أكد الحزب الاشتراكي اليمني، أنه لا يزال يتعامل مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، ك"أمين عام" للمؤتمر الشعبي، على الرغم من أن اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي، اقالته من موقعه ك"نائب أول" لرئيس المؤتمر و أمينه العام، عقب دعوتها للانعقاد من قبل الرئيس السابق "صالح" رئيس المؤتمر، الشهر الماضي. جاء ذلك في البيان الختامي للمجلس الحزبي العام، الذي انعقد في صنعاء، خلال الفترة من 15 – 17 ديسمبر الجاري. و جاء في البيان الختامي للمجلس الحزبي الذي نشره موقع "الاشتراكي نت" الناطق باسم الحزب: "باحتفاء بالغ استقبل أعضاء المجلس كلمة فخامة رئيس الجمهورية الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الأخ/ عبد ربه منصور هادي الموجهة إلى المجلس، والتي ألقاها نيابة عنه الأخ/ المناضل مجاهد القهالي عضو الأمانة العامة للمؤتمر، وفيها حيا الحزب الاشتراكي اليمني، وأشاد بأدواره الوطنية التاريخية، وبإسهاماته المتميزة في الحياة السياسية الوطنية، كما تناول العديد من قضايا الوضع الراهن في اليمن. و حدد البيان الختامي موقف الحزب الاشتراكي من القضية الجنوبية، معتبرا أنها قضية محورية، لا يمكن معالجتها بدون الانطلاق من الطبيعة الخاصة بها، كقضية سياسية بامتياز، تمثل محور بناء الدولة. و اعرب الحزب في بيانه أنه ينبغي أن لا يخضع حله القضية الجنوبية للمساومات السياسية التكتيكية، أو إلى المراوغات كتلك التي تمثلت في اللجوء إلى تقسيم الجنوب إلى إقليم شرقي وإقليم غربي، بدلاً من النظر إليه كوحدة متكاملة في المعادلة الوطنية لبناء الدولة الاتحادية الديمقراطية. و جدد البيان التأكيد على رؤيته التي تقدم بها في مؤتمر الحوار لحل القضية الجنوبية على أساس دولة اتحادية من إقليمين. كما جدد البيان الختامي للمجلس الحزبي تمسك الحزب بهذا الخيار كأساس لمعالجة الوضع الناشئ عن ما سماها "هدم الوحدة السلمية بالحرب" و دعا البيان القوى التي قال إنها تزعم بحماية الوحدة إلى الكف عن تعاليها على الواقع الذي أنتجته سياساتها الخاطئة في الجنوب منذ حرب صيف عام 94، ونزعتها الإرادوية المنبعثة من الشعور بتضخم القوة في مواجهة الاستحقاقات الفعلية لنجاح الحوار، وعدم جديتها في البحث عن حل للقضية الجنوبية يستلهم خيارات الشعب في الجنوب ويحترم التضحيات الجسيمة التي قدمها منذ نهاية حرب 94 لإسماع صوته مطالباً بحل عادل لقضيته. و أشار إلى أن الهروب من تقديم حل حقيقي للقضية بالمراوغة أدى إلى تعقدها أكثر فأكثر، و يخلق حالة يأس وسط الناس من امكانية إيجاد شروط موضوعية من داخل المعادلة الوطنية للحل العادل الذي يردده الجميع، و هو الأمر الذي حدا بالبعض على إعادة طرح مشاريع الهوية القديمة نكاية بالمعادلة الوطنية، ليؤكد فشلها في إيجاد الحل العادل من داخلها. و حذر من تسارع إعادة إنتاج مشاريع الهوية المنكرة ليمنية الجنوب واقتحامها لمسار حل القضية الجنوبية وإدخال المشهد في حالة أكثر إرباكاً، مستفيداً من هذا التلكؤ الذي أخذ يفقد المعادلة الوطنية ديناميتها في إنتاج الحل العادل الذي يرضي الشعب في الجنوب ويحافظ على هويته اليمنية، ويراعي حقه المشروع في تقرير خياراته السياسية. و اعتبر البيان أن إن الجنوب يتعرض لرفض هويته من قبل هويات أخرى من داخله ترفض الجميع، مؤكدا أن المعادلة الوطنية والهوية اليمنية هما المؤهلتان موضوعياً لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية، يضمن بقاء الجنوب موحداً ومحمياً من التفكك. و أرجع ذلك إلى أن الهويات لم تكن هي أساس مشكلة اليمن حتى يتم البحث عن الحل في ثناياها، مشيرا إلى إن الكيفية التي توظف فيها الهويات في اللحظة الراهنة تجعلها متصادمة مع الحقائق التاريخية في مواضع تتصل بالجغرافيا السياسية والمصالح الاستراتيجية للشعب، ما يجعل استحضارها جزءاً من حالة انقسامية في الجنوب، ويجر قضيته بعيداً عن مضامينها السياسية إلى صراع هويات توفر ذرائع لنزعات عصبوية ستصبح أشد خطورة على القضية الجنوبية من أية تحديات أخرى. و كشف البيان الختامي للمجلس الحزبي عن توجه للحزب، لإنشاء قناة فضائية و عدد أخر من الوسائل الاعلامية المسموعة والمقرؤة و الالكترونية. و شدد البيان في هذا الجانب، على ان بقاء الحزب الاشتراكي اليمني – برسالته الثقافية والإعلامية – لاعباً ثانوياً في المشهد الثقافي والإعلامي الراهن، أمر لم يعد مقبولا اليوم. و أشار البيان إلى أن المجلس الحزبي كلف اللجنة المركزية بإنشاء مؤسسة اعلامية متكاملة تشمل (قناة فضائية، محطة إذاعية، صحيفة يومية، مجلة فصلية، مواقع الكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي) بهدف النهوض بنشر الثقافة التنويرية التحديثية، وإيصال رسالة الحزب السياسية الثقافية والإعلامية، بيسر وسهولة الى عموم المواطنين. و لفت إلى أن الجانب الحداثي التنويري مغيب في المشهد الثقافي والإعلامي الراهن، مؤكدا أننه تقع على الحزب مسؤولية تحقيق ذلك من موقعه في صدارة قوى التغيير والتحديث، في ظل تعدد وتنوع الوسائل الإعلامية القادرة على تغطية جل المناطق السكنية، وبكلفة لم تعد باهظة. و أكد البيان أن القوى التقليدية الطفيلية النافذة، من قوى الفساد والاستبداد بتوجهاتها السياسية ومصالحها الاقتصادية الضيقة، أصبحت حاضرة بأشكال مختلفة في رسم المشهد الثقافي والإعلامي المشوه الراهن، مشيرا إلى أن الغائب الأبرز في ذلك المشهد هي مصالح الغالبية العظمى من المواطنين، التي تتماهى بوضوح في مفردات المشروع الوطني الديمقراطي الحداثي السلمي و الذي صار مغيبا الى حين. وكانت اللجنة المركزية للحزب، انتخبت أمس الخميس، الدكتور عبد الرحمن السقاف أمينا عاما للحزب، خلفا للدكتور ياسين سعيد نعمان، الذي رفض الاستمرار في موقعه. كما انتخبت الدكتور محمد المخلافي نائبا للأمين العام، خلفا للدكتور سيف صائل خالد، و استحدث منصب رئيس للجنة المركزية، حيث انتخبت في المنصب يحيى منصور أبو أصبع، و انتخبت كل من فضل الجعدي مساعد أول لرئيس اللجنة المركزية و طيبة بركات مساعد ثان.