صنعاء .. شركة النفط تعلن انتهاء أزمة المشتقات النفطية    صنعاء .. الافراج عن موظف في منظمة دولية اغاثية    لماذا تظل عدن حقل تجارب في خدمة الكهرباء؟!    ميناء الحديدة يستأنف أعماله    مطار صنعاء "خارج الخدمة".. خسائر تناهز 500 مليون دولار    اليدومي يعزي رئيس حزب السلم والتنمية في وفاة والدته    إتلاف 600 لغم وعبوة ناسفة من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية بشبوة    قالوا : رجاءً توقفوا !    ناطق الحكومة : اتفاق وقف العدوان الأمريكي انتصار كبير لأحرار اليمن    الامارات تقود مصالحة سورية صهيونية    توقف الرحلات يكلف الملايين يوميا..انخفاضٌ بنسبة 43% في مطار اللد    السعودية: "صندوق الاستثمارات العامة" يطلق سلسلة بطولات عالمية جديدة ل"جولف السيدات"    المرتزقة يستهدفون مزرعة في الجراحي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    باجل حرق..!    الذكرى الثانية للتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    حادث غامض جديد على متن حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر الأحمر    الجيش الباكستاني يعلن تعرض البلاد لهجوم هندي بعدة صواريخ ويتعهد بالرد    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤسس "الشباب المؤمن" محمد عزان ل"الجمهور"
نشر في الجمهور يوم 23 - 08 - 2009

الأستاذ محمد يحيى سالم عزان وهو (الباحث والمحقق في المذهب الزيدي وله مؤلفات عدة) لم يكن يعلم، أن منتدى الشباب المؤمن الذي بدأه مطلع التسعينات بثمانية طلاب- ولم يكن بينهم حسين الحوثي ولا عبدالله الرزامي أنه سيشكل نواة لتمرد، كلف الوطن، وعلى وجه الخصوص محافظة صعدة الكثير والكثير.
ملابسات النشأة وعلاقة "الشباب المؤمن" بحسين الحوثي، وعلاقات هذا الأخير بالمذهب الزيدي، وقضايا جوهرية أو ذات صلة بما يحدث الآن في صعدة، وموقف الأحزاب والتنظيمات السياسية منها.. شكلت محاور نقاشنا مع الأستاذ محمد عزان.
حاوره/ عبدالناصر المملوح
الأسبوع الفائت ومن محل إقامته في ألمانيا ظهر يحيى الحوثي بصفته المسؤول السياسي لعناصر التمرد الحوثية من على قناة "المستقلة".. وكعادته قال إن ما يحدث في صعدة هي حرب ضد أبناء المذهب الزيدي، وقال بصريح العبارة: "الحرب هي ضدنا نحن أبناء رسول الله".. كيف تفسر وأنت الباحث المحقق في الزيدية، إصراره على جر جميع الزيدية إلى ساحة الصراع، والإصرار على جعل المذهب الزيدي عنواناً للمواجهة؟
- سبق وأن أكدنا في غير وسيلة إعلامية ان الزج بالمذهب الزيدي في هذه المحنة واعتباره خلفية للفتنة إنما هو محاولة لتوسيع دائرة الفتنة والخصومة لتطال أتباع المذهب الزيدي والأسرة الهاشمية الكريمة، واستغلالهم وقوداً للحرب.
ما حظوظه فيما يهدف إليه؟
- قليلة جداً.
لماذا؟
- لأسباب جوهرية عديدة ليس أقلها أهمية أن المذهب الزيدي كفكر له حضور في الساحة اليمنية وله احترام لدى الخاصة والعامة، وأتباعه ليسوا أقلية كما يحاول يحيى الحوثي تصويرهم، بل هم مكون هام من مكونات النسيج اليمني، ويمارسون حقوقهم وحرياتهم كأية جماعة موجودة في الساحة دونما تمييز.. كتابه يكتبون، وخطباؤه يخطبون إلى جانب كونهم وموجودين في مختلف مرافق الدولة وزراء ووكلاء وزارات، ومدراء عموم.. الخ. وهذا الأمر يكشف عدم صحة دعوى الحوثي أو غيره ممن يحاولون تصوير المذهب الزيدي وكأنه مُحارب أو مستهدف.
يحيى الحوثي يدنس
معنى ذلك أن هذه النغمة الطائفية التي يظهر بها يحيى الحوثي من شأنها أن تضع المذهب الزيدي وأتباعه في دائرة الاتهام وتنفر الناس عنه وتفرض عليه العزلة؟
- هو لا يريد هذا.
لكن في الواقع......؟
- "مقاطعاً" نعم.. في الواقع هذا هو الحاصل أو ما يحصل.
ممكن توضح لنا هذه النقطة؟
- أقصد أن الناتج عن كلام يحيى الحوثي ونغمته الطائفية المشار إليها، تدنيس المذهب الزيدي وجعله أمام الناس وكأنه مجرد وسيلة للإرهاب وإثارة العنف.
ما تداعيات ذلك إذاً على المذهب الزيدي.. أقصد خطاب يحيى الحوثي ونغمته الطائفية؟
- لا شك أن من شأن ذلك أن ينفر الناس عنه ويفرض عليه العزلة ويضعه وأتباعه في دائرة الاتهام، ويبعث على الحذر منه.
تداعيات المساندة القبلية
بماذا نستدل على أن الدولة لا تستهدف أتباع المذهب الزيدي؟
- نستدل بالواقع.
في الواقع هناك معتقلون في السجون من أتباع المذهب؟
- اعتقالهم ليس بجريرة الانتماء للمذهب الزيدي، وبالتالي فإن وجود أشخاص من أتباع المذهب الزيدي في السجون لا يعني أن الدولة تستهدف المذهب وأتباعه، تماما مثل ما هو عليه الحال مع أتباع المذاهب الأخرى.. هناك في السجون أشخاص شوافع ومن أهل السنة والجماعة ارتكبوا أعمالاً مخالفة للنظام والقانون، فهل وجود هؤلاء في السجون يعني أن الدولة تستهدف تلك المذاهب وأتباعها؟!.. أبداً.. وإنما هي ضد كل من يرتكب ويمارس الأعمال المخالفة، مثل الشغب أو إقلاق السكينة العامة أو الأعمال العدوانية.. وكل من جنى جناية يتحمل وزرها لوحده كشخص.. كفرد.. ولا علاقة لمذهبه ولا لقبيلته ولا حتى لأسرته.. يقول تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" صدق الله العظيم.
