الكلام الصاخب والمتشنج والعبارات غير المنضبطة كل هذا المزيج لا يخدم البلاد والعباد في شيء.. وهذا مالم يستوعبه البعض.. ذلك ان الكلام كثير.. وسهل.. والدعاوى بالكيلو والطن.. لكن كل ذلك لا يصمد امام الحقيقة والمصداقية. وعندما يؤكد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي اهتمامه بملامح القادم اليمني وفق محددات التسوية الخليجية ويصر البعض على إرباك المشهد السياسي بالاعتراض على أي شيء وكل شيء فإن هؤلاء يغفلون أننا امام رئيس منتخب يدرك تماما أنه صاحب مشروع ويتطلع إلى إنجاز هذا المشروع.. ومن يصنع إنجازاً فإنه بكل تأكيد يعرف كيف يدافع عن الإنجاز ومن خلفه كل قوى الخير والنهوض. ولو تأملنا في اتجاهات ومحاور محاضرة الرئيس هادي يوم أمس سنقف على حقيقة ما يعتمل في عقل الرجل وضميره من الطموحات.. ولسان حاله.. من أجل اليمن لاداعي للإعاقة ولا مبرر للتغريد خارج سرب المصلحة العامة للوطن. ولو استرجعنا مجمل ردود الأفعال السلبية تجاه بعض القرارات سنجد أنفسنا أمام حالة سياسية وإعلامية وجهوية ينقصها الإدراك والفهم لحقيقة صلاحيات رئىس يستمد شرعيته وقوته من أصوات شعب رفض خيوط المعاندة والمغالبة. ولقد أغفل البعض أو تغافلوا عن النظرة إلى حقيقة أن الأسماء التي تشكل اللجنة الفنية للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني تمثل التشكيل الموضوعي الذي روعي في اختياره الكفاءة والتمثيل المتوازن ولكن ماذا نقول وبيننا من لا يتفاعل مع أي قرار أو توجه مالم يكن صاحب مصلحة مباشرة فيه وإلاّ فالأحكام المسبقة جاهزة. وفي يقيننا ان تفاني البعض في التعطيل لكل توجه جاد وصائب يندرج في إطار الخطايا لانه لا يخدم المصلحة العليا للوطن في شيء ويضع العوائق امام المساعي الجادة لإيصال السفينة إلى بر الأمان وسط مواقف مليئة بكلام كثير لكنه لا يستطيع الوقوف أمام أبسط امتحان للمصداقية .. فضلاً عن الوقوف أمام جزء من الحكمة الشعبية أو جزء إدراكي من واجباتنا تجاه اليمن. أخوة لنا لا يتوقفون عن عادة استدعاء جدل أهل "بيزنطة" مع كل خطوة تنفيذية للتسوية السياسية.. أدمنوا توتير الأجواء بالتمترس غير العاقل وبالانطباعات والإنشاء.. والكلام المرسل.. وهي مواقف لن تقنع الشعب وإن صفق لها بعض رفاق المقيل. ولقد مثلت المحاور التي ارتكزت عليها محاضرة الرئيس هادي تلخيصاً للإنجازات وإشارات إلى التحديات .. وهي تحديات تفرض نفسها على النقاش المسؤول بهدف استنطاق الحلول. ومن الأهمية أن لا يغفل الجميع استحقاقات مواجهة تحدي الأمن وتحدي الفقر وتحدي توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية وتحدي التطرف والإرهاب.. علاوة على تحديات ومخططات بعضها يحاول النيل من وحدة هذه البلاد.. والآخر يحاول فرض التجاذبات الشيعية السنية في المنطقة على اليمن. ومن نافل القول التأكيد على أن ما نحتاجه هذه الأيام ليس الكيد أو وضع العراقيل أو النفخ في الفتن وإنما انتهاج أسلوب الحوار وتغليب التوافق وتعزيز الثقة. وحسب كل طرف أن لا ينسى بأن في اليمن شعباً عظيماً اختار ويجب احترام خياراته والانحناء لتطلعاته. صحيفة الثورة ..