عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الريال يخطط للتعاقد مع مدرب مؤقت خلال مونديال الأندية    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    الحكومة تعبث ب 600 مليون دولار على كهرباء تعمل ل 6 ساعات في اليوم    "كاك بنك" وعالم الأعمال يوقعان مذكرة تفاهم لتأسيس صندوق استثماري لدعم الشركات الناشئة    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    مئات الإصابات وأضرار واسعة جراء انفجار كبير في ميناء بجنوب إيران    برشلونة يفوز بالكلاسيكو الاسباني ويحافظ على صدارة الاكثر تتويجا    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    لتحرير صنعاء.. ليتقدم الصفوف أبناء مسئولي الرئاسة والمحافظين والوزراء وأصحاب رواتب الدولار    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد يحيى عزان ل« الجمهورية » :الدولة ملزمة ببسط نفوذها على كل جزء من الوطن واجتثاث فتنة التمرد
فتنة الحوثي .. الخلفيات الفكرية .. والمظاهر العدوانية
نشر في الجمهورية يوم 16 - 09 - 2009


- حال الحوثي في الزيدية كحال القاعدة في أهل السنة
- الدولة لا تستهدف الزيدية ولا الهاشميين لأنهم جزء من النسيج الاجتماعي
- استحضار مآسي الماضي يأتي لترسيخ الحقد واستمرار الثارات القذرة
- الخطاب الذي يقدمه الحوثيون لوسائل الإعلام يختلف عن الخطاب الذي يقدمونه لعامة الناس
- الحوثي سيقبل بالأحزاب التي تغازله على قاعدة: أتباع لا شركاء
- ترديد الشعار كان يأتي مصحوباً بحالة من الاستفزاز والعدوان
- على الحوثيين أن يؤمنوا بالدستور باعتباره الوثيقة الاجتماعية التي اتفق عليها اليمنيون
صعدة يعيش الحاضر في الماضي ويتداخل الفكر بالسياسة وتختلط المسلَّمات الوهمية بمفاهيم الحضارة وأسس المدنية كل ذلك بفعل «جماعة ، حركة، تنظيم، ظاهرة» لم تستطع حتى أن تجد لذاتها اسماً أو وصفاً، ويكفي عندها أن قائدها الحوثي وهي تثير مخاوف واسعة لدى عامة الشعب الذين لم يجدوا لها مطالب مقنعة سوى شعارات غوغائية لا علاقة لها بما تمارسه على الأرض. ولتبيان الحقيقة وإزالة الغموض والالتباس والرؤى الضبابية وتسمية الأشياء بمسمياتها وفض الاشتباك، بين كل ما أسلفنا كان ل«الجمهورية» هذا الحوار مع الأستاذ محمد يحيى عزان، أبرز مؤسسي تنظيم الشباب المؤمن. والذي رفع الصريع حسين الحوثي في وجهه كارت السلالية قبل أن يرفع السلاح في وجه الدولة.
أرادها عزان» زيدية برؤية يمانية منفتحة على العصر ومتعايشة مع الآخر ليفرضها «الحوثي» بالقوة عنصرية إمامية.. فإلى نص الحوار :
ما الذي يجري في صعدة ؟
{{.. فتنة في الأرض وفساد كبير «خراب للبيوت، وإزهاق للأرواح، وتشريد للأسر ، ودمار للممتلكات، ورعب وخوف بعد أمن واستقرار.. وفقر وذل بعد غنى وعز».
.. من المتسبب في كل ذلك ؟
{{.. السبب في ذلك هو ما طرأ على الساحة من فوضى سلبها الأمن والاستقرار الذي كانت تعيشه . فتنة أطلت علينا بعناوين مختلفة تسببت في كل ما وصلنا إليه .. فقد بدأت من قرى محدودة ثم انتشرت في قرى أخرى وأخذت تنتقل من منطقة إلى أخرى حتى عمت وطمت وصار أبناء صعدة وممتلكاتهم وقودها، ونخشى أن تمتد إلى غير صعدة لأن الفتنة كما جاء في القرآن: «لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة».