على ذكر القبيلة.. مع بداية المواجهات الأخيرة أعلنت قبائل صعدة والجوف وعمران مساندة وحدات الجيش والأمن في مطاردة عناصر التمرد الحوثية.. لكن هناك من انتقد ذلك، مشيرين إلى أن للمساندة القبلية آثاراً سلبية على المدى البعيد ومنها نبش الثأرات القبلية.. ما رأيك؟
- هناك فرق بين الالتفاف الواسع للقبائل والجماعات لمساندة وحدات الجيش والأمن وبين الالتفاف القبلي المحدود الذي قد يظهر الأمر وكأنه فصيل ضد آخر وجماعة ضد أخرى وأسرة ضد أسرة.. والحاصل الآن هو التفاف قبلي مجتمعي واسع ضد عناصر التمرد، ومع ذلك نحن نتمنى ألاَّ تُجر البلاد إلى متاهات العصبية القبلية.
ما أسباب هذا الالتفاف القبلي لمساندة الجيش.. هناك من أرجعوا ذلك إلى ما حدث في الأيام الماضية من اعتداءات من قبل عناصر التمرد الحوثية على المواطنين؟
- هذا هو ما تضمنه نص البيان الصادر عن أبناء القبائل الذين أعلنوا مساندتهم لوحدات الجيش والأمن، وقالوا فيه "إن تضامنهم مع الجيش إنما جاء نتيجة التصرفات الخاطئة التي بدرت من عناصر الحوثي، ومنها الاعتداء على المواطنين وتشريدهم، وتهديد الأمن والسلام الاجتماعي في المحافظة بشكل عام".
خروقات الحوثي
لو نظرنا إلى الفترة ما بين الحرب الخامسة والمواجهات الأخيرة وهي أكثر من عام.. هل حصلت مواجهات بين عناصر الحوثي ومواطنين اعتبرهم الحوثيون موالين للسلطة؟
- حدثت العديد من الخروقات والإعتداءات والحوادث المتنقلة في أكثر من منطقة.
ما نوع هذه الخروقات؟
- قتل وتفير ممتلكات ونهب ممتلكات .. واعتقد أن صحيفة "26 سبتمبر" في الأيام القليلة الماضية نشرت قائمة بالخروقات التي ارتكبتها عناصر الحوثي، ونحن نعرف الكثير من تلك الخروقات معرفة تفصيلية.
ففي تلك الفترة وقعت تصفية حسابات كثيرة وقتل أشخاص كثيرون وتعرض آخرون للتهديد.. وأمور أخرى كثيرة الكل يعرفها وليست سراً يذاع.
النواة الأولى
دعنا نتحدث عن النشأة.. قبل الوحدة زرت إيران لتعود وفي رأسك مشروع أعلنت عنه عقب الوحدة مباشرة وأسميته "الشباب المؤمن" هو الآن ما يعرف بجماعة الحوثي؟
- "الشباب المؤمن" فكرة ولدت ونشأت في اليمن وليس لها أية علاقات بإيران على الإطلاق.. نشاط الشباب المؤمن جاء بهدف سد الفراغ الذي كان يعيشه الشباب وعلى وجه الخصوص في صعدة.. ولهذا أردنا أن نلف الشباب جميعاً في مدرسة يتعلمون فيها بدلا من التسكع في الشوارع وحتى - وهذه نقطة مهمة - لا يقودهم الفراغ إلى الانحراف وإلى ما هو أسوأ.
إقامة مركز تعليمي للسلفيين في صعدة.. هل كان لذلك دور في إنشاء منتدى الشباب المؤمن؟
- نعم.. كان هناك ردة فعل من قبلنا ولكن ليست هي كل الدوافع.
هل اعتمدتم في هذا المنتدى مناهج..؟!
- "مقاطعا" مناهج تكرس التسامح وتنبذ الغلو والتطرف.. وقد اطلع عليها الجميع من ذوي الفهم وشهدوا لها بالوسطية والاعتدال والاتزان.
وما ترك الحوثي منتدى "الشباب المؤمن" إلا عندما لم يجد فيه ما يلبي رغبته ويحقق أهدافه.. ولهذا أنشأ جماعة أخرى لها أفكارها ولها توجهاتها ولها أدبياتها التي تختلف تماما عما كان لدى "الشباب المؤمن".
زيارتنا الأولى لإيران
قبل أن نتحدث أو نسأل عن أهداف الحوثي التي لم يجدها عندكم.. اسمح لنا نسألك عن زيارتك تلك لإيران متى كانت بالضبط.. هل مطلع 89م؟
- تقريبا كانت أواخر 88م
من كان معك في الزيارة.. وما أهدافها؟
- كان معي زميلي عبدالكريم جدبان وكنا ضمن وفود من دول عدة، قصدنا للمشاركة في احتفالات الثورة الإسلامية.
لا شك أنكم التقيتم هناك برجالات دين نافذين ورجالات حكم أيضا؟
- كثير.. التقينا برجالات دين ورجالات دولة من الذين كانوا في الواجهة يومها، ولكنها كانت زيارات عامة ضمن الوفود.
بمن التقيتم شخصياً ؟
- لم يكن هنالك لقاءات شخصية، ولكنها كما قلت لك ضمن الوفود.
أبرز من التقيتموهم؟
- الخميني والخامنئي ورفسنجاني.
