زيارة بن مبارك إلى المكلا لإقتسام أراضي الخور والطريق الدائري الجديد    معهد دولي أمريكي: أربعة سيناريوهات في اليمن أحدها إقامة دولة جنوبية    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    انتشال جثتي طفلتين من أحد السدود بمحافظة صنعاء وسط مطالبات بتوفير وسائل الحماية الأزمة    تحذير حوثي من هجرة رؤوس الأموال والتجار من اليمن نتيجة لسياسية النهب    ما وراء امتناع شركات الصرافة بصنعاء عن تداول العملة النقدية الجديدة !    حكم الجمع في الصيام بين نية القضاء وصيام ست من شوال    "إيران تسببت في تدمير التعاطف الدولي تجاه غزة"..كاتب صحفي يكشف عن حبل سري يربط بين اسرائيل وايران    هل ستطيح أمريكا بالنظام الإيراني كما أطاحت بنظام "صدام حسين" وأعدمته بعدما قصف اسرائيل؟    اليمن يطرح مجزرة الحوثيين بتفجير منازل رداع على رؤوس ساكنيها في جلسة لمجلس الأمن الدولي    ماذا يحدث بصنعاء وصعدة؟؟.. حزب الله يطيح بقيادات حوثية بارزة بينها محمد علي الحوثي وعبدالملك يضحي برجالاته!    لا داعي لدعم الحوثيين: خبير اقتصادي يكسف فوائد استيراد القات الهرري    فيرونا يعود من بعيد ويفرض التعادل على اتالانتا في الدوري الايطالي    حضرموت تستعد للاحتفال بالذكرى الثامنة لتحرير ساحلها من الإرهاب    مصرع جنديين وإصابة 4 في حادث انقلاب طقم عسكري بأبين والكشف عن حوادث السير خلال 24 ساعة    "قد لا يكون عسكريا"...صحيفة امريكية تكشف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران    - ماهي الكارثة الاليمة المتوقع حدوثها في شهر شوال أو مايو القادمين في اليمن ؟    القوات الأمنية في عدن تلقي القبض على متهم برمي قنبلة يدوية وإصابة 3 مواطنين    الليغا .... فالنسيا يفوز على اوساسونا بهدف قاتل    نونيز: كلوب ساعدني في التطور    الحكومة: استعادة مؤسسات الدولة منتهى أي هدف لعملية سلام    مسلسل تطفيش التجار مستمر.. اضراب في مراكز الرقابة الجمركية    شيخ مشائخ قبائل العلوي بردفان والضالع يُعزَّي المناضل ناصر الهيج بوفاة زوجته    المبعوث الأممي يحذر من عواقب إهمال العملية السياسية في اليمن ومواصلة مسار التصعيد مميز    الوزير الزعوري يشيد بمستوى الإنضباط الوظيفي بعد إجازة عيد الفطر المبارك    إصدار أول تأشيرة لحجاج اليمن للموسم 1445 وتسهيلات من وزارة الحج والعمرة السعودية    خلال إجازة العيد.. مستشفيات مأرب تستقبل قرابة 8 آلاف حالة    إنتر ميلان المتصدر يتعادل مع كالياري بهدفين لمثلهما    "العمالقة الجنوبية" تسقط طائرة مسيرة حوثية على حدود شبوة مأرب    كيف نتحرك في ظل هذه المعطيات؟    جريمة قتل في خورة شبوة: شقيق المقتول يعفوا عن قاتل أخيه فوق القبر    البنك الدولي.. سنوات الصراع حولت اليمن إلى أكثر البلدان فقراً في العالم مميز    مجلس الامن يدعو للتهدئة وضبط النفس والتراجع عن حافة الهاوية بالشرق الأوسط مميز    إسرائيل خسرت 1.5 مليار دولار في ليلة واحدة لصد هجوم إيران    العوذلي: البلاد ذاهبة للضياع والسلفيين مشغولين بقصّات شعر الشباب    12 دوري في 11 موسما.. نجم البايرن الخاسر الأكبر من تتويج ليفركوزن    زواج الأصدقاء من بنات أفكار عبدالمجيد الزنداني    الوحدة التنفيذية : وفاة وإصابة 99 نازحاً بمأرب في حوادث حريق منذ العام 2020    هل يعيد التاريخ نفسه؟ شبح انزلاقة جيرارد يحلق في سماء البريميرليج    جماعة الحوثي ترفض التراجع عن هذا القرار المثير للسخط الشعبي بصنعاء    هل صيام الست من شوال كل إثنين وخميس له نفس ثواب صومها متتابعة؟    