.. يصر البعض على اجترار الماضي بكل مساوئه فما الذي جناه اليمن من حروب المنابر ؟
{{.. الخراب والدمار والتشتت والضياع ، فعلى امتداد قرابة ألف سنة ظلت المناطق تعيش الماضي تحت رحى الحروب التي أنتجها الصراع على المصالح الدنيوية ، والجزئية الصغيرة كالنفوذ القبلي، والنفوذ الديني، وحب السيطرة على الآخرين، كل تلك الأشياء كانت مثارات لصراعات متعددة هدمت البلاد وأورثت الأجيال أعباء ثقيلة.
.. ما الجذور الأولى لنشأة الحوثية في اليمن وما أبرز مظاهر الاختلاف والتعارض مع المذهب الزيدي ؟
{{.. ما يعرف بالحوثية اليوم لم تكن موجودة قبل عام 2004م ثم ظهرت بعناوين عريضة وجذابة تستعطف العامة ك«العداوة لأمريكا وإسرائيل.. تصحيح وضع الأمة.. الخروج من حالة الذل والهزيمة التي يعانيها المسلمون».. على أساس أن البديل هو العودة إلى مذهب أهل البيت، ولكن بصورة مفترضة، قدمها حسين الحوثي تعتمد على دعوى التفرد بالحق وأن الأمة لم تتعرض للخراب والدمار والهزائم إلا عندما تواطأت على تسليم الولاية إلى غير أهل البيت ابتداءً من زمن الخلفاء الراشدين إلى اليوم، وهذا الكلام موجود في الملازم التي فرغ فيها محاضراته ولا يزال أتباعه يدرسونها ويعتبرونها بديلاً عن كتب التراث، لأنها في نظرهم صدرت عن شخص غير عادي .. فولدت قناعة لدى كثير من الشباب خصوصاً الجيل الذي كان يحارب مع حسين بدر الدين بأن السبيل الوحيد للعودة بالأمة إلى الانتصارات والعز، هو أن يعملوا ما بوسعهم من أجل رد الخلافة والزعامة إلى مسارها الطبيعي «أهل البيت» ورأوا أنهم مجاهدون في هذا الاتجاه، وهذا ما تؤكده صراحة «ملازم» الأخ حسين بدر الدين. وهناك من يطرح أطروحات وآراء أخرى حول الأسس التي بنيت عليها حركة «الحوثية» وكانت أصل جذور الفتنة.
وفيما يخص العلاقة بالمذهب الزيدي فنحن نعلم أن هؤلاء منطلقون من خلفية زيدية، وأنهم من أبناء المذهب الزيدي.. لكن المذهب الزيدي كغيره من المذاهب، يمكن قراءة نظرياته قراءات مختلفة، خصوصاً النظريات المتعلقة بالسياسة، وذلك ما حدث في الماضي، وهاهو يتكرر اليوم، ففي الماضي كان هناك اتجاهان مختلفان في الفكر السياسي لدى الزيدية.
الاتجاه الأول كان يعرف ب «الصالحية» وهو اتجاه يتميز بالتسامح والمرونة، والبعد عن الغلو في الأشخاص والمبالغة في تقديس نظرياته، ومن ذلك أنه ينظر إلى الزعامة أو الإمامة أو الولاية أو السلطة على أنها وسيلة من أجل خدمة المجتمع، ويجب أن تلبي حاجاته ومتطلباته، وبالتالي يكون له الحق في صياغة نظام الحكم من خلال الشورى بما يتناسب مع الزمان والمكان والأحوال.
الاتجاه الثاني كان يعرف ب«الجارودية» وهو عكس الصالحية، حيث يرى منظروه أن الإمامة حق إلهي معين في جماعة مخصوصة، وليس للمجتمع أي خيار إلا القبول والتسليم لما هو مختار له، سواء من النص على أن الإمامة في سلالة معينة، أم أن الإمام له حق مطلق في تسيير الأمور، وأنه ليس ملزماً بالشورى وأن الناس ملزمون باتباعه، باعتبار أنه يمثل النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه مؤيد من عند الله.
