تتطلع أنظار اليمنيين بعين الرضا إلى الجولات الخارجية التي يقوم بها الأخ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية بالنظر إلى مردوداتها وانعكاساتها الإيجابية على صُعد الانفراج السياسي والاقتصادي لأزمات اليمن المتلاحقة والمزمّنة، خاصة في ظل أجواء الحوار الوطني الذي ارتضاه الشعب اليمني في القبول بمضامين المبادرة الخليجية والمشفوعة بتوافق دولي غير مسبوق. إذاً فالجولة الرئاسية إلى جمهورية روسيا الاتحادية تأتي في إطار هذه الجهود المبذولة لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والتنمية، خاصة إذا ما عرفنا أن العلاقات اليمنية - الروسية تمتد في روابطها المتينة إلى عقود طويلة من الزمن، تجلّت على صفحاتها صور وملاحم رائعة للتعاون الثنائي في الماضي، تماماً كما هو الحال في الحاضر، حيث تقف روسيا الاتحادية سنداً قوياً إلى جانب اليمن وهو يخوض معترك الحوار الحضاري في اتجاه التسوية السلمية التاريخية بكل ثقة واقتدار. إن الزيارة التي بدأها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي إلى هذا البلد الصديق تأتي في ظرف استثنائي يمر بهِ الوطن اليمني وتحمل دلالات عميقة في تعزيز مجرى العلاقات الثنائية المشتركة والترويج لفرص الاستثمار الواعدة في مجالات الطاقة والتعدين وتحديث القوات المسلحة، فضلاً عن تنسيق مواقف البلدين الصديقين إزاء القضايا المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية وبما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في هذه المنطقة الحيوية من العالم. ومن هذا المنظور، فإن المباحثات التي سيجريها الرئيس عبدربه منصور هادي مع الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين سوف تجرى في مناخات من الثقة المتبادلة بين القيادتين السياسيتين وفي أجواء مفعمة بروح التطلع والتفاؤل على تعزيز القواسم المشتركة بين البلدين والشعبين الصديقين وبما يسهم في فتح آفاق رحبة ومتطورة على الصُعد الاستثمارية والإنمائية، تتماشى مع مصالح البلدين وعمق العلاقات الثنائية بينهما، فضلاً عن صوابية الرؤية الستراتيجية التي يحملها الرئيسان هادي وبوتين إزاء التحولات الهائلة التي تعيشها المنطقة إثر اندلاع ثورات «الربيع العربي» تحديداً. ولا غرابة هنا أن تأتي التوقعات وهي تحمل الكثير من التفاؤل أن تكون مخرجات هذه الجولة الرئاسية إلى روسيا الاتحادية ملبية لتطلعات الشعب اليمني، باعتبارها واحدة من مؤشرات الدعم الأممي المساند لليمن في الخلاص من أسر تداعيات الأزمة الاقتصادية والسياسية الراهنة وسنداً إضافياً لتشجيع الأطراف المعنية على إنجاز التسوية الشاملة لقيام اليمن الجديد الذي يتطلع إليه أبناء الوطن والعالم، وأن يكون شريكاً فاعلاً في توطيد الأمن والاستقرار والسلام في منطقة من أكثر المناطق حيوية والتهاباً في نفس الوقت. لذلك فلا غرابة أن يكون هذا الملف من أبرز القضايا أمام طاولة مباحثات القمة اليمنية – الروسية؛ وذلك من منطلق الموروث التاريخي والموقع الجيو – ستراتيجي لليمن الذي استحق – وبجدارة – كل هذا الاهتمام الأممي على رعاية التسوية وترسيخ منظومة أمنهِ الذي لا قطيعة بينه وبين أمن المنطقة والعالم. رابط المقال على الفيس بوك