ا ف ب - احتفل اليمن الثلاثاء بذكرى الوحدة بين الشمال والجنوب بعرض عسكري رمزي في كلية عسكرية غداة التفجير الانتحاري الذي اودى بحياة 96 عسكريا، وذلك وسط تاكيدات رسمية بمتابعة الحرب على تنظيم "القاعدة" حتى القضاء عليه. وتم نقل العرض العسكري من ميدان السبعين الذي نفذ فيه التفجير الانتحاري امس الاثنين خلال التدريبات، الى باحة العروض في كلية الطيران والدفاع الجوي في صنعاء. وتم استعراض سرايا من فرق الجيش على انغام فرقة الموسيقى امام رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وكبار المسؤولين. وقال رئيس الاركان اللواء احمد علي الاشول في كلمة بالمناسبة: "ما احتفالنا اليوم الا رد على الهمجية". واضاف اللواء، الذي كان حاضرا في مكان التفجير الاثنين ولم يصب بأذى شانه شان وزير الدفاع: "ان الاعتداء الهمجي على ميدان السبعين، هذه الجريمة الشنعاء، لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة حربنا ضد هذه العناصر الشريرة، حربنا ضدها لن تتوقف حتى نحرر ارضنا" من عناصر "القاعدة". ولم يلق رئيس الجمهورية كلمة في الاحتفال، وكان وجه كلمة الى اليمنيين بثتها وكالة الانباء الرسمية مساء الاثنين واكد فيها "تصميم الحكومة اليمنية على القضاء على التطرف". وقال في هذه الكلمة: "ان الحرب على الإرهاب سوف تستمر حتى يتم استئصاله والقضاء عليه نهائيا مهما كانت التضحيات وبفضل تلاحم أبناء الوطن الشرفاء بمختلف قواه السياسية وشرائحه الاجتماعية مع أبطال القوات المسلحة والأمن الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل هذا الوطن الغالي الذي تهون من أجله كل التضحيات". وكان عسكري فجر نفسه الاثنين وسط سرية من الجنود خلال تمارين للعرض العسكري في ميدان السبعين ما اسفر عن مقتل 96 عسكريا واصابة حوالى 300 آخرين، بحسب ما افادت مصادر عسكرية وطبية. وتبنى تنظيم "قاعدة الجهاد" في جزيرة العرب في بيان الهجوم، مؤكدا انه "كان يستهدف وزير الدفاع ورئيس اركان الجيش اليمني". واتى هجوم الاثنين الدامي فيما يتابع الجيش اليمني حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم "القاعدة" في جنوب البلاد، وبعد ان تعهدت السلطات اليمنية الجديدة بالقضاء على التنظيم الذي يسيطر على قطاعات واسعة من جنوب وشرق البلاد. الى ذلك، اكد مصدر امني لوكالة "فرانس برس" الثلاثاء انه تم القاء القبض على انتحاريين اثنين كانا ينويان على ما يبدو تنفيذ هجومين بعيد التفجير الانتحاري في صنعاء. وذكر المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "السلطات القت القبض بعد الانفجار على شخصين بالزي العسكري كان كل واحد منهما يرتدي حزاما ناسفا بزنة 13 كلغ". وبحسب المصدر، كان الرجلان في الجهة الغربية من ميدان السبعين بعد ان فجر الانتحاري الاول شحنته فيه. وقال المصدر ان الانتحاريين "كانا ينويان على ما يبدو تنفيذ هجمات اخرى". وفي الجنوب، يتابع الجيش الثلاثاء حملته التي اطلقها في 12 ايار (مايو) من اجل طرد عناصر "القاعدة" من محافظة ابين. وسجلت اشتباكات مع عناصر "القاعدة" ليل الاثنين وصباح الثلاثاء في مناطق واقعة غرب مدينة جعار التي يعد تطهيرها الهدف الرئيسي للجيش في هذه المرحلة. وذكرت مصادر محلية ان الجيش لم يحرز تقدما على الارض منذ امس الاثنين، الا انه يستخدم القصف المدفعي وراجمات الصواريخ لدك مواقع التنظيم. وتشهد المناطق الواقعة غرب مدينة جعار معارك عنيفة منذ السبت، ويصعد الجيش حملته لطرد مقاتلي القاعدة من هذه المدينة التي يعتقد ان القيادات الميدانية للتنظيم يتحصنون فيها. وكان الجيش اعلن الخميس تطهير منطقة لودر في ابين من "القاعدة" وتركيز المعركة على جعار وشقرة وزنجبار، عاصمة ابين التي سقطت في ايدي انصار "القاعدةط في 29 ايار (مايو) 2011. ويشارك اكثر من 20 الف جندي في الحملة على ابين، علما ان المحافظة تقع على مشارف عدن، كبرى مدن الجنوب. وقد وصلت حصيلة الحملة على "القاعدة" في ابين منذ انطلاقها الى 234 قتيلا بينهم 158 عنصرا من القاعدة و41 جنديا.