.. فمن أي الفريقين الزيديين أنت ؟ ومن أيهما يكون الحوثي وجماعته؟
{{.. أنا أميل إلى الفريق الأول المعروف بالصالحية، لما تتحلى به من اعتدال ووسطية وتسامح وقرب من نصوص ومفاهيم الكتاب والسنة، وما مضى عليه أصحاب النبي وكبار أئمة أهل البيت.. أما الحوثي وجماعته فأعتقد أنهم أخذوا بالفكر السياسي «الجارودي» الذي لا يعكس الرؤية الزيدية الشاملة لمختلف صور الحياة .. وأنا اعلم أنهم لا يحبذون نسبتهم إلى الجارودية وإن تبنوا منهجها.. ويؤكد كلامي أن الأخ حسين الحوثي هاجم في بعض محاضراته أئمة الزيدية الذين لم يتقيدوا بفكرة إلهية الإمامة، ووصفهم بأنهم غير مؤهلين ولا جديرين، لأنهم اعتبروا الكمال يأتي من خلال المؤهلات العلمية ، وذلك ما وصفه بأنه معايير مادية جاءت لنسف المعايير الإلهية وجلبت الانحطاط للأمة، ثم احتج بأن الإمام الهادي ذكر أن الله هو الذي يؤهل أي شخص لولاية الأمة.
ولا يفوتني أن أنبه على أن أكثرية علماء الزيدية يختلفون مع «الجارودية» في فكرة دعوى الحق الإلهي، وتفسيق وتكفير المخالف في فكر الإمامة.. وأنهم وإن كانوا يعتقدون أن نظام الإمامة في جملته من الدين، فإنهم يرون أن تفاصيل مسائل الإمامة من الأمور الدنيوية الموكولة إلى الناس، ك«تعيين الإمام أو انتخابه، وطبيعة نظام الحكم وتفاصيل الحياة السياسية». ولهذا نجد في سير الأئمة صوراً مختلفة من أنماط الحكم، وصوراً مختلفة لانتقاله من شخص إلى آخر مما يدل على أن المسألة فيها مرونة لديهم.. ولكن بفعل الصراعات السياسية والاختلافات الحادة كانت تنشأ نظريات عوجاء تغطى بالدين وتصبح بدلاً عن نظرية سياسية مستنيرة.
.. ولكن الحوثيين لا يفصحون صراحة عن دعوى الحق الإلهي ؟
{{.. بلى، وما ذكرت لك هو موجود في ملازم حسين الحوثي، وفيها غيره من الكلام الذي يؤكد فيه أن سبب انحراف الأمة وضعفها هو عدم التسليم بآلهية الإمامة. ولكن الحوثيين يقدمون للناس الآن صورتان: الأولى تقدم للإعلام على أنهم يدافعون عن أنفسهم وأنهم يطالبون بحرية التعبير وأنه لاغرض لهم في السعي إلى السلطة.
الصورة الأخرى مدونة في أدبياتهم، وتمارس على الأرض، حيث يقدمون أنفسهم للمجتمع على أنهم البديل الصالح ديناً وعقلاً ومنهجاً، ويرون أنه لابد أن يستجيب المجتمع لهم، ويمضي في طريقهم ويزعمون أنهم يحظون بتأييد إلهي».
وأنا لا أرى أن هنالك إشكالاً في سعيهم إلى السلطة هم أو غيرهم، ولكن المشكلة هي في فرض أنفسهم على الآخرين بقوة السلاح أو حتى بقوة التأثير الديني واستغلال جهل الناس وبساطتهم. قدم نفسك يا أخي إماماً ، سلطاناً ، زعيماً ، خليفة، لكن اقنع الناس بمشروعك وسيكون الجميع في عونك، أما القهر والغلبة فإنها لا تنجح وإن نجحت نتيجة لظروف معينه فإنها لاتستمر ولا يمكن أن تكون خياراً مفضلاً لأحد.
.. لماذا فشل الحوار مع المتمردين الحوثيين في إعادتهم إلى جادة الصواب ؟
{{.. يمكنك أن تتحاور مع من تختلف معه في المفردات ولكنك تتفق معه في أصل يمكن أن يكون مرجعية لجزئيات الخلاف، أما إذا كنت تختلف معه في فرع المسألة وأصلها فستواجه صعوبة في الحصول على اتفاق سهل وسريع..
