يواجه مسار التسوية السياسية في اليمن تحديات حقيقية، لعل في طليعة من أكد على تلك الإشكاليات مخرجات مؤتمر وزراء خارجية الدول الأوروبية خلال اجتماعهم الأخير في بروكسل، خاصة وهم يتوقفون أمام هذه التحديات التي تحاول عرقلة الجهود الوطنية الحثيثة لاستكمال إنجاز التسوية السياسية، معبرين مجدداً التزام دولهم دعم قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي في إدارة الفترة الانتقالية وصولاً إلى انتخابات 2014م. وتبرز ملامح عرقلة هذه الجهود في محاولة البعض استهداف الخدمات الأساسية وعلى نحو خاص ضرب شبكة الطاقة الكهربائية وتفجير أنابيب النفط والغاز، فضلاً عن المحاولات الدؤوبة والهادفة تفجير الأوضاع الأمنية في مختلف المحافظات اليمنية.. والأمر لا يقتصر فقط على تعطيل العمل الخدمي والإنتاجي وتعكير الاستقرار الاجتماعي والأمني، بل يتعداه إلى المحاولات الدؤوبة لتفخيخ أجواء مؤتمر الحوار من الداخل وذلك من خلال استهداف روح التوافق الوطني من أجل التوصل إلى صيغ كفيلة بإنهاء حالة الانقسام الحاد بين مكونات المجمع وقيام المشروع النهضوي الحديث. وإذا كان من البدهي أن نعرف تلك التحديات المنتصبة أمام التسوية، فإننا نعرف أيضا أن ثمة جهوداً حقيقية تعبر عنها بمصداقية وشفافية عديد من المكونات السياسية لتجاوز تلك التحديات، خاصة وهي تبحث عن مخارج آمنة للأزمة وتأصيل قيم ثورة التغيير وصولاً إلى بناء الدولة اليمنية العادلة. وكما أن التنمية والأمن والتسوية جميعها مستهدفة في إطار هذا المخطط التخريبي، كذلك القيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي هي الأخرى مستهدفة في إطار هذا المخطط البائس لإحباط وعرقلة الجهود الرئاسية الجادة والمخلصة لإخراج اليمن من أزماته الخانقة والوصول به إلى شواطئ الأمان والاستقرار والرخاء. ومن الطبيعي كذلك أن يستعر أصحاب تلك المحاولات الهادفة عرقلة الخطوات الوطنية الجادة التي يحققها فرقاء العمل السياسي وتحديداً الخطوات ذات الصلة بالتوافق الوطني، فضلاً عن الإجراءات الرئاسية المتعلقة بإعادة الثقة إلى الشارع الجنوبي.. وغيرها من الإجراءات ذات الصلة ببناء الوطن على أسس متينة من تعزيز الروابط وتأصيل قيم الحكم الرشيد وسيادة دولة النظام والقانون وشيوع مبادئ الحرية والعدل والمساواة بين اليمنيين جميعاً دون استثناء. وعلى كل حال، فإن أية محاولة لتعطيل هذه المسيرة ستبوء بالفشل دون شك ولن يكتب لها النجاح، ذلك أن اليمنيين قرروا اعتماد الشراكة الوطنية في صياغة عقد اجتماعي جديد لبناء مستقبل اليمن السعيد.. ولا عزاء للمخربين. رابط المقال على الفيس بوك