقرير المصير فهو مصطلح قانوني جامع نصت عليه اتفاقيات ومواثيق الأممالمتحدة وأعطته توصيفا دقيقا . - من وجهة نظرك هل لا يزال الحزب الاشتراكي يحتفظ بقواعده بعد التطورات الأخيرة وما شهدته الساحة اليمنية خصوصا في الجنوب وبعد ظهور أصوات ظلت تنادي باستقالة عناصر الحراك من احزابهم، أين الاشتراكي في الوقت الحاضر؟ - الحزب الاشتراكي اليمني لا يزال يحتفظ بقواعده بل ويستقطب أعدادا جديدة إلى عضويته من الشباب والكبار رجالا ونساء وبشكل طوعي، فأعضاء الحزب الاشتراكي في الشمال وبعض أعضائه في الجنوب مشاركون في الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومعظمهم مرابطون في ساحات التغيير ويعملون بصمت دون الاكتراث بالظهور، وكذلك على صعيد الحراك السلمي الجنوبي يعتبر أعضاء الحزب الاشتراكي مشاركين فاعلين فيه . أما الأصوات التي ظهرت في فترة سابقة تطالب أعضاء الحراك بالتخلي عن أحزابهم قد توارت ولم تعد تسمع لأنها دعوات طائشة وغير مدروسة وكان قد روج لها اثنان أو ثلاثة من قياديي الحزب وبدأوا بأنفسهم يعلنوا الانفصال عن الحزب لكن بقية الأعضاء رفضوا هذه الدعوات التي تتعارض مع مبدأ القبول بالآخر، ومع أن الدولة المدنية التي ننشدها بالضرورة أن تكون ذات تعددية سياسية وحزبية وليست شمولية علما بان الأخوين المناضلين والقياديين البارزين في الحراك ( د / ناصر الخبجي وصلاح الشنفرة ) في أحد الاجتماعات التي دعوا إليها عندما طلب منهما التخلي عن عضويتهما في الحزب رفضا ذلك، وسيظل حزبنا الاشتراكي اليمني يرفض الإقصاء ويقبل بالآخر حتى في ظل اختلاف الرؤى والمواقف حول المسائل القابلة للنقاش مع تمسكه بموقفه الثابت بأن الحراك السلمي الجنوبي هو الحامل الأساسي للقضية الجنوبية وهو ليس حكرا على أحد بل ملك أبناء الجنوب المؤمنين بعدالة القضية، وهو عبارة عن تنظيم جبهوي يقبل الحزبية في إطاره لكنه لا يقبل تحزيب نشاطه، بمعنى أنه يتكون من مناضلين حزبيين ومستقلين ومن مختلف شرائح المجتمع ولكنه في نفس الوقت يرفض مبدأ تجيير نشاطه لمصلحة حزب بعينه أو جماعة سياسية معينة أو فرد بذاته. - كيف تقيم ما خرج به مؤتمر القاهرة؟ - مؤتمر القاهرة يعتبر أكبر تظاهرة سياسية لأبناء الجنوب خارج الوطن وقد حصل فيه التوافق من قبل المشاركين على رؤية معينة ستكون منطلق لنقاشات واسعة تشارك فيها مختلف الشرائح كل بحسب توجهاته وتقديراته بما يلبي تطلعاتنا وإعادة الاعتبار لشعبنا في الجنوب وبما يحقق شي من الاستقرار والطمأنينة وإعادة الثقة بين الخيرين من أبناء اليمن عموما، حيث وقد تأخر موعد انعقاده كثيرا ورحل أكثر من مرة لاستكمال عملية التنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة ، وأقول أن لكل مجتهد نصيب وأعتب على بعض المناضلين ممن قاطعوا هذا المؤتمر ليس لمقاطعتهم فهذا من حقهم لكن العتب حول استخدام عبارات التخوين لرفاقهم فهذه ليست من شيم المناضلين