نحن نؤيد الحوار ولكننا نرى أنه لن ينجح إلا بتوافر الرغبة الصادقة والاستعداد للتنازل عن كل ما يتسبب في الإثارة وتفجير المواقف، إلى جانب الإيمان بمرجعية الدستور والقانون باعتباره الوثيقة العملية التي أقرها الشعب اليمني .. إذ لا يمكن للدولة أن تتحاور مع الحوثيين وهم مختلفون معها في الأصل فهم لا يؤمنون بالدستور والقانون وإن ادعوا ذلك فنحن نعلم وهم يعلمون والناس القريبون منهم يعلمون أنه لا قيمة للدستور والقانون عندهم. ونحن ندرك أن الدستور والقانون ليس نصاً قرآنياً يجب الإيمان به، لكننا نعتقد أنه وثيقة اجتماعية توافق الناس عليها ويجب أن يعيشوا في ظلها، وإذا كان فيها خلل فيتم الحوار حولها وتغييرها بالطرق السلمية ومن خلال المؤسسات الشعبية والرسمية..
.. حركات العنف ذات الطابع الديني في أغلبها تبدأ من صعدة لماذا؟
{{.. أنا أتحفظ على ذلك، فصعدة منذ أيام الثورة لم يحدث فيها حركة عنف ذات طابع ديني. أما بالنسبة للماضي فإن صعدة كانت مركزاً للعلماء وهم يعتبرون أهل الحل والعقد عند الزيدية، وفي نظام الإمامة كان لابد من اتفاق أهل الحل والعقد، ولذلك كان الإمام إذا دعا لإمامة نفسه من صنعاء أو ذمار أو عمران أو من أي مكان كان لابد من موافقة أهل صعدة باعتبار أن لديهم أكثرية العلماء.. وأحياناً كان يحصل هناك اختلاف ويرشح إمام آخر وبالتالي يدخل الناس في نفق الصراع، لكن أشياء كثيرة تغيرت بعد قيام الثورة وظهور دستور وقانون ونظام جديد للحياة، فيجب أن ننظر إلى الماضي كجزء من التاريخ نستفيد ونأخذ العبرة منه، ثم نضع لأنفسنا في الحاضر أسساً يقوم عليه نظام الحياة السياسية والاجتماعية، كما صنع الآخرون قبلنا لأنفسهم، فلماذا يُسمح لكل إمام في عصره أو لكل طبقة من العلماء والمجتهدين وفقهاء الدين والسياسة أن يشرعوا لأنفسهم نظاماً يعيشون في ظله، أما نحن فنلزم أنفسنا بما مضى عليه السابقون. فإذا كانت الخلافة في زمن أبي بكر انتقلت إليه بغير الطريقة التي انتقلت إلى عمر بن الخطاب بغير الطريقة التي انتقلت إلى عثمان بن عفان بغير الطريقة التي انتقلت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فلماذا نضيق على أنفسنا ونقول لابد من العودة إلى نمط محدد أنتجته اجتهادات البشر.
.. لماذا يلجأ الحوثيون إلى استحضار الويلات والمآسي ك«كربلاء صفين يوم السقيفة» ؟
{{.. ذلك شأن كثير ممن يعيشون على ضفاف الماضي وليس الحوثيون وحدهم ، ولكن هنالك فئات كثيرة من المتدينين يستحضرون ذكريات الماضي ليعيشوا في ظل مآسيها، وهذه مشكلة معقدة للغاية اختلطت فيها المشاعر والثارات بالعقائد والقيم.
والحوثيون كما عموم الشيعة يستحضرون صراعات الماضي وما جرى فيه من خلافات على أنها صور من الظلم الذي تعرض له أهل البيت، ويستغلون ذلك لشحن النفوس بالحقد والكراهية، التي تتحول إلى عوامل تحدٍ وثأر مستمر. وذلك السلوك موجود أيضاً لدى فئات أخرى غير الشيعة، وهو متفاوت حتى فيما بينهم فالزيدية تختلف فيه عن غيرها.
والشيء المؤكد أننا لا نعلم يقيناً كثيراً مما جرى ولا ندرك أسباب ما نقل إلينا من الصراعات وحيثياتها، لذلك يصعب علينا الحكم فيها بالإنصاف والعدل، ولكن المشاعر الملتهبة نتيجة للتعبئة الخاطئة هي التي تحكم وتقرر، وتفسد حاضر الأمة بربطه بصور سيئة عن الماضي.
