بارك عضو المجلس السياسي الأعلى، الفريق سلطان السامعي، للشعب الفلسطيني بأطفاله ونسائه وشيوخه ومقاومته، ولكل قوى المقاومة التي ساندت غزة، الانتصار التاريخي الكبير الذي تحقق بعد عامين من الصمود الأسطوري في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي. واعتبر السامعي أن هذا الانتصار يمثل محطة فاصلة ومثالًا يُحتذى في مواجهة العدوان على الأمة والمنطقة، مؤكدًا أن غزة انتصرت بصمود أهلها وثباتهم على أرضهم، بعدما فشل الاحتلال في القضاء على حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتهجير سكان القطاع، واضطرّ مرغماً إلى الجلوس على طاولة المفاوضات. وأوضح أن العدو، رغم استعانته بالطائرات الأمريكية والبريطانية وأحدث وسائل التجسس، عجز عن تحرير أسراه أو كسر شوكة المقاومة. مشيرًا إلى أن عملية "طوفان الأقصى" المباركة أسقطت المؤامرات، وهدمت معبد التطبيع، وأوقفت عملية تهويد الأقصى، وأعادت تدويل القضية الفلسطينية بعد أن جُمّدت طويلًا في المحافل الدولية. وأكد أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي حطمتا أسطورة "الجيش الذي لا يُهزم"، وأفشلتا أهداف الاحتلال الذي مُني بخسائر عسكرية واقتصادية ودولية فادحة، بينما كسبت المقاومة تعاطفًا عالميًا غير مسبوق، وكشفت للشعوب الغربية زيف الرواية الصهيونية التي احتكرها الإعلام الغربي لعقود. وأشار السامعي إلى أن السابع من أكتوبر شكّل لحظة فارقة في التاريخ الحديث، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع قد تحمل مفاجآت وتحولات كبرى تتجاوز فلسطين والكيان الإسرائيلي لتطال المنطقة بأسرها. وثمّن الدور المحوري للجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي وصفها ب"العمود الأساسي لصمود المقاومة"، كما أشاد بدور اليمن، قيادةً وجيشًا وشعبًا، بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في فرض حصار بحري على الكيان وتحدي أساطيل كبرى الدول نصرةً لغزة. وحيا الدور البطولي لحزب الله في لبنان، الذي كان شريكًا فعليًا في تحقيق الانتصار عبر الصمود والتضحيات الجسام، مقدمًا القادة والمجاهدين، وفي مقدمتهم الشهيد حسن نصرالله ورفيقه هاشم صفي الدين، ممن حملوا راية الدفاع عن فلسطين. وجدد السامعي موقف الجمهورية اليمنية الثابت، جيشًا وقيادةً وشعبًا، إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته في معركة التحرير والكرامة حتى زوال الاحتلال. وأشار إلى أن قطار الصهيونية الذي كان يندفع بهوس "أرض الميعاد" قد انحرف عن مساره وتباطأ، بعدما فشلت إسرائيل في تدمير غزة أو تهجير أهلها كما كانت تخطط قبيل 7 أكتوبر 2023، في إطار مخطط واسع لنقل 2.3 مليون فلسطيني إلى صحراء سيناء بدعم من بعض الأنظمة. وشدد على أن غزة صمدت رغم الجحيم الذي فُرض عليها وقتل أكثر من خمسين ألف مدني، مؤكداً أن وقف إطلاق النار التدريجي جاء اعترافًا إسرائيليًا بالفشل في انتزاع شبر واحد من أرض غزة. وأكد الفريق السامعي أن العالم، وخاصة شعوب الغرب، استفاق من غيبوبة الرواية الصهيونية وشاهد بأم عينه الجرائم المروعة، وبدأ يراجع مواقفه من وهم "التفوق اليهودي" ونظرة الصهيونية للآخرين كمخلوقات دونية. واختتم تصريحه بالتأكيد على أن انتصار غزة وصمودها غيّرا مجرى التاريخ، وأن السابع من أكتوبر سيكون نقطة انطلاق لتحولات كبرى على مستوى المنطقة والعالم في السنوات القادمة.