قبل الوحدة.. ماذا عن العلاقة الإيرانية، حكومة ومرجعيات دينية، بالمذهب الزيدي في اليمن.. بعض الباحثين يؤكدون أن إيران لا تحبذ هذا المذهب كما هو، ولكن بعض رجال الدين يرى فيه قاعدة للانطلاق نحو الأثنى عشرية الشيعية الإمامية؟
- يا أخي العزيز.. ربط المذهب الزيدي بإيران أو بالإثنى عشرية هو نوع من الإجحاف.. والإسفاف الذي لا معنى له، لأن المذهب الزيدي يختلف عن المذهب الإثنى عشري أكثر مما تختلف معه بعض المذاهب السنية، بل إن الإثنى عشرية يعتبرون أن الشبهة الموجودة لدى الزيدية لمواجهة الأطروحات الإثنى عشرية هي أخطر مما يطرحه أهل السنة.
الحوثي انقلب على الشباب المؤمن
.. ماذا عن زيارتك الثانية لإيران؟
- نعم.. وزرت غير إيران والتقيت بسلفيين وأباضيين وعلمانيين ونصارى ولا تقتصر أبحاثي واهتمامي بمذهب بعينه.
عقب الوحدة زرت إيران.. من كان معك في تلك الزيارة، أو أبرز من كانوا معك؟
- زرت إيران زيارة معرفية.. وكان معنا الوالد العلامة الفاضل حمود عباس المؤيد والأخ محمد مفتاح والدكتور المحطوري وآخرون.
ممكن تطلعنا على جوهر هدفكم من تلك الزيارة؟
- التعرف على جهود الثورة الاسلامية في مجال حماية التراث والاطلاع على المراكز البحثية وما يتعلق بالانشطة الثقافية والمخطوطات.
عقب الوحدة مباشرة عام 90م أنشأتم ما عرف بمنتدى "الشباب المؤمن" وكانت البداية بثمانية طلاب في الدورة الأولى؟
- نعم.
من هم الثمانية الطلاب؟
- لا أذكر الأسماء.
وصل عددكم في "الشباب المؤمن" بعد 94م إلى ما يقارب خمسة عشر ألف طالب.. كيف تفسر هذا التنامي السريع والكبير، وأنت تقول أنه لا دعم لكم من أية جهة؟
- التجربة الناجحة.. أعني: عندما لمس الناس نجاح التجربة منذ أيامها الأولى استأنسوا بها واستحسنوها ودفع الكثير منهم بأبنائهم. وأنا أعتقد ولا زلت اعتقد بأن تجربة "الشباب المؤمن" تعد من أنجح التجارب لولا أنها ظلمت كثيراً عندما حسب عليها جماعة الحوثي، حتى بدا "الشباب المؤمن" وكأنه حسين الحوثي، الأمر الذي أسهم في تشويه التجربة وإجهاضها والحقيقة أن حسين الحوثي انضم إلى الشباب المؤمن لينقلب عليهم ويفككهم بعد أن أدرك أن منتدى الشباب المؤمن يمضي بالشباب في الاتجاه الذي لا يرتضيه.
خلال فترة النشأة من 90- 94م، ما علاقة حزب الحق واتحاد القوى الشعبية بكم، خصوصا وأنك -حسب علمي - كنت من المؤسسين لحزب الحق؟
- بالنسبة لاتحاد القوى الشعبية لم نكن نسمع به إلا كما يسمع عامة الناس، ومعلوماتنا عنه لم تكن إلا كواحد من الأحزاب المعلنة. أما حزب الحق فنحن .. نعم شاركنا في تأسيسه، لكن كان هنالك فصل بين نشاط "الشباب المؤمن" ونشاط حزب الحق باعتبار أن "الشباب المؤمن" حركة ثقافية أردنا لها أن تكون بعيدة عن التحشيد والسياسة، ولذلك تجد أن من بين أهدافنا المعلنة والملتزم بها ومن ضمن اللوائح التي كنا نوزعها على الطلاب ونلزمهم بها، أنه يمنع منعاً باتاً الخوض في المسائل الحزبية والسياسية والطائفية التي من شأنها توهين الوحدة الوطنية.
لكن في تلك الفترة 90-94م كان معكم في حزب الحق وفي منتدى الشباب المؤمن بدر الدين الحوثي والد حسين؟
- "مقاطعا".. لا، هو كان معنا من بعد 97م وذلك نتيجة للخلاف الذي حدث بسبب بعض المواضيع في المناهج الخاصة ب "الشباب المؤمن".. وكان الوالد بدر الدين في الصورة ضمن من رشحه العلماء لمراجعة المنهج وتصحيح ما قيل أننا أخطانا فيه، أو ما اعتبره البعض مخالفاً للمذهب الزيدي.. وارتكزت الانتقادات في مجملها حول ما يتعلق بمسائل "الإمامة" و"التفضيل" و"التسامح مع المخالفين" .
البيض والهاشميون
اسمح لي قبل أن ننتقل إلى ما بعد 94م.. في تلك الفترة 90-94م كان السيد علي سالم البيض والسيد حيدر أبو بكر العطاس وآخرون في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني مهتمين وجادين في بناء علاقة استراتيجية معكم.. أو بالأصح مع من عرفوا حينها بالتيار الشيعي المتشدد داخل المذهب الزيدي وتحديداً داخل حزب الحق، وكان لبدر الدين الحوثي إسهام في هذه العلاقة كما يقال؟
- حقيقة نحن كنا في حزب الحق فرع صعدة وعملنا يكاد أن يكون منحصراً هناك، وكان أكثر همنا ينصب للعمل الثقافي والدعوي الأمر الذي أبعدنا عن تفاصيل ما كان يجري في السياسة، بل نستطيع القول - ولن نجافي الصواب إذا ما قلت ذلك- أننا لم نكن سياسياً بالحجم والمستوى الذي يجعلنا حاضرين في التفاصيل الدقيقة..