لذلك أعتقد أننا لو أغلقنا ملفات الماضي لتخلصنا من أثقاله وعشنا حاضرنا كما ينبغي، خصوصاً أن الله لم يحملنا مسئولية ما مضى، وحمل كلاً منا مسئوليته فقال : (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم) .
.. ما حيثيات خلافكم مع الصريع الحوثي مع أنكم كنتم إلى جانبه وعبدالكريم جدبان وعلي الرازحي وصالح هبرة من مؤسسي تنظيم الشباب المؤمن؟
{{.. للخلاف أسباب عديدة ظاهرة وخفية، أبرزها: الاختلاف في دور منتدى الشباب المؤمن، وتحديد وجهته. والأمر الآخر الاختلاف في الفكر السياسي، فنحن كنا ولا نزال نرى أن 90 % من الفكر السياسي بشري من حق الناس أن يجتهدوا فيه كما يشاءون، وليس عليهم أن يرتبطوا بالماضي ولا بالنص المقدس (القرآن والسنة).. فيما كان الأخ حسين يرى ضرورة التمسك بما مضى عليه السابقون ، حتى وإن لم يظهر عليه دليل بالقدر الكافي لأن ذلك في نظره كفيل بأن يجمع أبناء المذهب الزيدي ويوحدهم، ويفرض حضورهم في الساحة، ويمكنهم من منافسة سواهم.. أما انفتاحهم على الناس وتقبلهم للآخرين فإن ذلك سيؤدي في نظره إلى تشتتهم وتفريقهم.. لذلك استبدل الكتب التي ألفناها كمنهج دراسي للشباب المؤمن بالملازم التي صارت تعبر عن فكره بشكل واضح جداً، وهي مخالفة لما كان يدرس في كتب الشباب المؤمن..
.. هل توقف الخلاف عند هذا الحد؟
{{.. لا بل تطور إلى التراشق بالتهم والتحذير والتنافس في الاستقطاب، واشتد في بعض المناطق إلى درجة الخصومة والعراك والتحدي.. وتجاوز الخلاف معنا، وصار خلافاً مع الآخرين، وتحول إلى مواجهات مع الدولة.
.. بصراحة ما صحة سعي حسين الحوثي إلى الانتقاص منك بعد طغيان نفوذك في تنظيم الشباب المؤمن بحجة أنك وجدبان لا تنتسبان إلى أهل البيت؟
{{.. نحن لا نلتفت إلى هذه النغمة سواء استخدمت ضدنا أم لا، لأننا نرى أن أكرم الناس عند الله أتقاهم، وأن قيمة كل امرئ ما يحسنه، ولم يكن حسين الحوثي يظهر هذه النزعة صراحةً ولكن كان يشعر بأن ما نقدم من أفكار وما نطرحه من رؤى لا تلتقي مع المشروع الذي يهدف إليه، وبالتالي حذر منا واختط لنفسه مسلكاً آخر، فكان يحذر منا ونحن كذلك كنا نحذر منه وكنا ننصح شبابنا بأن لا يصغوا إلى ما لديه من أفكار ورؤى، وهو يفعل كذلك معنا.
.. بإيجاز ما الفكر السياسي لدى المطرَّفية والجعفرية؟
{{.. المطرفية يعتبرون جماعة من الزيدية عرفوا بهذا اللقب في القرن السادس، نسبة إلى مطرف بن شهاب الذي أبرزته المناظرات والجدل مع مخالفيه، وهو عالم يمني كبير من أهالي (البون) . والمعروف عن المطرفية أنهم سبقوا عصرهم في فهم أسرار الحياة، واستخدام أساليب التربية والتوجيه، وتعمقوا في النظر في القرآن حتى خرجوا بمفاهيم لم يستوعبها معاصروهم فشككوا في عقولهم واتهموهم في دينهم.. أما الجانب السياسي في فكر المطرفية فيتميز بالتشدد في كمال الإمام وقدراته، ويرون أن المقامات سواء كانت الدينية أم الاجتماعية والسياسية تأتي باستحقاق نتيجة العمل، وليست بالتعيين الإلهي.
