تتصاعد حدة التوترات بين جماعة الحوثي وسلفيي دماج في محافظة صعدة، بصورة تنذر بتجدد المواجهات المسلحة بين الطرفين، والرجوع إلى القتال، بعد أن أبرم الطرفان اتفاقية، العام الماضي، تقضي بوقف القتال وإنهاء المواجهات، إثر تدخل وساطات قبلية. وخلال اليومين الماضيين، تبادل الطرفان الاتهامات باستحداث مواقع عسكرية وتمركز المسلحين في الجبال، والاعتداء على أملاك المواطنين في صعدة. وأمس الأول؛ ذكرت مواقع تابعة لحزب التجمع اليمني للإصلاح، أن سلفيي دماج يتعرضون للحصار من قبل الحوثيين، وأن الأخيرين سيطروا على مواقع مهمة في مناطق الزيلة ومعولان والصمع والأحرش والجميمة، المحيطة بدماج، كما اتهمت جماعة الحوثيين بالسيطرة على مساجد تابعة للسلفيين، ومنعهم من إقامة صلاة التراويح. ونقلت المواقع عن الناطق الرسمي باسم السلفيين في منطقة دماج بصعدة سرور الوادعي، قوله: "إن سكان منطقة دماج فوجئوا بالحوثيين ينقلون أسلحة ثقيلة، ويتمركزون في عدة مناطق محيطة بمنطقة دماج، بالإضافة إلى زرع المنطقة بالألغام، ومحاصرتها استعدادا لشن حرب ضد أهالي المنطقة". بالمقابل، نفى الحوثيون تلك الاتهامات، ووصفوها ب"الافتراءات والتضليل على الرأي العام لتنفيذ مؤامرات تستهدف أهالي صعدة". واتهم الناطق الرسمي للحوثيين محمد عبدالسلام، سلفيي دماج باستقطاب مسلحين أجانب إلى المنطقة للاعتداء على أملاك المواطنين. وقال في تصريح نشره أمس الأول، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "في الآونة الأخيرة احتلوا قرية الوطن، وطردوا أبناءها الأصليين، وتم احتلالها وبناء المتاريس فيها"، معتبرا أن الحديث عن وجود مضايقات من قبل جماعته ضد السلفيين، "تستخدم من أجل التضليل الإعلامي"، حسب قوله. وأضاف ناطق الحوثيين أن السلفيين تمركزوا في الجبال المجاورة لدماج منذ أن كانت لجان الوساطة مازالت في المنطقة، متهماً السلفيين بحفر الخنادق، وتشييد الحواجز والبنايات والقصيب (النوب) وغيرها من الإنشاءات العسكرية- حسب قوله. ونفى عبدالسلام قيام جماعته بإغلاق مساجد السلفيين في صعدة، وقال إن "أي زائر لمحافظة صعدة يستطيع أن يستمع من خلال مكبرات الصوت إلى صلاة التراويح في أكثر من مسجد". ودارت جولات من المواجهات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في دماج منذ العام الماضي، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.