تراث الجنوب وفنه يواجه.. لصوصية وخساسة يمنية وجهل وغباء جنوبي    فضيحة جديدة تهز قناة عدن المستقلة التابعة للانتقالي الجنوبي (صورة)    الخميس استئناف مباريات بطولة كرة السلة الرمضانية لأندية ساحل حضرموت    ليفربول يصطدم بكريستال بالاس ويبتعد عن صدارة الدوري الانجليزي    البنك الدولي يضع اليمن ضمن أكثر البلدان فقراً في العالم    رئيس الوزراء يعود الى عدن بعد أيام من زيارته لمحافظة حضرموت    حلقة رقص شعبي يمني بوسط القاهرة تثير ردود أفعال متباينة ونخب مصرية ترفض الإساءة لليمنيين - فيديو    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    أهالي تعز يُحذرون من انتشار فيروس ومخاوف من تفشي مرض خطير    حتى لا يُتركُ الجنوبُ لبقايا شرعيةٍ مهترئةٍ وفاسدةٍ.    نزول ثلث الليل الأخير.. وتحديد أوقات لإجابة الدعاء.. خرافة    موجة جديدة من الكوليرا تُعكر صفو عيد الفطر في اليمن    تخيل أنك قادر على تناول 4 أطعمة فقط؟.. شابة مصابة بمرض حيّر الأطباء!    يستقبلونه ثم تلاحقه لعناتهم: الحضارم يسلقون بن مبارك بألسنة حداد!!    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    سديم    بين الإستقبال والوداع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار وخفايا الحوثية
يكشفها الأستاذ محمد يحيى عزان أمين عام منتدى الشباب المؤمن سابقاً
نشر في الجمهورية يوم 05 - 11 - 2009

الحوثيون ليسوا حركة فكرية كما يروجون لأنفسهم، وإنما عبارة عن حركة انتقائية تعتمد على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية الخبيثة، وتحريض الناس على بعضهم البعض، وكذلك فرض الرأي بالقوة وإلغاء الآخر.. وإذا كان حركة هكذا هو نهجها فلن تستطيع البقاء ومصيرها المحتوم هو الفشل والموت..ذلك هو تشخيص الأستاذ محمد يحيى عزان لفتنة صعدة ومقدمة لمحاضرة ألقاها مؤخراً على هامش معرض صنعاء الدولي للكتاب تحدث فيها عن نشأة هذه الحركة الخبيثة وعلاقتها بالشباب المؤمن وبحزب الحق وكذلك بالمذهب الزيدي كماتطرق إلى السبب الرئيسي لاندلاع الحرب الأولى في منتصف العام 4002م ، كاشفاً العديد من خبايا وأسرار هذه الحركة الإجرامية التي شردت الآلاف من المواطنين وقتلت النساء والأطفال وتسعى في الأرض فساداً فإلى نقطة البداية.
لاشك أن الحركة الحوثية التي ظهرت في بلادنا خلال السنوات القليلة الماضية قد أثارت العديد من التساؤلات ودفعت الكثير إلى مبالغات في شرح بعض المواقف أو في تفسيرها، حيث يؤرخ البعض بداية ظهور الحوثية من بداية انشاء منتدى الشباب المؤمن في عام 0991م والبعض الآخر يسبق ذلك بكثير حيث يؤرخها منذ ظهور تاريخ الأئمة، لكن عزان يؤرخ ظهور الحوثية إلى العام «1002م» حيث يقول: لمعرفتناالأكيدة أن هذه الأفكار التي قامت على أساسها الحوثية إنما ظهرت في هذه الفترة فقط، وربما كانت موجودة كامنة لدى البعض، لكن تاريخ ظهورها العلني كان في العام «1002م» وتحديداً في منتصفه.. أما الشباب المؤمن فمنذ تأسيسه في العام 0991م هدف إلى إحداث حركة تربوية إصلاحية منفتحة تسعى إلى تنوير الشباب وتطوير معارفهم وتحديث ما ورثوه من التراث وتقديمه بصورة معاصرة، وخاصة فيما يتعلق بالانفتاح على الآخر والتعايش مع مختلف المذاهب والتيارات والأحزاب ومضت مسيرة الشباب المؤمن بشكل واضح وبيّن ، لتحقيق هذا الهدف لم تكن خفية ولم تنشأ في الظل أو بعيدة عن الأعين أصدرت كتباً ونشرات شهرية، سجلت محاضرات فتحت مراكز، أقامت محاضرات علنية في الهواء الطلق، لذلك لم تكن خفية أبداً ولم تنشأ في الدهاليز، وكنا نحرص في منتدى الشباب المؤمن أن نُطلع مختلف الجهات الرسمية على الفعاليات التي كنا ننظمها، حتى تصحح لنا بعض الاخطاء التي قد نقع فيها، لأنه لم يكن لنا خبرة سابقة، ولم تنشأ عن مدرسة لا داخلية أو خارجية، كنا حوالي ثلاثين شخصاً كتجربة ننطلق من الواقع ونتفاعل معه، ونطور مالدينا، كنا نقرأ مالدى الآخرين وننتقي ما يتناسب مع ظروفنا ومع جذورنا الفكرية والتاريخية ووضعنا الجغرافي ومع كل الأشياء التي لابد أن يلتفت إليها.