بشكل عام.. هل كان حرص البيض والعطاس على بناء علاقة بالتيار الشيعي هو لمواجهة تحالف المؤتمر والإصلاح أم أن الأمر يتعلق بالسلالة الهاشمية، سيما وأن العطاس تحديداً كان يحرص في تلك الفترة على إفهام العامة والخاصة أنه هاشمي؟
- أنا أفضل دائماً أن نفصل بين كل الخلافات والمشاكل السياسية وبين القضايا السلالية والمذهبية.. لأن من شأن هذه الأخيرة، أعني القضايا السلالية والمذهبية أن توسع دائرة الأحقاد وتعمقها، هذا من جهة ومن جهة ثانية أنه ليس هناك أسرة أو جماعة إلا وفيهم الصالح والطالح.. فيهم المحسن وفيهم المسيء.. وبالتالي لا يمكن أو لا يصح أن توصف جماعة ما بصفة سلبية لمجرد انتمائها الفكري أو المذهبي أو السلالي.
خلافنا مع عم حسين الحوثي
ماذا عن خلافكم في تلك الفترة (90-94م) مع مجد الدين المؤيدي وحسين الحوثي عم حسين بدر الدين؟
- الخلاف كان على مجموعة مسائل ذكرناها في المنهج الذي كنا ندرسه في منتدى "الشباب المؤمن".. كان لهم اعتراضات عليها وأُوقفت الكتب واضطررنا لتعديل تلك النصوص عندما وجدناهم مصرين على تعديلها
ما هي طبيعة المسائل التي انتقدوها عليكم واستدعي الأمر حذفها من المنهج؟
- بإمكان أي باحث أن يرجع إلى الطبعة القديمة والجديدة وبالتحقيق فيهما سيتبين له مواضع الخلاف.
يهمنا رأيك أنت باعتبارك الطرف الأساس؟
- نقاط الخلاف يا عزيزي جميعها تتعلق بالقضايا التي أردنا نحن – مؤسسي "الشباب المؤمن"- أن نتجاوزها، من القضايا المذهبية الحادة، وأهمها ما يتعلق بميلنا للتجديد في فكر الإمامة، وتفسير معنى التفضيل، وتوجهنا للتسامح مع المخالف.
لا أحقية لقريش ولا للهاشميين
أستاذ محمد.. من بين منتقديك والذين تناولوا خلافاتك مع مجد الدين وعم حسين الحوثي وفيما بعد مع حسين الحوثي.. أنك تجتهد كثيراً في التقليل من شأن الإمامة، وأحقية قريش بها.. بل واعتبرت في أحد مؤلفاتك الأحاديث التي تتحدث عن شروط النسب ضعيفة؟.
- هذا صحيح، وكتابي في الموضوع موجود.. النقطة الثانية في الخلافات هي الحرص على التسامح بين الطوائف الإسلامية والانفتاح عليها واحترام علمائها ونفي نظرية "الفرقة الناجية".
على أي أساس قللت من شأن الإمامة وأحقية قريش؟
- رجعت إلى النصوص الواردة بهذا الشأن فوجدت أنها إما ضعيف ومكذوب، وإما صحيح ولكنه غير صريح في النص على أحقية قريش من سواهم في الخلافة.. نعم هناك من يقول أن هذا هو رأي جمهور المسلمين من السنة وغير السنة، وهذا صحيح لكن هنالك فرق.. حيث أن أهل السنة يذكرون هذا الشرط على أساس انه شرط أفضلية وليس شرط صلاحية.. بمعنى أنه إذا وجد كفء من غيرهم فهو صالح للخلافة. الأمر الآخر أن هذه النظرية كانت متداولة فيما مضى من الزمان أيام كان للعصبيات أثرها، أما الآن وقد صار للناس مشاريع وآراء وطرق جديدة لإدارة شؤونهم فلم يعد للعصبيات أي معنى، وصارت كفاءة الإنسان هي التي تؤهله لتولي منصب ما، ثم إن الخلافة والإمامة لم يكن لها صيغة معينة بل صيغ متعددة ليس فيها صيغة شرعية ملزمة.
أفهم من كلامك الجزم بأن أمر الحكم ليس مرهوناً ب "الخلافة" أو "الإمامة" بقدر ما هو متروك للأمة يختار كل مجتمع ما يناسبه، ويتحقق به صلاحه؟
- نعم.. ليست كل صيغة تصلح في مجتمع تصلح في غيره.. ولذلك تجد للنظم الديمقراطية صيغاً متعددة وليست صيغة واحدة في مختلف البلدان، فهناك دول ديمقراطية تعمل بنظام القائمة النسبية وأخرى تعمل بنظام الدائرة الصغرى، وأخرى تعمل بأنظمة مختلطة.. وهكذا كل دولة ديمقراطية تختار ما يناسبها أو بالأصح ما يناسب طبيعة المجتمع.
تأسيس ابن خلدون غير شرعي
انتقدت أيضاً في إحدى مؤلفاتك ابن خلدون في مقدمته التي يرى فيها "استقامة الأمور بالعصبية"؟
- نحن ننتقد العصبية السلالية حين تكون هي من يؤهل الإنسان للحكم سواء أكانت العصبية الهاشمية أو القرشية أو غيرها، ونقدت هذا موضوعياً فابن خلدون من المتحمسين لنظرية العصبية القبلية، ولكنه بنى ذلك على أساس مجتمعي وليس شرعي، وهذه النظرية قد تعالج فتكون ذات جدوى ولكنها لا تصبح شرعية ملزمة.
تقصد أن ما جاء في مقدمة ابن خلدون بهذا الخصوص لا يتجاوز كونه تبريراً لما حدث من احتكار الخلافة من قبل قريش باسم الدين؟
- نعم.. فكلام ابن خلدون لا يتجاوز كونه نظرية اجتماعية وتحليلاً سياسياً وتبريرا للواقع.
ولعل هذا ما قصدته أنت في الكتاب الصادر عن مركز التراث والبحوث اليمني 2004م الذي يرأسه الأستاذ زيد بن علي الوزير، عندما قلت أن اشتراط القرشية في الخليفة كان مجرد رؤية فرضها واقع معين، وعندما راقت الفكرة للبعض طلبوا لها الشواهد الشرعية؟
- نعم.. أدخلوا أدلة وأحاديث وطوعوها حتى تصبح المسألة شرعية وهي في الأساس مجرد رؤية سياسية بل وقبلية.
