تتسارع الأحداث من حولنا، وتنشأ تعقيدات جديدة وتدخلات واسعة في المنطقة ، ولأننا في عمق أزمة المنطقة ينتابنا الخوف من هذا التعتيم والركود السياسي الذي يلف القضية الجنوبية ونخشى ان يفرض علينا واقع لا يتفق مع مطالب شعب الجنوب في اي تسوية سياسية مقبله . - لابد من العودة إلى الشارع : الشارع هو الميدان الذي نشأت فيه الثورة وسارت فيه مسيرات الحراك السلمي وقتل فيه الكثير من شهداء الجنوب ، وهو المكان الذي زعزع عرش عفاش قبل اكثر من 17 عام . العودة إلى الشارع ليس معناها احراق إطارات السيارات او تكسير الممتلكات او نشر الفوضى .. لا ، انما هي تصحيح المسار وتصويب الهدف وإعادة الزخم للقضية الجنوبية بعد ان جمدت في ( فريزر التحالف ) او فرض تجميدها.
العودة إلى الشارع معناها اشراك الجماهير في مسيرة استعادة الجنوب ، وتذكير القيادة بأن قضية الجنوب ليست ملكا لهم ولا يحق لهم تمييعها او المقايضة بها او رهنها لأي طرف خارجي او داخلي . العودة إلى الشارع هي العودة إلى الجماهير التي باتت في حيرة من تصرفات قيادات أوكلت لها قيادتها وتركتها ، وفضلت العيش في نعيم قصور الخليج ومنتزهاته .
لايوجد مواطن جنوبي حر إلا ويشعر بالمرارة من ظهور قيادات جنوبية تتمرغ في النعيم في عواصم الجوار على حساب القضية ، وهو يبحث عن رغيف خبز او كيلو طحين او أرز لأولاده ! بعد ان قطع راتبه او ابعد عن وظيفته .
- ماسبب الركود في هذه المرحلة الخطرة ؟ نعلم ان التعقيدات السياسية وتداخل المصالح الإقليمية والدولية وضعف الأداء السياسي للنخبة الجنوبية السياسية ، هي احد أسباب الركود السياسي بالنسبة لقضية الجنوب .. إضافة إلى سياسة التجاذبات الدولية والتسابق على المنطقة وتدخل الدول الكبرى في كل كبيرة وصغيرة في المنطقة بواسطة اياديها وعملائها ، فرضت واقع جديد يحتم السير البطيء حتى تتضح الرؤية أو يصدر أمر ما ! . لكن قضايا الشعوب لا تعترف بفرض واقع جديد ولا تجاذبات ولا مصالح للخارج ، وعلى القيادة ان تعي أن الشعب الجنوبي انتظر طويلا وصبر عقود لعل وعسى أن تفهم تلك القيادات مسئوليتها تجاهه في تحقيق استقلال واستعادة الجنوب .. ولا يعترف بأي وصاية على قضية الجنوب لأي كان في الداخل او الخارج .. ويطالب كافة القيادات بالعودة الى الوطن وقيادة النضال من الميدان وترك القصور والفلل والرفاهية ان كانوا قادة نضال شعبي يهدف إلى استعادة وطن مسلوب . قال احد قادة الثورات العالمية " هو تشي منه " ﴿ إن المال يمكن أن يُفسد الثورة ﴾ . ونحن نقول : أن الثراء الفاحش الظاهر على قيادات الجنوب قد أفسد النضال و سيضيع القضية .. فهل من عودة إلى الجماهير منع الثورة و مصنعها ؟ .