بالنسبة للجعفرية ففكرهم السياسي الشرعي محصور في مسألة 12 إماماً ، يعتقدون أن آخرهم غاب واختفى منذ كان صبياً وهم لا يزالون في انتظاره حتى اليوم. أما فيما عدى ذلك فهم يعتمدون على القوانين الوضعية ولا يشترطون في الحاكم أن يكون من سلالة معينة، وآخر مناهجهم السياسية هو ما يعرف بولاية الفقيه.
.. ما علاقة ولاية الإمام علي بتمرد الحوثي؟
{{.. ليس لها علاقة أصلاً، وإنما يُستحضر الإمام علي وغيره من العظماء في الصراعات لكسب الشرعية الدينية، والحوثي يفعل ذلك لتسويق نفسه لدى العامة، حتى يبدو حامي المذهب والسائر على خط الإمام علي.
.. ألا ينزل المتمردون حسين الحوثي بمنزلة الإمام الحسين بترديدهم «سنبعث في كل جيل حسيناً»؟
{{.. ليس هناك مشكلة دينية عندهم في تشبيه حسين الحوثي بالحسين بن علي، فهم يرونه واحداً من العظماء.
.. وهل الرجلان في منزلة واحدة؟
{{.. لا .. ومن اعتقد ذلك فهو مخطئ، وحتى الفكر السياسي في المذهب الزيدي لا يعتبر حسين الحوثي إمامًا سياسياً ولا دينياً. فالزيدية يشترطون في من يريد أن يكون إماماً أن يعلن دعوته وأن يوافق عليها أهل الحل والعقد، وأن يناظره من لا يراه مؤهلاً، وأن يكون أفضل الموجودين في كل المجالات، وأن يحظى بالقبول لدى الناس لا أن يفرض نفسه عليهم بالقهر والغلبة.
.. لماذا تكرس ثقافة الموت واستثماره في ملازم الصريع الحوثي؟
{{.. تستطيع القول: إذا لم يكن هناك رؤية فكرية مقنعة للآخرين، فإن اللجوء إلى السلاح وفرض القناعات بالقوة يبقى هو السبيل الوحيد .. واستخدام القوة في كسب الناس دليل الخواء والفراغ.
وقوة المنطق هي التي يفترض أن تقنع الناس وتكسب صاحبها المكانة والهيبة والمحبة، أما قوة السلاح فقد تستمر فترة وتجرف بعض الناس، لكن سرعان ما ينتفضوا عليها حينما تواتي الفرصة، ولنا في التاريخ عبرة فبعض المسلمين دخل أوروبا بقوة السيف، في حين دخل آخرون إندونيسيا وماليزيا بقوة المنطق وحسن السلوك، فمن دخل بقوة المنطق بقي حتى الآن، ومن دخل بالسيف خرج بالسيف.
.. حسن زيد في مقابلة مع صحيفة «العرب» القطرية قال : إن حرب الدولة على الحوثيين حرب على الزيدية والهاشميين فما ردك؟
{{.. أنا لا أتفق مع من يذهب إلى أن الحرب القائمة في صعدة هي حرب على الزيدية أو على الهاشميين فالدولة لا تستهدف الزيدية ولا الهاشميين على الإطلاق ، لأن الدولة تدرك أنهم يمثلون مكوناً هاماً في النسيج الوطني والاجتماعي واستهدافهم يعني أن الدولة تستهدف نفسها.. أنا على يقين بأنها لا تستحضر التمييز المذهبي أو السلالي لأن ذلك ليس في صالحها أبداً. وقد كان كلام الأخ رئيس الجمهورية واضحاً في هذا الشأن، في مقابلته الأخيرة مع قناة «الجزيرة».
واعتبار الزيدية أو الهاشمية خلفية للصراع، سيكون مدمراً لأنه سيدخل فيها الهاشمي الشافعي، والهاشمي الصوفي، وحتى الهاشمي الوهابي، وسيدخل فيها الزيدي العسكري والزيدي الموظف والزيدي العامل.. وهذا ما يريده الحوثي.. وكون الحوثي من الزيدية فإنهم لا يتحملون مسئولية أخطائه، كما أن أهل السنة لا يتحملون أخطاء طالبان والقاعدة.