اسمح لي.. هناك من أرجع موقفك هذا إلى أنك زيدي مجتهد ولكنك لست هاشمياً.. يعني لست من آل البيت؟
- البحث يشهد.. فأنا اعتمدت على الأدلة رواية ودراية وبحثا، ولم اعتمد على مجرد الدعوى.. ثم إنني لست بمفردي من قال هذا فهناك أئمة وعلماء دين قد سبقوني إلى ذلك منهم العلامة ذائع الصيت نشوان بن سعيد الحميري الذي كان له صولة وجولة في هذا الجانب، وقبله كان الحسن ابن احمد الهمداني وهو من كبار رجالات اليمن، إضافة إلى أئمة معروفين في المذهب الزيدي من الهاشميين أنفسهم.. لا يحبذون فكرة "شرط الولاية للبطنين".. ولدي نصوص من كلام الإمام المهدي المرتضى، وأئمة آخرين.. لم يحبذوا هذه الفكرة بشكل مطلق.
فضلا عن أن المسألة نظرية سياسية خاضعة للنقاش بصرف النظر عن كون هذا هاشمي أو غير هاشمي، وهذا قرشي أو غير قرشي.
استدعانا الرئيس.. لماذا؟!
بعد انتخابات 97م استدعاكم فخامة رئيس الجمهورية.. ودعمكم لمواجهة حزب الاصلاح؟
- هذا الكلام لا أساس له من الصحة.. الحقيقة أنه بعد أن شاع الخلاف بيننا نحن "الشباب المؤمن" من جهة والوالد مجد الدين المؤيدي وأتباعه من جهة أخرى.. وصار شغل الناس الشاغل في صعدة.. استدعانا رئيس الجمهورية من واقع المسؤولية والحرص على السلم الاجتماعي، ودرء الفتن بعد أن قابل الأطراف الآخر.. وبدورنا نحن "الشباب المؤمن" شرح ما نحن عليه فعرف أننا نحمل فكراً تجديدياً قد يتناسب مع العصر، ولأنه لم ير في خلافنا مع الطرف الآخر "المؤيدي وأتباعه" ما يسيء أو ما يستوجب ايقاف نشاطنا، فقد تركنا ووجهنا بالحرص على الاعتدال والوسطية، وتفضل بالتوجيه بصرف مبلغ أربع مائة ألف ريال شهريا لتيسر عملنا.
الدعم المقدم لكم كان مقابل مواجهة الاصلاح؟
- هذا غير صحيح.. فالأخ الرئيس لم يطلب منا أي شيء من هذا القبيل، لأننا لم نسع أن نكون بديلاً عن أحد، ولا أن نستهدف أحداً، ولا حتى نتلكم ضد أحد.. ونحن أيضاً لا نرتضي لأنفسنا مثل هذه الأمور.. وأنا أذكر كلمة لا تزال عالقة في ذهني ولن أنساها . هي كلمة قالها الأخ رئيس الجمهورية عندما طالبه بعض الأخوة الحاضرين معنا بأن يقف إلى جانبنا، فقال: أنا رئيس لكل الشعب اليمني وأنا مسؤول عن كل الشعب اليمني دونما تمييز ولا يمكن أن أقف مع جهة ضد جهة، لكن أوجدوا أنفسكم وقدموا ما لديكم فإن قبلكم الناس فهذا شأنكم وان رفضكم الناس فهذا شأنكم أيضاً.. وأنا كما قلت لك، لا أزال أذكر هذه الكلمات بمعناها الدقيق.
زيارتنا إلى لبنان
استاذ محمد.. قبيل ان تنفجر الاحداث الأولى في صعدة شهر 7/2004م كنت في لبنان.. ما طبيعة الزيارة؟
- كانت تلك الزيارة مرتباً لها قبل الحرب بسنة تقريباً.. وكانت زيارتي ضمن وفد يمني يققوامه قرابة عشرين شخصاً من أحزاب وتنظيمات سياسية مختلفة حتى من حزب الاصلاح حيث كان حاضرا معنا الأخ شوقي القاضي، وكانت الزيارة للمشاركة في دورة تدريبية في مجال حقوق الإنسان.
أنت التقيت هناك بمرجعيات دينية؟
- في تلك الزيارة لم ألتق بأحد من المرجعيات الدينة أو السياسية، لكني أنا التقيت بمرجعيات دينية هناك قبل تلك الزيارة وأنا لا أنكر هذا، ولكنها كانت مجرد لقاءات علمية.
متى؟
- سافرت أكثر من مرة إلى لبنان وسافرت أكثر من مرة إلى إيران.
استفدت من السجن
صباح الاثنين الموافق 11/7/2004م وأنت عائد للتو من لبنان استوقفتك الأجهزة الأمنية وأودعتك السجن إلى 26/4/2005م.. ممكن تحدثنا عن هذه الفترة ومن كان معك في السجن من البارزين؟
- لم يكن معي أحد.. كنت وحيداً.
في زنزانة انفرادية؟
- في البداية فقط .. ثم نقلت إلى مكان آخر، وقد استفدت كثيراً من تلك الفترة.. حيث استطعت أن أخلو فيها مع نفسي، ولم تكن مؤذية لي إلا في الأيام الأولى، بسبب الصدمة التي لم استوعبها لأنني كنت أرى أنني لا استحق أن أكون في السجن بجريرة غيري.
بعد خروجك من السجن بتاريخ 26/4/2005م اطلقت جملة من التصريحات انتقدت فيها عناصر الحوثي.. ما الذي تم بينك وبين السلطة أثناء فترة السجن؟
- لو رجعت إلى تلك التصريحات التي اطلقتها بعد خروجي من السجن لوجدت أنها تركزت على بيان الفرق بين "الشباب المؤمن" وبين جماعة الحوثي.. لأن المعلومة التي خلطت بين الجماعتين كانت مغلوطة، أو بمعنى أصح كانت مجهولة ولهذا تم اعتقالي في البداية بسبب هذا الفهم الذي صور "الشباب المؤمن" وكأنه جماعة الحوثي وهذه الأخيرة وكأنها "الشباب المؤمن".. وهذا غير صحيح.