انضمام الحوثي إلى المنتدى
ويقول بعد عام 0002م انضم إلى منتدى الشباب المؤمن حسين بدرالدين الحوثي، حيث لم يكن مع الشباب المؤمن من قبل على الاطلاق، بل كان محمد بدرالدين الحوثي من مؤسسي الشباب المؤمن وليس حسين، الذي انضم وآخرين في عام0002م إلى الشباب المؤمن وخلال عام واحد فقط من انضمامه ظهرت محاولة الانحراف بمسيرة الشباب المؤمن، محمد بدرالدين الحوثي والموجود حالياً في صعدة والذي كان من مؤسسي الشباب المؤمن انضم إلى أخيه حسين فيما بعد بالإضافة إلى آخرين، حيث انضم فريق من الشباب المؤمن إلى حسين والذي خرج من المنتدى في عام 1002م انضم فريق من الشباب المؤمن إلى الحركة الحوثية كما انضم غيرهم لأسباب كثيرة ومتعددة، ومعظم الذين يقاتلون اليوم في صفوف الحوثيين ليست لهم أي علاقة بالشباب المؤمن، لم يدرسوا في المراكز ولا نعرفهم أبداً من قبل وعلى مدى عشر سنوات،بل إن بعضهم كان معادياً للمراكز الصيفية التي كان يقيمها منتدى الشباب المؤمن، حسين بدرالدين الحوثي لم يجد في مناهج المنتدى ما يلبي رغبته وطموحاته أو إلى ما يمكن أن يوصله إلى الأهداف التي كان يرمي إليها، لذلك دعا إلى الغاء الأهداف المعلنة منذ عشر سنوات وطالب بتغيير المناهج وإلغاء المدرسة العلمية التي أسسها المنتدى كي تكون المرحلة الثانية التي يدرس فيها الطلاب بعد المستويات الثلاثة في المراكز الصيفية، لتصدر فتاوى واضحة تُحذر الشباب من الالتحاق بهذه المدرسة ،لأنهم كانوا يرون أن هذه المدرسة تنويرية عكس ماكان حسين الحوثي وجماعته ،لكن منتدى الشباب المؤمن رفض تماماً أي تغيير للمناهج أو الأهداف، ولذلك اختار حسين بدرالدين الحوثي أن تكون له وجهة أخرى هو والجماعة التي استطاع أن يجمعهم حوله وأعلن لنفسه عن توجه جديد مخالف لأهداف منتدى الشباب المؤمن، ووقع الصراع بينه وبين الشباب المؤمن منذ عام 0002م وحتى نهاية عام 1002م، كان هناك صراع على المساجد وعلى المراكز كان هناك خطب وخطب توعوية مضادة لأفكاره كتب وكتب مضادة، نشرات وفتاوى علنية وبشكل واضح ولدينا جزء كبير منها، مما يدل على أن الشباب المؤمن هو أول من واجه حسين بدرالدين الحوثي قبل الدولة بعامين، حيث واجهناه فكرياً وثقافياً و تربوياً، وفصلت حركة الحوثي عن منتدى الشباب المؤمن وهذا ماكان معروف ومسلم به عند الناس جميعاً في صعدة.