.. عدد من المراجع الدينية في إيران تدعو لتصدير ثورة الإمام الخميني فهل ما يجري في صعدة امتداد لذلك؟
{{.. يرى الإيرانيون أنهم قدموا أنموذجاً للحكم الإسلامي الناجح، وبالتالي فهم لا يمانعون من تصدير تجربتهم، بل يرغبون في تكرار أنموذجهم في أي بلد آخر في اليمن - السعودية - مصر أي مكان. ونحن لا نرحب بذلك فلكل مجتمع خصوصيته وفكره وثقافته الدينية والاجتماعية.
.. كيف ترى رؤي بعض الأحزاب المنتمية للمشترك ، حيث تدَّعي الثورية والتقدمية ومحاربة العنصرية والمذهبية وتدافع عن التمرد وتروج لرموزه؟
{{.. علينا أن ندرك أن ذلك يأتي في إطار الخلافات السياسية، وأنت تعلم أن السياسة الرعناء تحل الحرام وتحرم الحلال، وتجيز لأصحابها أحياناً أن يخرجوا عن ثوابتهم وفلسفاتهم السياسية، خصوصاً تلك التي ليس لها ضوابط ولا أهداف محددة ، ولذلك يقف البعض إلى جانب الحوثي اليوم، وسيقف ضده غداً.. فإذاً لا عبرة بتلك المواقف ولا يمكن أن يعول عليها وستكون في يوم من الأيام عبئاً على أصحابها. والحوثي لن يقبل بهم شركاء وإنما أتباع مطيعون.. لأنه يعتقد أن الله خلق الحياة هكذا: تابع ومتبوع، وقدوة ومقتدٍ (ما كان لهم الخيَرة).
.. لماذا يلجا الحوثيون لممارسة أنشطتهم في السر وما مدى إيمانهم بالحزبية والديمقراطية؟
{{.. لأنهم يشعرون أن بعض ما لديهم لا يحتمل أن يكون في العلن، لأنه غير مقبول لدى الناس، فالإنسان لا يخفي إلا القبيح أو ما فيه ريبة، أما ما هو حسن فلا مانع لديه أن ينشره على الملأ قبلوه أم لم يقبلوه.
أما عن الحزبية والديمقراطية فقد عبر عن ذلك الوالد بدر الدين الحوثي بأنه لا يعرف هذه الأشياء ولا يفهمها. ولو كانوا يؤمنون بالحزبية والديمقراطية لشكلوا لأنفسهم حزباً وقدموا مشروعهم من خلاله بدلاً عن سفك الدماء وتخريب البلاد.
.. ما أسباب الخلاف بين عبدالملك الحوثي وعبدالله عيظة الرزامي؟
{{.. يبدو لي أنهم غير متفقين في فهم ما أراده حسين الحوثي. كما أنهم غير متفقين في بعض السلوكيات.
.. النقعة ومطرة ماذا تمثل للحوثيين ؟
{{.. عمق جغرافي يمكنهم اللجوء إليه ليحصنوا أنفسهم من أي هجوم بري يمكن أن يستهدفهم، فتلك مناطق بعيدة محاطة بالجبال، ولا يمكن الوصول إليها إلا بصعوبة، وهي مناطق غير مأهولة بالسكان، ولجأ إليها الحوثيون بعدما أخرجوا من «نشور» في الحرب الثانية.
.. يتوعد الحوثي بإعلان الجهاد ما يعني ذلك ؟
{{.. يعني إلزام كل من يتعاطف معهم في أي مكان بأن يؤدي دوراً جهادياً، ولا يكتفي بمجرد التعاطف. ومفهوم الجهاد من المفاهيم التي ظلمت واستغلت بشكل سلبي، فالجهاد في الإسلام موجه في حالات معينة ومحددة نص عليها القرآن .. فلا يمكن أن يكون قتال المسلمين جهاداً. ولذلك قال الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) .. ثم قال: (فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا) ولم يقل فجاهدوا.
.. كيف ترى ما تقوم به الدولة لوأد التمرد ؟
{{.. الدولة تعمل وفق المعطيات التي تتوافر لديها ، ولستُ ممن تتوافر له تلك المعطيات حتى أقارن بين الخيارات.. ولكن مسئولي الدولة يصرحون بأنهم ألجئوا إلى هذا الخيار وأنهم غير مسرورين به ولكن «مكره أخاك لا بطل».
