من الواضح أن ثمة محاولات يائسة لإحباط جهود الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يمضي في تحمل مسئولية قيادة الوطن بكل حكمة واقتدار، إذ تتكشف خيوط هذه المحاولات الدؤوبة واليائسة يوماً أثر أخر، خاصة مع بروز مؤشرات تدل -بما لا يدع مجالا للشك - على الصلة العميقة بين أطراف تضررت مصالحها عقب التغيير الشامل الذي شهده الوطن منذ ثورة فبراير 2011 م وبين قوى دأبت - ولا تزال - على محاولة إبقاء الساحة الوطنية مرتعاً خصباً تنمو فيه طحالب الإرهاب وإخطبوط الفساد وأوهام السيطرة والنفوذ على اليمن ومحاولة الاستئثار بموقعه? الجيو-ستراتيجي لتمرير مخططات لم تعد خافية على أحد . وليس مستغرباً أن تزداد وتيرة هذه الهجمة الشرسة الهادفة تعطيل مسار التسوية السياسية وإحباط الجهود الوطنية وفي مقدمتها جهود الأخ المناضل عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية التي تتسارع لاستكمال هذه المهمة الحضارية بامتياز وهي تتواصل لإخراج الوطن من أسر الأزمات التي تحاصره والتي كادت أن تودي بمقومات وجوده? وكينونته? لولا الاصطفاف الوطني غير المسبوق ومبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والأسرة الدولية في إلقاء طوق النجاة ورعاية مسار التسوية السياسية التي يتجلى الحوار الوطني الشامل كأنصع صفحاتها . ولأن الرئيس هادي يقود سفينة هذه التحولات بكل حكمة وحنكة، فهو أكثر من يتعرض لسهام أعداء التغيير ممن دأبواعلى وضع العراقيل من خلال إثارة الفوضى والاضطرابات، فضلا عن توتير الأجواء والمناخات الأمنية وإقلاق السكينة العامة وافتعال جرائم الاختطاف والتقطع، حيث تشير المعلومات الأكيدة إلى أن بعض الأطراف متورطة في التخطيط والمشاركة في تنفيذ مثل هذه الأعمال كما حدث مؤخراً في عملية اختطاف الصحفيين في محافظة مارب وعمليات التخريب والاعتداءات على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط . وإذا كان مألوفاً أن تتزايد هذه الحملة التخريبية مع اطراد نجاحات القيادة السياسية والجهود الوطنية والرعاية الإقليميةوالدولية لمسار هذه التسوية، فإن المتربصين بهذه الخطوات الإيجابية الرائعة يزداد حنقهم ويستفحل شرهم وتتعدد أدوات وأساليب عنفهم ويتسع نطاقه غير آبهين بالأضرار الخطيرة التي يتعرض لها الوطن والشعب . ولاشك أن هذه الجرائم التخريبية لا يقتصر ضررها البالغ وآثارها الفادحة على أمن وسلامة الوطن وإنما يتعدى ذلك ليلحق أفدح الضرر بمسار التسوية الداخلية وأمن الإقليم على حد سواء..وهو ما يتطلب من شركاء عملية التسوية مواصلة عطاءاتهم ووقوفهم إلى جانب التجربة اليمنية وهي تقدم أنموذجا غير مسبوق في التحول الحضاري السلمي . لقد برز بشكل واضح وجلي حنق هذه القوى التخريبية وهي تستهدف الإضرار بمجمل عملية الانتقال السلمي للسلطة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني من خلال ضرب شبكة الكهرباء بشكل مستمر و تفجير أنابيب النفط والغاز واستهداف باقي الخدمات الأساسية سعيا منها لتأجيج الرأي العام الداخلي دون أن تدرك هذه القوى التخريبية أن الشعب اليمني يعرف تماماً أبعاد هذه الأعمال الإجرامية والرموز التي تقف وراءها والأهداف الخفية والعلنية لمثل هذه الاستهدافات العدائية، ولذلك فالشعب الذي قدم قوافل من الشهداء لصياغة هذا التحول الحضاري السلمي لن يرضخ أو يستكين لمثل هذه التصرفات الهوجاء والأعمال الإجرامية والتخريبية مهما عانى من ذلك، بل سيقف متصدياً لها حتى اكتمال لوحة الانتصار بإنجاز مشروعه?الحضاري في إقامة دولته? المدنية العادلة . وعلى أي حال فإن التسامح الذي تتحلى به شخصية الرئيس عبدربه منصور هادي وصبره وجلده ومعه كافة قيادات الوطن المخلصين لن يطول كثيرا،وبالذات عندما تتعرض مصالح الشعب والوطن لمخاطر هذه الممارسات العدائية ..ذلك أن الشعب اليمني قادر على المواجهة والتصدي لهؤلاء وتوجيه الضربة القاصمة للذين أدمنوا ارتكاب هذه الأفعال المشينة ومنهم أولئك الذين ما زالوا يحلمون بإعادة إنتاج الماضي، إذ أن على قوى التخريب جميعا أن تدرك تماماً أنَّ الماضي لن يعود ..وأن التسامح لن يطول . *كتب / المحرر السياسي