سبب الخلاف
وعن سبب خلاف حسين الحوثي وجماعته مع الشباب المؤمن يقول محمد يحيى عزان: كان يقول حسين بدرالدين الحوثي إننا جماعة تتبنى افكاراً منفتحة على الآخرين قد تؤدي إلى تمييع وإذابة المذهب الزيدي، وهذا ما ينص عليه في ملازمه، مع العلم أن المذهب الزيدي أساساً قام على الحجة والبرهان ولا إشكال لدى علماء الزيدية أن تتبنى هذه الفكرة أو تلك مادام ليست مخالفة للتراث، وكنا نرى أن التراث ليس مقدساً لأنه جاء لتلبية حاجة معينة في ذلك الوقت، لذلك لا ضير إذا قمنا بتطويره، وكنا ندعو إلى إعادة قراءة هذا التراث ومن هذا التراث ما يمكن الاستغناء عنه تماماً إذا لم يعد صالحاً للعصر الحالي، والبعض الآخر كان قائماً على ردات فعل كما هو حال المذاهب الأخرى لاتستند إلى قاعدة ثابتة ولا إلى أدلة وبراهين قوية وواضحة ،وهذا لاحرج لدى كل العلماء من تركها جانباً، لأن العبرة بالدليل والحجة، وهناك أفكار أخرى كنا نراها صالحة ولكنها تحتاج إلى بعض التحديث، مجمل هذه الأشياء اختلفنا عليها مع حسين بدرالدين الحوثي ،كما اختلفنا معه في أمر أساسي وهو مرجعية «الحق» حيث يرى الشباب المؤمن أن مرجعية الحق هي ما قام عليه الدليل الواضح من الكتاب والسنة بشكل مباشر بينما حسين الحوثي كان يرى أن مرجعية الحق هو مافهمه أهل البيت من الكتاب والسنة فقط، ونحن نزعم أن أهل البيت عظماء بقدر ما يتصفون بالحقيقة وبالدليل والبرهان،بينما هو يرى أن مجرد كلام أهل البيت خصوصاً الأئمة الكبار هو في حد ذاته ملزم، ولا يحتاج إلى البحث عن دليل، وهذا مخالف لما عليه الأئمة أنفسهم.
لأن الأئمة الأوائل كالإمام زيد بن علي والإمام الهادي وغيرهم كانوا ينادون بشكل واضح بأنه لا قيمة لأقوالهم إذا لم تستند إلى برهان ودليل، ويقول عزان: فإذا كانوا قد أعطونا الحق في رفض أفكارهم إذا لم تستند إلى حجة واضحة، والله سبحانه وتعالى يدعونا إلى التعلم والتأمل والتفكر، لذلك لماذا نكون متجمدين عند فكرة معينة.
تطور الخلافات
ويضيف عزان قائلاً: كانت هذه بداية الخلافات والتي تطورت إلى أن صارت بأنه الذي لايقبل نصوص الأئمة كما هي فهو ناصبي ووهابي ومتأثر بالتيارات الأخرى وهو غير زيدي وكثرت الفتاوى في هذا الشأن، ومنها ماهو مكتوب وموجود لدينا أن فلاناً وفلاناً من الناس«أي نحن» لايعتمد عليهم وليسوا مأمونين على هذا الفكرے وعلى هذا التراث، وشنت حملات عديدة علينا سمعها القاصي والداني، والخلاف جاء في هذه المسائل، وهي إلى أي مدى يمكن التعامل مع التراث، وكذلك مرجعية أهل البيت ماذا تعني، وهل الأشخاص بذواتهم مقدسون، بحيث الله عزوجل أعطى مسحة إلهية لم تعطَ لغيرهم من الناس، أم أنهم بشر تعلموا وأدركوا.
تأسيس حركة الحوثية
وبالنسبة لتأسيس وتشكيل حركة الحوثية والتي أسسها الصريع حسين بدر الدين الحوثي يقول الأستاذ محمد يحيى عزان:
أثناء هذه الخلافات التي كانت قائمة بيننا وبين حسين بدر الدين الحوثي بدأت هذه الحركة بالتشكل وأخذت تستغل كل مافيه عاطفة أو عصبية بشكل واضح،أنا لاأريد أن أجرح أحداً بقدر ماأريد أن أكشف عن حقيقة موجودة في ماكتبوه وقالوه، وهناك بعض الأدلة على ذلك:
مثلاً مسألة الاستعطاف، استعطاف القضية الفلسطينية واستعطاف قضية احتلال العراق والهجمة الأمريكية والاسرائيلية على الأمة، واعتبار أن هذه الأشياء كارثة وأن الأمة الاسلامية مسحوقة وأنها ضعيفة ومدمرة، لذلك تحتاج هذه الأمة إلى منقذ، وهنا هو بيت القصيد، كيف يأتي هذا المنقذ؟ لأنه لأبد أن يتمتع بصفات معينة، وأن تكون له علامات معينة وأن ينتمي إلى طائفة معينة وإلى مذهب معين وإلى جماعة معينة حتى ينقذ الأمة. تم استغلال القضية الفلسطينية، ووضع الشعار«الموت لأمريكا الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام» وهو شعار إيراني وكان عامة الناس يشاهدون في القنوات الفضائية مايتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان ظالم من قبل اسرائيل فيقولون هذا حق لماذا لايقوم المسلمون صفاً واحداً وماإلى ذلك.. الشيء الآخر مسألة إثارة العصبية بكل أشكالها العصبية المناطقية كما هو مذكور في ملازم حسين بدر الدين الحوثي حيث كان يذكر أنه لماذا الناس مثلاً في تعز غير الناس في صعدة، في تعز يذهبون إلى الجامعات، الناس في صنعاء عندهم دكاترة وأساتذة وموظفون وأهل صعدة مهمشون وما إلى ذلك من إثارة الفتن المناطقية، وكذلك على مستوى المذاهب كان يتحدث وبشكل واضح وكذلك مازال يتحدث يحيى الحوثي عبر بعض القنوات الفضائية أن الزيدية مظلومة ومهمشة ومسحوقة ويجب الدفاع عن الزيدية، يتحدث باسم الزيدية لاستعطاف أتباع المذهب الزيدي في اليمن مع أنه ليس زيدياً الآن ، وكذلك يتحدث باسم الهاشميين يحاول أن يوسع دائرة الفتنة لتحقيق أهدافه الشخصية هذه الأمور حاول حسين بدر الدين الحوثي غرسها في عقول الشباب، الجيل الأول من الواقفين مع حسين بدر الدين كان كثير منهم متعلمين ودارسين، ولكنه دعاهم إلى إلغاء أي شيء تعلموه من المذاهب الأخرى أو من الشخصيات الأخرى، حيث يؤكد في ملازمه أن هذه المناهج أي مناهج المذهب الزيدي الذي كان يتحدث باسمه وحالياً أخوه يحيى بدر الدين وكذلك عبدالملك، كان يقول إن هذه المناهج هي مضلة ولايجوز الإصغاء إليها أو العمل بها، وكان يحذر أتباعه من الذهاب إلى الاستماع من المشايخ أو العلماء الآخرين، وهكذا حاصر عقول من معه إلى الرؤية إلى أي شيء آخر عداه هو فقط هو المرجع الأول والأخير أيضاً.
هاجم المذهب الزيدي وهاجم علماء المذهب الزيدي بشكل واضح وبين وقال إن علماء الزيدية أصحاب ضلالة، لأنهم انفتحوا على المذاهب الأخرى ويقول إنه لايجوز أبداً الاعتماد على هؤلاء العلماء، لأنهم أيضاً خائفون وأذلاء، كل من لايتوافق مع فكرته أو لايدعو إلى مايدعو إليه غير صالح على الاطلاق سواء كان من المذاهب أو من المذهب الزيدي خاصة أو من علمائهم أو من أي من علماء الدين، لذلك نلاحظ أن جميع أتباعه لايمكن أن يتقبلوا أي فكرة من أي مذهب أو من المذهب الزيدي أو من علمائه على الاطلاق،لأنهم ينظرون إلى جميع علماء الأمة أنهم لاشيء والحق انحصر في شيء واحد فقط هو حسين بدر الدين الحوثي.
خطورة أفكاره
ويضيف عزان قائلاً:
والخطورة أن حسين بدر الدين الحوثي كان ينطلق في أفكاره من الأمور المتفق عليها عند المسلمين جميعاً ثم يخلص إلى الأمر المتفق عليه عند الشيعة عموماً ثم عند الزيدية عموماً ثم ينطلق إلى مايريده هو بمفرده، ومثال ذلك في ملازمه أنه يتحدث أولاً عن وضع الأمة الاسلامية بشكل عام ومافيها من سوء هذا شيء مدرك، ثم يتحدث عن الخلافات الموجودة داخل الأمة، أيضاً هذا شيء مدرك، ثم ينطلق إلى سبيل النجاة هو بالعودة أساساً إلى الاسلام، وهذا كذلك متفق عليه، ثم ينطلق إلى العودة إلى القرآن وإلى النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا أيضاً متفق عليه ومن يقرأ ذلك يقول هذا شيء جيد، ثم ينتقل إلى مرحلة أخرى فيقول الله سبحانه جعل الهداية في القرآن وجعل ترجمانها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا مات رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يموت الحق معه، هكذا يتساءل في ملازمه؟ فيقول لابد أن يكون هناك شخص على قيد الحياة يقرأ القرآن ويفهمه ويفسره للناس بما يتناسب مع الحال القائم.