وليست سلاحا لذوي الحجج القوية فلا يجوز إطلاق عبارات ( خيانة القضية الجنوبية خيانة دماء الشهداء ) إذ لا يجوز لأي طرف أن يعتبر نفسه وصيا على الجنوب دون غيره أو وصيا على دماء الشهداء رحمة الله عليهم أجمعين ، فالكل معني بذلك وكل أسرة لها على الأقل شهيد من أبنائها أو أقاربها، ولم يكن الشهداء تابعين لتكتل سياسي بعينه، كما أستهجن بعض الأعمال الصبيانية التي يقوم بها البعض مثلما حصل من قبل بعض الأخوة الذين حاولوا اقتحام قاعة مؤتمر القاهرة لإحداث الفوضى وتعكير صفو المناقشات حيث أن ذلك التصرف الطائش لا يقل سوءا عن محاولات بقايا النظام لعرقلة عدد من الرفاق للحيلولة دون السفر إلى القاهرة . - كلمة توجهها للقاء المشترك وقيادات الحراك وشباب الثورة؟ - أقول للمشترك وللحراك السلمي الجنوبي ولثورة التغيير الشبابية السلمية .. ليكونوا عونا لبعضهم وأن ينصروا بعضهم كلا من موقعه، وبما أتيح من الإمكانيات المادية والبشرية وأن يقبلوا ببعض ولا ينكر أحدهم الآخر لأن الخصم الآن هو واحد، وما كان يقوله الحراك خلال السنوات الماضية حول الفساد والطغيان والفيد والإقصاء والمظالم والتهميش والعبث وغيرها من مساوئ النظام كانت تقابل بردود أفعال سلبية من قبل الغالبية العظمى من أبناء المحافظات الشمالية ، لكنها اليوم أصبحت على كل لسان في عموم اليمن شماله وجنوبه وهذا تعبير عن واحدة من مفاهيم التكامل، إذ ليس من المنطق أن يقول ثوار الجنوب بان ثورة التغيير لا تعنينا، فكيف ذلك ونحن جميعا نطمح لإسقاط بقايا النظام والانتقال إلى مرحلة جديدة في حياتنا السياسية والاجتماعية، كما وليس من المنطق أن يقول أحد الملتحقين بثورة التغيير من البرلمانيين بأنه لا يمكن فصل الجنوب وأنه يجب الحفاظ على الوحدة بأي ثمن حتى لو تطلب ذلك التفريط بثورة التغيير والحفاظ على الوحدة، فهذا أيضا منطق غير مقبول وهو يجسد عقلية علي عبد الله صالح في تعامله مع الجنوب ومع اتفاقية الوحدة وكأن الجنوب منذ عام 1990م دخل بيت الطاعة ولا يحق له الخروج، فمثل هذه التصريحات الطائشة تستفز الناس وتنزع منهم الثقة بإمكانية التعايش المتكافئ في المستقبل تحت أي مسمى . ولعلي أذكر الجميع هنا بأن النظام الذي قتل وجرح وأسر الالآف من شباب وأنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية بما فيهم الأطفال من الجنسين وقتل النساء ( عزيزة عثمان غالب وسحر يحيى بن يحيى ووفاء الأصبحي وياسمين سعيد الأصبحي وزينب حمود قائد وتفاحة العنتري .. ) هو نفس النظام الذي قتل وجرح وأسر وشرد الالآف من شباب ومنتسبي الحراك السلمي الجنوبي ومنهم الأطفال من الجنسين وقتل النساء ( مهندسة إيمان سليمان عبد الرحمن ولولة أحمد بن أحمد وعذبة يحيى حسين ونظرة صالح ناشر وسعدية صالح مقطوف وتهاني سلطان أحمد .. ) لنعمل معا وكل من موقعه ونتزود بالثقة المتبادلة وقوة حججنا ولكل حادث حديث ، وما يصح إلا الصحيح .