قالت شبكة ال CNN إن القيادى فى تنظيم القاعدة، أبويحيى الليبى، أصدر بياناً مفصلاً حول موقف التنظيم من الصراع بين الحكومة السعودية والحوثيين عند الحدود مع اليمن، فنفى اتهامات صنعاء والرياض بوجود تنسيق بين التنظيمين، معرباً عن معارضة القاعدة المذهبية والفكرية للحوثيين. غير أن الليبى رفض تحديد الموقف من قتال المتمردين اليمنيين، واتهم الحكومة السعودية "بقتل الأبرياء" فى مناطق المعارك، كما انتقد رجال الدين فى المملكة بحجة أنهم دعوا "للجهاد" ضد الحوثيين ورفضوه فى العراق وأفغانستان والصومال، وشن هجوماً عنيفاً على جامعة الملك عبدالله للتكنولوجيا "كاوست" ملوحاً بتدميرها. وبدأ الليبى بيانه الذى نشرته مواقع متخصصة بنقل بيانات التنظيمات المتشددة، بالقول: "لسنا حوثيين، ولا نحن معهم ولا منهم، فَبُعْدُ مابيننا وبينهم دينا، وعقيدة، ومنهجا، وفكراً، وأهدافاً بعد المشرقين، وشتان بين مشرق ومغرب." ورأى الليبى أن المعارك مع الحوثيين "وضعت على المحك" مواقف رجال الدين الرسميين الذين كانوا يشككون فى فتاوى الجهاد ضد وجود القوات الأجنبية فى العراق، فى حين عادوا ليؤيدونه بمواجهة الحوثيين. وقال إن رجال الدين فى السعودية لم يبالوا بالمعارك فى العراق ونهوا عن القتال فيه لأن الضرر "واقع مباشرةً على سادتهم ومنصِّبيهم من الأمريكان وأحلافهم،" مشيراً إلى أن دعوات الجهاد انتشرت بعد أن "اقترب نذير الشر من عرشهم ولو بفرقعات خاوية على جبال نائية وحدود مترامية." وقال الليبى إن المقصود من كلامه ليس الدفاع عن الحوثيين، ورفض البحث عن حكم قتالهم، وسأل مفتى السعودية عن حكم قتال من وصفها ب"الجيوش الكافرة السافرة الغاصبة فى العراق أو أفغانستان أو ضد المتسللين! الأثيوبيين إلى الصومال، أو ضد متسللى CIA ومرتزقة البلاك فى باكستان." ولكن الليبى اتهم السعودية "بقتل الأبرياء على رؤوس الأشهاد ودك القرى بساكنيها" رغم أن لديها صواريخ دقيقة وأسلحة متطورة، قائلاً إن ذلك يرد على اتهامات رجال الدين فى السعودية للقاعدة بأنها "لا تتورع عن دماء (الأبرياء)، ولا تتردد فى سفك دماء المسلمين." وتابع قائلاً: "فما بقى أمام أولئك المتهِمين للمجاهدين بهذه الفرية إلا أن يضموا إلى انتقادهم حكومة آل سعود وما تفعله من جرائم قتل (المدنيين الأبرياء) ويكونوا صريحين جريئين كما عهدناهم فى شجاعتهم عند انتقاد المجاهدين فيقولوا: معاً ضد إرهاب القاعدة وآل سعود!، وإما أن يقرّوا بشرعية ما يفعله المجاهدون." وخصص الليبى جزءاً من كلمته لانتقاد جامعة الملك عبدالله عبد الله التقنية بجدة "كاوست،" التى ستكون أول جامعة مختلطة فى المملكة، فقال إنها "أخبث شجرة تغرس فى تلك الأرض على الإطلاق! وسترون جناها الخبيث فى بضع سنين،" ورأى أن الناس تناقش قضية الاختلاط فى حين وجب عليهم مناقشة ما هو أخطر من ذلك - من وجهة نظره - وهى وجود المدارس الأجنبية التى وصفها بأنها "تبشيرية وأدهى وسائل التنصير والتغريب." ولوح الليبى بتدمير الجامعة عبر القول "إن ضريح الأحياء الذى أنشأ فى جدة ليس له إلا الهدم، ولن يوقفه جريان الأقلام ولا طول الكلام، ولا عتابٌ ولا ملام، فلا يصلح لقطع شره، وصيانة الجيل من عفنه إلا ما صنع خير البشر صلى الله عليه وسلم بمسجد الضرار مأوى الأشرار، حينما أمر بأن يسعر بالنار." يشار إلى أن الليبى هو أحد الذين فروا عام 2005 من سجن قاعدة باغرام الأمريكى بأفغانستان وقد تقدم سريعاً فى السلم القيادى للقاعدة، ويعتبر من المخططين الاستراتيجيين للتنظيم. وكانت الحكومة اليمنية قد اتهمت الحوثيين بالتنسيق مع تنظيم القاعدة، كما ساقت السعودية الاتهام عينه، مشيرة إلى استغلال عناصر من القاعدة للمعارك عند الحدود للتسلل برفقة المسلحين اليمنيين إلى المملكة. ويعتنق عناصر تنظيم القاعدة أفكاراً سلفية متشددة تنتمى للمذهب السنى، فى حين أن الحوثيين يعتنقون توجهات فقهية تمزج بين المذهبين الزيدى والشيعى الإثنى عشرى.