بعد ما يزيد على عام من الإقامة الاستثنائية في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء، قرر أحمد عبدالرحيم الجناحي، أحد الناشطين البارزين في الساحة وثلاثة من رفاقه الانتقال بخيمتهم القماشية المنصوبة في منتصف الشارع المقابل للبوابة الشرقية لمعسكر فرقة اللواء الأول مدرع إلى موقع آخر في الساحة، كإجراء اضطراري فرضه الإخلاء القسري والمباغت للمربع الاعتصامي الذي مثل ولأشهر طويلة عنوان إقامته المؤقت . وأشار الناشط الجناحي في تصريح ل”الخليج” إلى أن ساحة التغيير بصنعاء باتت تواجه أكثر من أي وقت مضى ضغوطاً متصاعدة تمارسها عدة أطراف، من أبرزها أحزاب اللقاء المشترك المعارض بهدف إخلائها وإجبار المعتصمين على مغادرتها استناداً إلى اعتبارات من قبيل أن التغيير السياسي المنشود قد تحقق بتنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأن المرحلة الانتقالية الراهنة تستدعي الجنوح إلى التهدئة بعيداً عن التصعيد الثوري الذي تصر الائتلافات الشبابية المستقلة على مواصلة اجتراحه . واعتبر الناشط البارز في ساحة التغيير أن المساعي القائمة والحثيثة من قبل أحزاب اللقاء المشترك وبعض القوى العسكرية والقبلية المتحالفة معها لإخلاء ساحة التغيير تمثل “ردة فعل انفعالية ترتبت عن فشل محاولات حكومة الوفاق الوطني في استمالة الائتلافات الشبابية بالساحة للانخراط في الحوار مع ممثليها وهو ما دفع الأخيرة إلى اتخاذ قرار أحادي بالإخلاء القسري لساحة التغيير تمهيداً لبدء إجراءات مماثلة في كافة المدن التي توجد بها ساحات شبيهة” . من جهته اتهم الناشط البارز في الائتلاف الشبابي الثوري التابع للحزب الاشتراكي اليمني بساحة التغيير منصور عبدالله علي الصلوي في تصريح ل”الخليج” حزب التجمع اليمني للإصلاح المتحالف مع الأول في إطار تكتل أحزاب اللقاء المشترك بالسعي إلى فرض إرادته على بقية أحزاب التكتل السياسي الأكبر في البلاد ودفعها إلى ممارسة ضغوط على كوادرها الممثلة بالساحات لإخلائها . وقال الناشط في ائتلاف الحزب الاشتراكي بساحة التغيير إن “حزب الإصلاح هو من يقود المساعي الهادفة إلى فرض الإخلاء القسري لساحة التغيير والساحات الأخرى المماثلة، ومؤخراً شهدت الساحة استخدام كوادر ممثلة لهذا الحزب القوة لإخلاء أجزاء من الساحة، لكن ورغم هذه المساعي التي تشارك في تأييدها أحزاب المشترك، إلا أن معظم المكونات الثورية بما فيها المكونات الشبابية الثورية الممثلة لأحزاب تكتل المشترك لا تزال متشبثة بمواقفها الرافضة لمحاولات إخلاء ساحة التغيير . وكشف منصور الصلوي الذي دشن مؤخراً حملة عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لمناهضة المساعي الهادفة إلى إخلاء ساحة التغيير وفض المخيم الاعتصامي عن عودة مجاميع حاشدة من المعتصمين الذين اضطروا إلى مغادرة الساحة جراء الضغوط المتزايدة التي مورست على العديد من المكونات الثورية لاعتصام مجدداً في الساحة ودعم صمود المكونات الثورية الرافضة لفكرة الإخلاء القسري . واتخذت مظاهر الرفض الجماعي لمساعي إخلاء ساحة التغيير التي تقودها أحزاب اللقاء المشترك وعلى رأسها حزب الإصلاح خلال الأيام الماضية وتحديداً منذ بدء عملية فض وإخلاء بعض أجزاء المخيم الاعتصامي نمطاً غير مسبوق من التدابير الثورية المضادة تمثل في تنظيم مسيرات صباحية ومسائية تحض على مشاركة حاشدة من كافة المكونات الثورية التي لاتزال متشبثة بخيار الصمود في الساحة تتصدرها الشعارات والهتافات المنددة بمحاولات إخلاء المخيم وتجديد التأكيد على التزام هذه المكونات بتصعيد الفعل الثوري وعدم مغادرة ساحات الاعتصام . واعتبر عبدالسلام أحمد الرجوي، الناشط بائتلاف “يمن للجميع” المستقل بساحة التغيير في تصريح ل”الخليج” أن إخلاء ساحة التغيير بصنعاء وساحات الاعتصام المماثلة الممتدة على خريطة 18 محافظة يمنية قرار تنفرد باتخاذه المكونات الثورية المعتصمة في الساحات وأن مساعي حكومة الوفاق الوطني وأحزاب اللقاء المشترك لفرض مثل هذا القرار بشكل أحادي سيواجه بحزم من قبل المكونات الثورية من خلال تصعيد الفعاليات الثورية المضادة . وقال الرجوي: “لقد صمدنا لأشهر طويلة في مواجهة عنف القوات الحكومية الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح ورصاصات القناصة وهراوات وسكاكين البلاطجة، واستمر اعتصامنا تحت الشمس المحرقة والبرد القارص والأمطار الغزيرة، أقول نيابة عن كافة مكونات الثورة الشبابية والشعبية الصامدة بساحة التغيير والساحات الأخرى لكل القوى التي تسعى إلى فض مخيم الاعتصام، نحن هنا ولن نبرح مكاننا، لن تنجح مساعيكم في إزاحتنا كما لم تنجح مساعي الرئيس السابق وقواته في فرض إرادتها علينا” . المصدر : الخليج - عادل الصلوي