ولهذا حرصت عند خروجي من السجن على الفصل بين "الشباب المؤمن" وجماعة الحوثي لعدة اسباب، منها أن لا نظلم الناس، وحتى لا تتوسع دائرة الاستهداف وأنت تعرف أن "الشباب المؤمن" ليسوا قلة، الأمر الذي يصعب المشكلة أمام السلطة في حال شمل الاتهام جميع "الشباب المؤمن".
لماذا لا تكون تصريحاتك تلك تراجعاً أو من اثر ضغط السجن عليك أو لأنك، كما وصفك البعض حينها، متخاذل؟
- تلك المواقف التي أطلقتها كان الكل يعرف أنها مواقفي من قبل السجن بسنوات، وقد ألفت كتباً فيما يتعلق بالقضايا الفكرية، ولو تراجع مثلاُ كتابي "قرشية الخلافة".. متى طبع؟!.
عام 2002م تقريباً؟
- يعني قبل السجن بل قبل الحرب بعامين، ولو تراجع مثلا بحثي حول نظرية الإمامة عند الزيدية تجده قبل الحرب.. والكل يعرف مواقفي أنها هكذا حتى جماعة الحوثي يعرفون أن مواقفي هي هكذا.. ما بعد السجن هي مواقفي ما قبل السجن.
بدايات حسين مع "الشباب عام 99 عاد حسين بدرالدين الحوثي من السودان ليلتحق بتنظيم "الشباب المؤمن" ويدب الخلاف فيما بينكم؟
- نعم.
قلت إن حسين عاد من السودان والتحق ب "الشباب المؤمن" في ظل ظروف وملابسات معينة".. ما هي أو ماذا تقصد بذلك؟
- عدة أشياء منها نتائج انتخابات 97م البرلمانية والتي كان حسين مرشحا فيها ولم يحالفه الحظ بسبب ما عتبره تزويرا متعمد لإسقاطه، وأمور أخرى تعد تراكمات قد عبر عنها في ملازمه ومحاضراته، مثل الاقصاء والتهميش.. المهم انه بعد ذلك رأى لنفسه هذا المسلك.. وهذا المنهج الذي عرف به لاحقاً وتطورت لديه الفكرة حتى وصل إلى الاقتناع بضرورة تأسيس كيان يحمي نفسه بنفسه، وهذا كان في رأيه أمراً لا بد منه.
طبعاً.. لم يكد يمر العام حتى وصل الخلاف بينكم داخل التنظيم أو بالاصح منتدى "الشباب المؤمن" أوجّه وحصل أواخر عام 2000م ان اقتسمتم مراكز هذا المنتدى؟
- نعم.. ولكن الخلاف كان موجوداً قبل ذلك بشكل خفي.. كان يعرفه الخاصة ويجهله العامة.. وفي أواخر 2001م ظهر الخلاف للعلن وانقسمت المراكز إلى قسمين، قسم بقى معنا "الشباب المؤمن" وقسم ذهب مع حسين الحوثي.
على أي أساس تمت القسمة.. هل بالتوافق أم مناطقياً؟
- أبداً، وإنما على حسب الرغبة في الانتماء.. المركز الذي يرى أن ما لدينا هو الصواب ينتمي إلينا والمركز الذي يرى أن ما لدى حسين الحوثي هو الصواب ينتمي إليهم.
لكن المركز الذي ينقسم أو تتباين الرؤى بين أعضائه؟
- صحيح بعض المراكز كانت تنقسم إلى قسمين، حسب القناعات.
كم نصيبك أنت من المراكز؟
- لم أكن بمفردي أصلاً حتى تسألني عن نصيبي أنا.. الذين ذهبوا مع حسين ذهبوا ونحن بقينا على حالنا في "الشباب المؤمن" وبمناهجنا التي اعتمدناها قبل التحاق حسين الحوثي.
من بقي معك من المؤسسين عندما تقاسمتم المراكز؟
- الاخوة عبدالكريم جدبان، علي احمد الرازحي، صالح احمد هبرة الذي التحق مؤخرا بجماعة الحوثي.
واحمد محمد الهادي؟
- لا.. أحمد الهادي ذهب مع حسين الحوثي.
الحوثي هاجم أصول الفقه
قلت في غير مناسبة أن خطب حسين الحوثي وملازمه التي اعتمدها لانصاره أو جماعته بعد انشقاقهم عنكم لم تستند إلى أصول الزيدية.. على ماذا استدليت؟
- الدلائل واضحة وكثيرة ويكفي الإشارة إلى تكراره مهاجمة علم أصول الفقه، ونحن نعتبر أن علم أصول الفقه هو أهم مناهج فهم الشريعة، وبالتالي فان مهاجمة هذا العلم ومحاولة التأكيد على أنه علم دخيل وأنه لا يحسن أو لا يحبذ قراءته ولا الاطلاع عليه ولا شغل الوقت به، دليل على التخلي عن أحد مرتكزات المعرفة التي لا يكاد يوجد إمام من الزيدية إلا وله مؤلف أو بحث في أصول الفقه. وكذالك فعل مع الحديث النبوي فهو لم يعتمد منه إلا ما وافق هواه .. هكذا دون عودة إلى قاعدة علمية ثابتة.
اللافت للانتباه وصفك لملازم حسين الحوثي بانها خليط من كل شيء.. بعضها فيها الطابع الجعفري وبعضها السلفي.. كيف تحقق هذا الجمع جعفري على سلفي؟
- في تلك الملازم جمود على القديم دون مراجعة أو درس، وهذا يتناغم مع بعض المناهج السلفية، وفيها غلوا في حق أهل البيت وذلك ينسجم مع مناهج الجعفرية.
إذاً طالما وان ملازم حسين الحوثي لا تستند على أصول الزيدية بل وتهاجم علم أصول الفقه.. ما موقف علماء ومراجع المذهب الزيدي أمثال فضيلة العلامة حمود عباس المؤيد وفضيلة العلامة محمد المنصور؟
- كان موقفهم واضحاً ونشروا في ذلك بيانا انتقدوا توجه الحوثي ودعوته، ودعوه للرشاد ومراجعة نفسه، وهذا البيان تناقلته مختلف وسائل الإعلام يومها.