وليس الحال السابق، وهذا أيضاً متفق عليه عند كثير من المسلمين، وبعد أن يخلص إلى هذه الفكرة يقول إن هذا الشخص هو الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وهذا متفق عليه وهذا عن عموم الشيعة، وهنا انتقل من العمومية الكبرى بين المسلمين إلى عموم الشيعة، ثم يقول أيضاً الحسن والحسين تم النص عليهما من قبل النبي صلى الله عليه وسلم حتى تحفظ الأمة من الانحراف، ثم بعد ذلك يقول بهذا اللفظ إذا مات الحسن والحسين ويتساءل في ملازمه قائلاً:« إذا كان الله عزوجل قد أيد الحق بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم وفي زمن كان فيه اليهود ضعفاء وكان المنافقون فيه قلة، فكيف بزمننا هذا، واليهود أقوياء والمنافقون كثر وأساليبهم متطورة، إذاً لابد أن يكون إلى جانب القرآن الموجود شخص قوي للغاية أعلم بكثير من جيل الصحابة أجمعهم حتى يستطيع أن يواجه كل هذه المخاطر، وكان لايصرح أنه هو ذلك الشخص، كان يقول هذه الحركات الاسلامية هل من الممكن أن تقدم للأمة أي شيء ويجيب هو أيضاً بالنفي، ويقول جماعة القاعدة سلفيون ووهابيون وهم كذا وكذا الخ، وعموم السنة هم أتباع مدرسة أبي بكر وعمر وقد فشلوا من أول التاريخ إلى زمننا هذا، لم يحققوا للأمة أي نصر، وإنما أصابت الأمة الهزائم، ويقول لولا هؤلاء يعني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لما صارت الأمة على ماهي عليه اليوم، ويتحدث بشكل واضح أنه لاتنظيم القاعدة ولاحركة حماس ولاأي جماعة تستطيع أن تعمل أو تحقق للأمة أي شيء، ويعلل أن الحكمة الإلهية قضت أن الإنقاذ للأمة يكون في جماعة معينة نص عليها القرآن كما يقول ونصت عليها السنة حسب فكره، ويقول إذاً لماذا نبحث عن السُبل المختلفة والله قد أبان لنا السبيل، ويأتي ببعض الآيات أن الله اصطفى، حتى عند حديثه عن الجهاد يقول الله عزوجل لعموم المسلمين جاهدوا في سبيل الله ويقول لأهل البيت خاصة «جاهدوا في الله حق جهاده»، وهناك اختلاف في الخطاب، من أين زعم أن هذه لعموم المسلمين وهذه لأهل البيت، ثم بعد أن يحصر الحق في أهل البيت يأتي ليفصلهم مجموعة مجموعة، بالنسبة للمذهب الاثني عشري بكل مافيه يقول هذا مذهب مبني على الخرافة رغم أنه معجب بالإمام الخميني وببعض الشخصيات الاثني عشرية الإيرانية لكن لايعتبر أن هؤلاء هم أهل الحق الدين يعتمد عليهم، لأنه يعتبر أنهم يعتمدون على خرافات، أما بالنسبة لأهل البيت المنتمين للمذاهب السنية فيعتبرهم أنهم مجموعة من البلهاء، والمغفلين، وبقيت المسألة محصورة في الزيدية، فيقسم الزيدة أولاً إلى قسمين وهذا واضح في ملازمه، القسم الأول هو المنفتح على الآخر لذلك يصنفهم ويعتبرهم أنهم ملوثون بأفكار الآخرين، لذلك لم تُعد لهم أي قيمة، القسم الآخر هم أهل حق، لكنهم ذلوا وخنعوا وسكتوا ولم يرفعوا راية الجهاد في سبيل إعادة الحق، والتغيير من وجهة نظرة ليس اصلاح الناس مثل دعوة الناس إلى الحفاظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين وماإلى ذلك من أمور الدين، يقول يجب أولاً أن يعود الحق أولاً ثم سوف ينصلح كل شيء، هكذا يتحدث في ملازمه، والحق الذي يتحدث عنه هي «الولاية» وله ملزمة اسمها الولاية، وفي آخرها يقول : لايمكن لأحد أن ينقذ هذه الأمة إلا من فهم حديث الولاية بفهمنا نحن«أي هو فقط» وأن هذا هو حق إلهي لاجدال فيه ولاتنازل عنه ولاحوار حوله أبداً، لأن التنازل عنه أو عن جزء منه هو سبب البلاء.
سبب الحرب الأولى
وبالنسبة لسبب حدوث المواجهة الأولى بين الجيش والحوثيين في عام 4002م والتي تسمى بالحرب الأولى يقول محمد يحيى عزان:
في عام 4002م لم يكن مع حسين بدر الدين الحوثي مجموعة كبيرة حيث كان يعد أنصار الشباب المؤمن بعشرات الآلاف أما أنصار الحوثي فكانوا في حدود الخمسمائة شخص تقريباً، لأن هناك الكثير لم يكونوا مقتنعين بأفكاره، حتى محمد أخ حسين بدر الدين الحوثي استمر حوالي سنة ونصفاً وهو رافض لأفكار أخيه حسين، وكان يأتي إلينا قائلاً تعالوا نقنع الأخ حسين أن أفكاره غير صحيحة، ويقول: المهم أن هذه المجموعة كانت تنظر إلى حسين بدر الدين على أنه شخص مميز وهو منقذ الأمة الاسلامية، لذلك لابد من الحفاظ عليه وحفظ أفكاره التي كانت أساساً يتحدث بها في مقايل القات ثم يفرغونها في ملازم، أيضاً كانت تسجل خطبه وكل كلامه ثم يكتبونها في الملازم باعتباره شخصاً نادراً وغير عادي هو منقذ الأمة الاسلامية من وجهة نظره كلامه مقدس، لذلك كانوا خائفين عليه من قبل أمريكا واسرائيل ، فصنعوا له هالة كبيرة لايستطيع أحد الدخول إليه إلا بعد استئذان ومواعيد وتفتيش بدون أن يحمل الشخص قلماً أو تلفوناً أو أي شيء، الطرقات فيها حراسة وتفتيش وتهويل، وكأنه حاكم البلاد بل وأكثر من ذلك.
