القوى السياسية لاتدرك مخاطر التصرفات الخارجة عن خارطة التسوية... هذه إحدى مقلقات الرئيس عبد ربه منصور.. وليس أغرب من تنصل قادة القوى السياسية عن أدوارهم في تنفيذ مواد المبادرة الخليجية، إلا هذا التمترس الإعلامي وراء مواقف الأحزاب، سيراً على القناعة الفاسدة التي تجعل الإعلامي يلاحق السياسي وينفذ مواقفه وتوجهاته وكأنه ليس ضميراً لشعبه وإنما عامل بالأجر اليومي عند الحزب . والقضية ليست أبداً في انتماء صاحب القلم أو المايكروفون لهذا الحزب أو هذا التكتل السياسي، وإنما قضية التبعية خارج قواعد المهنة وخارج مسارات الصالح العام .. وتأملوا في كل هذا التخندق والتماهي مع مواقف الأحزاب بل والمزايدة الإعلامية على السياسيين في سباق من يخطئ أكثر ومن يخذل المبادرة الخليجية أكثر، ومن يدفع الرئيس هادي للمطالبة بالعون الدولي تحت أوجاع الإحساس بعدم تعاون فرقاء العمل السياسي . المبادرة الخليجية واضحة ومذكرتها التفسيرية تكشف الكثير من الملتبس، والرئيس منتخب بالتوافق، كالحكومة، والواقع يتطلب التعاون على تنفيذ المبادرة الخليجية، فما لهؤلاء يجعلون هادي يصرخ بهذه الشكوى ومالنا لانقف خلف مساعيه الحثيثة لإخراج بلادنا جميعاً من المأزق؟. اليمن تعيش تحديات أمنية وهموماً اقتصادية ومتاعب سياسية واجتماعية من شأن تجاهلها أو زيادتها أن يدخل الجميع نفقاً مظلماً ليس فيه فسحة من ضوء .. ولا بأس أن نتحزب ولكن دون إغفال واجباتنا الوطنية والمهنية التي يفرضها نداء اليمن وصريح دعوات الرئيس المنتخب، لأن يتداعى الجميع إلى فضاء الشراكة في بناء اليمن .. من حقنا أن يكون لنا رؤانا في مجمل الأحداث غير أن غض الطرف عن إعاقة بنود واضحة في المبادرة الخليجية يجعل هذه المبادرة مشكلة وسبباً لإعادة دورات الصراع فيما يفترض أنها الحل، بعيداً عن كل هذه المغالبة والمعاندة والمغالطة ...!