الظروف مساعدة حسين
استاذي.. سبق وقلت أن الذين ذهبوا من "الشباب المؤمن" مع حسين الحوثي 20% و80% بقوا معكم مع أن الواقع يدل على العكس، وأنكم تلاشيتم وبقي حسين الحوثي وجماعته؟
- هذا صحيح.. لكن متى؟!.. بعد الانقسام عام 2001م لم نتلاش بل كنا أكثر حضوراً في الساحة، ولكن عندما وقعت الحرب عام 2004م وما تلاها وتم وضعنا معه في نفس السلة رغم انه لا ناقة لنا فيها ولا جمل، فكان ذلك بالنسبة لنا عقوبة مضاعفة، لأننا عوقبنا على ما لا نفعل واتُهمنا بما لا نقول، وكما قلت لك شكل لنا هذا الأمر مأساة ليست بالهينة، بعكس لو كنا قد ارتكبنا ما يستوجب ذلك لما شعرنا بحزن ولا ألم.. نحن يا عزيزي في الأساس ضد نهج حسين الحوثي وإلا لما حدث الانقسام بيننا عام 2001م ولكنا جماعة واحدة.
ألا ترى ان للدعم المادي الذي حظي به حسين الحوثي ومن ذهبوا معه دوراً في تنامي جماعته وفي المقابل تلاشيكم ومن بقوا معك؟
- ليس الدعم وحده هو العامل، هناك عوامل كثيرة.. حسين بعد خلافه معنا وخروجه عن "الشباب المؤمن" انحصر في عزلة معينة ومحددة، وكانوا قلة لكنهم توسعوا لأسباب عدة.
ما ابرز هذه الاسباب؟
- الظروف .. والظروف أحياناً تصنع أشياءً لم تكن في البال.
حالياً كم نسبة الذين مع عبدالملك الحوثي والرزامي ممن كانوا معكم أو عرفتموهم ايام منتدى "الشباب المؤمن"؟
- لا استطيع أن أضع نسبة، لكن أعتقد أن الأكثر تلاشوا إما قتلوا وغما تركوا، وكثير ممن يقفون اليوم إلى جانب جماعة الحوثي لا أكاد أعرف شخصاً منهم، وكثير منهم لا أعلم أنهم كانوا طالب علم.. بمعنى ان الموجودين الآن جيل غير الجيل السابق، لأن معظم البارزين والذين عرفناهم أيام "الشباب المؤمن" قتلوا في البداية مع حسين الحوثي.
إذاً من اين أتى هذا الجيل الجديد؟
- خلقتهم الأحداث خصوصاً وان المسألة عُلقت ولم تحسم وليس بالضرورة أن يكون الحسم حسماً عسكري.
في الحرب الأولى قُتل العديد من قيادات هذه الجماعة المتمردة وبسرعة وعلى رأسهم حسين الحوثي.. ما هي الاسباب ولماذا صعبت المسألة على الجيش فيما بعد من الوصول إلى عبدالملك الحوثي والرزامي؟
- لا نستطيع القول بأن الجيش عجز في الفترات المتلاحقة، وانما هناك عوامل عدة أطالت أمد الاحداث ليس اقلها اهمية حرص القيادة السياسية على عدم إراقة المزيد من الدماء وتجنب المزيد من الاضرار فضلا عن عدم ميل الأخ الرئيس إلى العنف اصلا، ولهذا ما ان تفشل وساطة حتى يتيح المجال لأخرى ولعل هذا اسهم أو اتاح لعبدالملك الحوثي والرزامي ومن معهم لملمة صفوفهم، كما انهم لا شك حاولوا كسر هيبة الدولة في نفوس عناصرهم.. اضف إلى ذلك ان هؤلاء كانوا حينها لا يزالون قلة وفي بداية التجربة.
خلاف الرزامي وعبدالملك
بالنسبة لعبدالله عيظة الرزامي متى انضم اليكم في "الشباب المؤمن"؟
- عندما انضم حسين الحوثي عام 99م بعد عودة حسين من السودان، وكان الرزامي رفيق حسين الحوثي في رحله وترحاله ولا يكادان يفترقان.
حسين الحوثي وعبدالله الرزامي هما عضوا مجلس النواب 93م عن حزب الحق وكنتم حينها لا تزالون جميعا اعضاء في حزب الحق.. فكيف نستطيع القول انه لم يكن لهم علاقة بكم في "الشباب المؤمن" حتى عام 99م؟
- عندما اقول انه لا علاقة لهم اقصد انهم لم يكونوا لا اداريين ولا مشرفين ولم يكن لهم اسهام في الكتب التي ندرسها .. وأنا استغرب عندما يقول البعض بأن حسين الحوثي هو مؤسس أو من مؤسسي "الشباب المؤمن".. يا عزيزي نحن ألفنا أكثر من 30 كتاباً ل "الشباب المؤمن" ليس فيها ولا كتاب واحد لحسين الحوثي.
ولا لعبدالله الرزامي؟
- أبداً.. وانا لا انكر انهم كانوا مؤيدين لفكرة "الشباب المؤمن" كغيرهم من الناس.
بعد مقتل حسين الحوثي كيف جرت الأمور بين عبدالملك الحوثي من جهة والرزامي من جهة أخرى؟
- الفترة الأولى بعد مقتل حسين كنت في السجن ولهذا لا اعرف الكثير من تفاصيل ما جرى، ولكن فيما بعد صار هناك نوع من الالتفاف حول عبدالملك باعتباره كان أحد الميدانيين في منطقة الخولان، واستطاع ان ينسحب من هناك لينتقل إلى منطقة الرزامات ونشور وكان عدد من افراد اسرته ما بين قتيل أو في السجن، الأمر الذي صوب الانظار اليه واستطاع بعض الناس من خلال التفافهم حوله ان يصنعوا منه قائدا.