هذا كله بالإضافة إلى الشعارات التي كانت تردد في المساجد وأحدثت نوعاً من المضايقة للموجودين في المساجد بدأت الدولة تراسل حسين بدر الدين الحوثي عن طريق أقاربه وزملائه وشخصيات معروفة لمعرفة ماالذي يريد الوصول إليه، وأن يكف عن إثارة النعرات الطائفية والعنصرية وماإلى ذلك.
إلا أنه كان مصراً على السير في هذا الطريق باعتبار أنها طريق النجاة والخلاص، بعد ذلك أرسلت الدولة مجموعة من الأطقم العسكرية للقبض على حسين بدر الدين للتحقيق معه في مايقوم بنشره من أفكار باطلة وسعيه إلى إثارة الفتن والنعرات الطائفية العنصرية والمذهبية كأي شخص يقوم بعمل مشكلة تطلبه الدولة للتحقيق معه وكان حينها في جبل مران مديرية حيدان محافظة صعدة، ذهبت الأطقم العسكرية للقبض عليه في منطقة صعبة ووعرة وسط الجبال في مران وعند الاقتراب من موقعه تم الاشتباك بين الأطقم العسكرية ومجموعته فكان استشهاد حوالي ثلاثين جندياً لأنه كان هناك كمين والجماعة محصنون في الجبال، فكان هذا هو السبب الرئيسي للحرب الأولى في مران والتي قُتل فيها حسين بدر الدين الحوثي، لأن الدولة شعرت بأن هناك شيئاً غير طبيعي وأن هناك جماعة مسلحة في مكان بعيد وسط الجبال الوعرة.
كما لوحظ أثناء الحملة الأولى التي راح ضحيتها حوالي ثلاثين جندياً لوحظ أن هناك متارس وخنادق وكهوفاً صغيرة وما إلى ذلك بمعنى أن هناك أكثر بكثير مما هو ظاهر، كما أن أنصاره لم يكونوا جميعهم ممن اقتنع بأفكاره وإنماهناك العديد من الأشخاص الذين انضموا معه لأسباب متعددة، بعضهما اعتبر أن ذلك فرصة لأنه على خلاف مع الدولة أو له خلافات مع شيخ وبعضهم لإحساسه أنه مُبعد أو معارض مذهبياً أو طائفياً وبعضهم عليهم أحكام قضائية، حتى أن هناك بعض التجار الذين عليهم مديونية كبيرة لم يستطع سدادها فانضم إلى جماعة الحوثي لأنه صارت هناك بؤرة يمكن اللجوء إليها للاحتماء من أي شيء، لذلك عندما يسأل أي شخص من الذين تم القبض عليهم مثلاً لماذا يقاتل مع الحوثي، فيقول لإن أمريكا تريد احتلال اليمن والبعض يقاتل مع الحوثي، فيقول لأن أمريكا تريد احتلال اليمن والبعض يقول نريد أن نعيد الحق لأهله والبعض يقول لأن الدولة ظالمة والبعض يقول إن الدولة كافرة ومرتدة وهذا كله كان سبباً كافياً لاشتعال الحرب الأولى والتي قتل فيها حسين بدر الدين الحوثي.
