لا يزال الغموض و التكتم سيد الموقف عن المفاوضات التي تجري في العاصمة العمانية، مسقط، برعاية رسمية من السلطنة. المحادثات بدأت، الاحد 24 مايو/آيار، بعد وصول القياديين في جماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبد السلام و صالح الصماد، إلى العاصمة العمانية، على متن طائرة عمانية، نقلتهما من مطار صنعاء، بصحبة وفد عماني. و تقول مصادر اعلامية، إن المحادثات تجري بين عبد السلام و الصماد، من جانب، و مندوبين من الاستخبارات السعودية، حسب ما كشفه القيادي في الحراك الجنوبي، فؤاد راشد. و حسب راشد فإن المفاوضات تجري للوصول إلى اتفاق ينهي القتال و وقف اطلاق النار في اليمن. مصادر اخرى تقول أن محادثات مسقط، بين أنصار الله و مسئولين سعوديين بحضور امريكي و بريطاني و روسي. و ترى هذه المصادر، أن المفاوضات تهدف للتوصل إلى اتفاق يتم بموجبه، توفير أرضية مناسبة لاطلاق حوار مباشر بين مختلف الأطراف اليمنية، برعاية اممية. و يقول مراقبون إن ما يجري في مسقط، يشابه تماما ما جرى في العام 2009، حين تدخلت قطر لوقف الحرب السادسة في صعدة، عقب تمكن أنصار الله من السيطرة على جبل الدخان السعودي، و تدخل الطيران السعودي، لقصف مناطق عدة في محافظة صعدة، غير أن ذلك لم ينهي سيطرة أنصار الله على الجبل الاستراتيجي، و الذي غادره أنصار الله بعد اتفاق سياسي مع الجماعة برعاية قطرية. و هناك من يرى أن لقاء مسقط، يهدف في الأساس لوقف غارات الطيران السعودي على اليمن، و وقف اطلاق النار في اليمن، بهدف التمهيد لحوار يمني – يمني بين مختلف الأطراف اليمنية، يهيئ لإيجاد صيغة سياسية لنقل السلطة في اليمن. و يتوقع أن هؤلاء أن لقاء مسقط، سيحضره السعوديين والايرانيين، و بحضور ممثلين عن الروس و الامريكان. و رجحوا أن يكون لقاء مسقط، يهدف في الأساس للوصول إلى صفقة تنهي ضربات الطيران السعودي في اليمن، و من ثم التهيئة لوقف اطلاق النار في الداخل اليمني، و الذي سيكون ل"ايران" و "السعودية" دورا كبيرا في الحد منه. و مع استمرار التكتم على يدور في مسقط، ستستمر التكنهات حول ما يدور خلف الكواليس، و من المتوقع عدم الاعلان عما تم التوصل إليه في مسقط، خاصة و أن العمانيين يحيطون أي مفاوضات تجري برعايتهم بالتكتم، لكن التطورات على الأرض كفيلة بكشف بعض ما يدور، و لعل تخفيف الضربات الجوية السعودية، اليوم الاثنين، على صنعاء بشارة خير.