يقال ان عبدالله الرزامي اعترض على مسألة ترأس عبدالملك هذه الجماعة وكان يرى في نفسه انه الاحق بعد مقتل حسين باعتباره كان الرجل الثاني؟
- الاخبار تنقل بشكل متباين وبشكل متناقض أحياناً.. ولكن ربما يكون لعبدالله الرزامي تحفظ على بعض سلوكيات عبدالملك واصحاب عبدالملك في اشياء متعددة أحيانا تظهر على السطح واحيانا تختفي.
ما ابرز تحفظات الرزامي على عبدالملك واصحابه؟
- على سبيل المثال نحن سمعنا في الآونة الاخيرة ان الرزامي يرى ان هنالك شبه انحراف من قبل عبدالملك عن منهج حسين الحوثي.
طبيعة هذا الانحراف، نحو الأسوأ أم نحو الافضل؟
- لكل تفسيره وما قد يراه البعض انحرافاً نحو الأسوأ قد يراه آخرون عكس ذلك.. المهم ان الرزامي يرى ان هنالك انحرافاً وان عبدالملك واصحابه لم يلتزموا الالتزام الكامل بمنهج حسين بدر الدين، على سبيل المثال فيما يتعلق بالمساعدات التي تأتي من منظمات الصليب الأحمر أو غيرها الرزامي واصحابه لا يأخذونها ابدا بعكس عبدالملك واصحابه.
لماذا يرفضها الرزامي واصحابه؟
- هكذا موقفه، وهذا الموقف نابع من اعتقاد لديه بانها منظمة غربية مشبوهة.
الآن كل طرف – الرزامي وعبدالملك- يتمركز مع اصحابه في منطقة معينة؟
- نعم.. ولكنها مناطق متقاربة إلى حد ما.
وهل هناك اتصال وتواصل مباشر بينهم ولقاءات أم ان كل طرف يخوض معركة تخصه واصحابه وبمعزل عن الآخر؟
- لا اعلم.
متى تم آخر تواصل بينك وبين عبدالملك وعيظة الرزامي؟
- تقريباً عام 2001م.
وبعد الحرب؟
- لا..
ومتى كان آخر تواصل لك مع حسين الحوثي؟
- قبل الحرب الأولى بأشهر قليلة
ما الذي دار بينك وبينه؟
- اتصل بي على وطلب مني الموافقة على أن نعلن انتهاء ما كان يعرف بمنتدى "الشباب المؤمن"، فرفضت وقلت له، بعد التشاور مع زملائي، نحن باقون على "الشباب المؤمن".
لماذا طلب منك ذلك طالما وقد تقاسمتم المراكز فيما بينكم واصبحت لديه جماعة غيركم؟
- لانه كان يرى في "الشباب المؤمن" منافساً قوياً وله شهرة واسعة وفي نفس الساحة، وبالتالي لا بد من إلغائه ليبني بعد ذلك كل منا كيانه من جديد وتحت مسميات غير "الشباب المؤمن".
بعد أن ابلغتموه بقاءكم على نفس التسمية "الشباب المؤمن".. ماذا أسمى حسين الحوثي جماعته ؟
- لم يحدد لها اسم جديد ولم يتبلور لها اسم وهنا المشكلة، حيث رجعوا الناس يطلقون عليهم اسم "الشباب المؤمن".
اللافت أستاذ محمد أن استقالتكم من حزب الحق كانت موحدة انت وحسين الحوثي وبدر الدين الحوثي والرزامي ؟
- نعم.. لأسباب لا تختلف كثيراً عن الأسباب التي دفعت غيرنا للاستقالة بعدنا ومنهم محمد المقالح وحتى الوالد احمد بن احمد الشامي استقال.
ماهي بالضبط أبرز الأسباب؟
- الفردية
من قبل من؟
- من قبل بعض القائمين عليه حاليا.. وتقدر تقول أنه لم يكن هناك تنظيم جماعي.. الأمر الذي أصاب الكفاءات والقدرات بالإحباط عندما وجدوا أنهم يقادون دون إشراكهم في القرار.
هل لا يزال لحزب الحق حضور في صعدة؟
- كحزب لا.. لكن كتوجه وعاطفة موجودة.
موقف أحزاب المشترك
استاذ محمد دعنا نختم حوارنا معك والذي لم نكن نحبذ أن نجريه عبر الهاتف بموقف المشترك من عناصر التمرد الحوثية.. كيف تقيم موقفهم من البداية وحتى الآن؟
- باختصار شديد نستطيع القول أن المكايدة بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة تكاد تضيع مصلحة الوطن.. ولهذا نحن ندعوهم وان لم أكن في مقام يؤهلني لدعوتهم، ولكن باعتباري مواطناً يمنياً ومن أبناء محافظة صعدة.. أدعوهم وليس المشترك فحسب ولكن كل السياسيين من مختلف التنظيمات أن يقدموا رؤية واضحة لحل مشكلة صعدة تصون الوطن من الفوضى وتحفظ للدولة هيبتها، وللدستور ولقانون فاعليته، والمتمردين حقوقهم المشروعة. وألا يكتفوا بمجرد انتقاد الحزب الحاكم، أن حارب اعترضوا وقالوا لماذا هذه الحرب وأصدروا بيانات استنكار، وان ترك الحرب وهادن وترك المجال للوساطات اعترضوا وقالوا هناك صفقات وتفريط بحق الوطن، وكلام من هذا القبيل.
على الجميع أن نتركوا شغل المكايدات، فالوطن لا يحتمل.. وعليهم ان يقدموا رؤيتهم ويسخروا صحفهم ومواقعهم الالكترونية لترويجها.. أما ان يظلوا ينتظرون موافقة الدولة على رؤاهم غير الواضحة أو ينتظرون موافقة الحوثي عليها فهذا ما لا يصح وهو اقرب إلى المكايدة منه إلى الموقف.. أحزاب المشترك وبقية التنظيمات شركاء في الوطن والوطن وطن الجميع، وخرابه يعني خراب كل المشاريع ولن يستثنى منه أحد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.