وأعتقد أن المحاولات التي قامت بها الدولة جيدة وكان بإمكان الحوثيين أن يستغلوها ويستفيدوا منها، ويتقدموا بمطالب مشروعة في ظل الدستور والقانون، فخيار الحرب والقتال أمر مؤسف ومكلف للغاية، لأنه أدى إلى تشريد الأسر وإرعاب الناس وتدمير المحافظة التي تحتاج اليوم إلى عشرات السنين لترميمها مادياً ومعنوياً، لذلك فإن الاستجابة للسلم مهما كانت مرارته أفضل بكثير من خيار الحرب، كما أن مكاسب السلم إذا كانت 10 % فإنها أفضل من مكاسب الحرب حتى وإن كانت %100.
.. هناك من يدعي أن الدولة قامت بالتصدي للحوثيين لمجرد ترديدهم الشعار ؟
{{.. المشكلة لم تكن في مجرد ترديد الشعار، ولكنها كانت في ما يصحبه من مضايقة للناس، واستفزاز لمن لا يتحمس له، إلى جانب ما كان يصحبه من حالة عدوانية تتمثل في فرض أنفسهم على المساجد وعلى الناس بالقوة واتهام الآخرين الذين لا يوافقونهم بالعمالة للكفار وذلك ما استوجب تدخل الدولة، لأن حماية الناس مسئوليتها.
.. ما السبيل الأمثل لإغلاق ملف الفتنة ؟
{{.. أنتم تعلمون والشعب كله يعلم أن غاية مقصد الدولة أن تنتهي الفتنة بأي ثمن فرئيس الجمهورية اتخذ خطوات جريئة وشجاعة لإيقاف العمليات العسكرية وإعلان العفو والتسامح. وكان على الحوثي أن يلتقط تلك الإشارات ويرسل ما هو أجرأ منها من خلال اتخاذ خطوات عملية تثبت رغبته في السلم وإيمانه بالدستور وحرصه على مصلحة الوطن وتقديمها على كل اعتبار. ولكنه لم يفعل فتمكنت الأسباب الباعثة على الحرب من تفجيرها مرات أخرى.
وإذا أردنا أن نفترض حلاً فعلينا أن ندرك أولاً أن حل الأزمة يتعلق بأربع جهات لكل منها دور وعليها مسئولية :
الأول والثاني: على الحوثي أن يتحمل المسئولية الأخلاقية أولاً، ويقبل مبدأ السلم ويريده، وإن كان فيه انتقاص لما يرى أنه حق له، وأن يُتبع ذلك بقبول ما ليس مجحفاً من الشروط المطلوبة منه، ثم يذهب للحوار على أساس أنه مواطن وليس دولة، ويدرك أن الدولة حريصة على بقاء هيبتها، ومسئولة عن بسط نفوذها على كل جزء من الوطن. وفي المقابل على الدولة أن تتعامل مع الوضع كما هو؛ لتسكينه أولاً، ثم تصحيحه ثانياً، وأن تتفهم مخاوف الآخرين حتى ولو لم تكن مقنعة.
الثالث: المجتمع الفاعل المتمثل الآن في لجان الوساطة والتقريب، وذوي النفوذ لدى الطرفين، وهؤلاء عليهم أن يضاعفوا جهودهم في تقريب وجهات النظر، ويحددوا معالم الصواب والخطأ، ويوسعوا من دائرة استشاراتهم ويشكلوا ضغطاً حقيقياً على الطرفين لمنع التجاوزات، ويبتعدوا تماماً عن تسجيل المواقف التي لا تخدم الوفاق والعودة إلى الثواب الدينية والوطنية والأخلاقية.
الرابع: وسائل الإعلام المحلية ومراسلو الإعلام الخارجي ، وهذه عليها أن تتعامل مع ما يحدث على أنه مأساة وكارثة، وليس مجرد سبق صحفي، أو مادة لتغطية مساحة برنامج أو تقرير، أو وسيلة كيد وتصفية حسابات، أو رغبة في تفجير المواقف وإثارة التساؤلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.