محمد عزان وحسين الحوثي .. كيف توحدا ولماذا أفترقا وهل صحيح أن حسين بدأ زيدياً وأنتهى أثنى عشرياً وهل صحيح أيضاً أن محمد عزان بدأ زيدياً وأنتهى عزان سنياً رغم انكار كليهما للاحتمال الثاني ظاهرياً فالأول قبل مقتله كان يقول أنه يريد الحرية للزيدية ويريد تنقية المذهب الزيدي مما علق به مما ليس فيه أما الثاني فيقول أنه زيدياً معتدلاً ومن أتباع اتجاه الصالحية حيث يعتبر الزيدية ذو اتجاهين الاتجاه الأول يعرف بالصالحية وهو ما اعتبره يتسم بالتسامح أما الاتجاه الثاني (الجارودية) والذي يتميز بالتشدد كما قال محمد عزان وهو ما يتهم به الحركة الحوثية أنها أخذت به.. ولكن هل هذه الأطروحات كانت موجودة في عام 1986 عند تأسيس (اتحاد الشباب ) وما تلاها من أعوام قبل الوصول إلى أعوام 97 ، 2000 ، 2002 وحتى لحظة الانفجار المدوي في عام 2004 فمن المعروف أن محمد عزان وحسين الحوثي وأباعن يقفون في صفاً واحداً على الأمل في مواجهة مقبل الوادعي الذي كان دائماً يحذر من المد الزيدي ويعتبره امتداد لايران الذي كان يعتبرها أثني عشرية وكان عادة ما يردد مقولته المشهورة (آئتيني بزيدي صغير أخرج منه رافضياً كبير) وقصد هنا التحذير من توسع المذهب الزيدي لأنه في نظره من السهل تحويل الزيدي إلى أثنى عشري.. إذاً هل البحث عن الزعامة هو الذي أدى إلى الفراق أم المصالح أم هي فعلاً الفرق بين التشدد والوسيطة كما يقول محمد عزان أم هي الشائبة والنقاء كما رأى حسين الذي رفع كارت السلالية في وجه عزان بعد طفو الخلاف بين الأثنين إلى السطح. فما يراه عزان أنه زيدي من النوع الأصلي وأن حسين والحوثية أثنى عشرية والأثنى عشرية يخشون من الزيدية ويعتبرونها خطراً عليهم أكثر من السنة فيما يرى الحوثيون أن عزان الذي يعتبر نفسه مؤسس منتدى الشباب المؤمن أن أفكاره دخيلة على المذهب الزيدي ويجب التنبه منه كما كان يفعل حسين في ذلك عندما كان يحذر أتباعه منه وراح يفتح له مراكز في صنعاء وعمران والجوف قبل اشتعال الحرب دون الالتفات إلى عزان الذي أصبح يتهمه الحوثيون بأنه باع نفسه ومذهبه للسلطة في حين عزان مازال متمسك بأنه شيخ الزيدية المتنور بل ووصل إلى حد اعتبار يحيى الحوثي بأنه يدنس المذهب الزيدي وأن أخاه حسين أخذ من الحديث النبوي ما يوافق هواه. وأن الأثني عشرية لا تقف عند حدود بقدر الوصول إلى هدفها وهو السلطة بأي ثمن. وبين عزان وحسين يرى مختصون أن السلطة والمهاجريت العراقيين هما سبب كل ما جرى ويجري وما عزان وحسين إلاّ أدوات وربما ضحايا فالسلطة دعمت الجماعة في بدايتها حتى تحولت إلى حركة استغلها المهاجرين العراقيين الشيعة الذين أتوا لليمن هروباً من لظى الحرب وعملوا على تدريس جماعة الحوثيين وفتحوا أمامهم خطوطاً للتواصل مع مرجعيات الشيعة في العراق وإيران وكان لابد لحسين أن يكون يداً لهم وعندما شعرت السلطة بالخطورة وعدم تبعية حسين لها دعمت عزان ليختلف مع حسين.