علاقة الحوثي بحزب الحق
كما تحدث محمد يحيى عزان عن علاقة حسين بدر الدين الحوثي بحزب الحق قائلاً: نحن وحسين الحوثي من مؤسسي حزب الحق، حيث تأسس حزب الحق من قبل مجموعة من الشباب، ثم تقدموا إلى مجموعة من العلماء طالبين منهم الانضمام للحزب كهيئة اشرافية أو هيئة عليا، لاتمارس العمل الحزبي، واستمررنا في حزب الحق حتى رأينا أن هذا الحزب لم يقم بأي دور ثقافي، وإنما يشارك في الانتخابات وقيادته لم تتغير، وكان لنا اهتمامات بالثقافة لذلك خرجنا من الحزب خاصة أن الحزب كان يطالب من تنظيم أو منتدى الشباب المؤمن بأن يكونوا هم الجناح الثقافي للحزب، ونحن كنا نحرص بأن لايصنف الشباب المؤمن مذهبياً أو حزبياً حتى لو كانت جذوره زيدية، وقدمنا الاستقالة بشكل جماعي إلى بدر الدين الحوثي، وحسين بدرالدين وأنا وغيرنا الكثير ومازالت لدي نص الاستقالة والتي كانت تحتوي حوالي سته آلاف شخص.
علاقة الحوثية بالزيدية
وتحدث محمد يحيى عزان كذلك في محاضرته عن علاقة الحوثية بالمذهب الزيدي خاصة أن الحوثيين كانوا ومايزالون يتحدثون باسم المذهب الزيدي خاصة المدعو يحيى الحوثي والذي يثير الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية الكريهة من مقر تواجده في ألمانيا والذي يتحدث دائماً باسم المذهب الزيدي لكسب تعاطف المذهب الزيدي، فيقول محمد يحيى عزان حول ذلك: التوصيف الحقيقي لجماعة الحوثي لم تعد حركة فكرية على الاطلاق، لأن معظم الحوثيين الذين يتحركون في الساحة حالياً لايمتلكون أي فكر، لوقلت لأي شخص منهم يقرأ سورة من القرآن الكريم لتلعثم فيها، لايعرفون أحداً من العلماء أو من الأئمة أو من علماء المذاهب سواء زيدية أو سنيه أو غير ذلك سوى سيدهم حسين وعبدالملك وبدرالدين الحوثي، فهذا كما نعلم ليس فكراً، أيضاً عندهم اعتقاد أن رسول الله«صلى الله عليه وسلم» وحسين الحوثي لافرق بينهما، ليس لديهم أي خلفية لو سألنا شخص منهم من هو الإمام زيد بن علي لما استطاعوا الاجابة على ذلك وأراهن على ذلك.
لذلك لايوجد لديهم فكر معين، ولكن يمكن توصيفهم بفكر انتقائي يأخذون الشيء الذي يتوافق مع رغباتهم.
نلاحظ أن كتب الزيدية في الفقه أو في أي شيء لايعترفون بها، هي في نظرهم غير صحيحة وهي خرافات من وجهة نظرهم، علم الحديث في كتب الزيدية لايعترفون بها رغم أن جميع المذاهب معترفة بها، لكنهم يعتبرونها غير صحيحة ودخيلة لذلك فكرهم انتقائي، قد يكون فيه بُعد جارودي والجارودية ليست مذهباً مستقلاً، لأن الجارودية هي فكرة في مسألتين هما مسألة الإمامة وفي مسألة التفضيل، أي مذهب سياسي في هذا الجانب ليست لهم عقائد مستقلة ليست زيدية على الاطلاق لأن الزيدية ليست جارودية، لأن الزيدي صالحون، والدولة عندما دخلت في حرب مع هذه الجماعة هو بيد أنها خارجة عن النظام والقانون ولأنها أيضاً أفسدت حياة المواطنين.. أما الفكرة فنحن قد نختلف مع أي مذهب، لكن لانقاتله لأننا في الأول والأخير كلنا مسلمون وكل واحد له فكرة، وانتماء حسين بدر الدين الحوثي للزيدية كانتماء جماعة القاعدة إلى السنة أصحاب المذاهب السنية لايتحملون أخطاء«القاعدة» حتى الآن هناك الكثير من أهل حسين الحوثي يختلفون معه في أفكاره وهم من نفس الأسرة التي ينتمي لها حسين بدرالدين.
مستقبل الحركة الحوثية
وأخيراً يتحدث عزان عن مستقبل هذه الحركة قائلاً: إذا عرفنا أهداف هذه الحركة أو الجماعة الحوثية فسندرك تماماً أنه لايمكن أن يكون لها مستقبل لافي اليمن ولا في غيرها لأنها تعتمد على اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعنصرية وتحريض الناس بعضهم على بعض، وتعتمد على فرض الرأي بالقوة، وعلى إلغاء الآخر، لايمكن الخروج لمثل هذه الجماعة قد تتمدد في المناطق التي يمكن أن يكون فيها مفهوم مذهبي أو طائفي، لكنها في الأخير مصيرها المحتوم هو الفشل، حتى ولو تمددت لفترة باسم الدين، لابد أن تنكشف أساليبها كما يلاحظ المواطنون حالياً عبر شاشات التلفاز ومصيرها المحتوم هو الفشل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.