في توقيت بالغ الدلالة جاءت تحية الرئيس الأمريكي باراك أوباما للشعب اليمني وشخص الرئيس عبدربه منصور هادي بمناسبة عيد الوحدة في ال 22 من مايو متزامنة مع محاولة أطراف سياسية عرقلة الجهود الوطنية والأممية الهادفة إلى إنجاز التسوية السياسية على خلفية المبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة. والحقيقة فإن توقيت ودلالة تجديد التأكيد الأمريكي لدعم مسار العملية السياسية لم يقتصر على مجرد تعظيم شأن هذه الجهود ودعمها سياسياً ولوجيستياً، ومباركة الخطوات التي يقودها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في هذا الاتجاه؛ بل إن هذا الدعم شمل أيضاً مساعدة الإدارة الأمريكية لتأمين المُخرجات الآمنة، وتجاوز التحديات التي تعتبر عبئاً كبيراً على مسارات الحل والتسوية في اليمن. إن دلالة وأهمية هذه الإشارات الأمريكية الإيجابية لرعاية التسوية والحل تأتي – كذلك – في ظرف استثنائي؛ إذ يتزايد حجم المسؤوليات المُلقاة على عاتق المتحاورين والتحديات المنتصبة أمامهم، رغم النتائج والنجاحات الإيجابية والمشجعة التي تلوح في الأفق جرّاء تمسُّك القوى السياسية الوطنية بخيارات التسوية تحت خيمة الحوار الوطني القائم داخل الوطن والذي لا بديل عنه سوى الذهاب إلى متاهات الاقتتال والاحتراب، وعمل هذه القوى على عدم تفويت فرصة الحوار التاريخية والاستثنائية التي أجمعت عليها الأطياف الوطنية والشعبية والأسرة الأممية وهي تقف صفاً واحداً – وبصورة غير مسبوقة – لدعم الانتقال السلمي للسلطة، وتوفير ضمانات نجاح هذه العملية الحضارية التي تقودها النُخب السياسية وتحظى بإجماع وطني وتأييد دولي. ولا شك أنه وأمام هذا التحدّي الحضاري الذي تقوده هذه النُخب اليمنية تبرز عراقيل هنا وهناك بهدف تحويل مجرى هذه التحوّلات التاريخية عن مساراتها الصحيحة؛ وذلك من خلال المحاولات الدؤوبة واليائسة لتفريغ الحوار الوطني من مضمونه الحضاري الهادف إلى إقامة الدولة اليمنية الحديثة على معايير العدالة والحرية والمساواة والحكم الرشيد. لكل ذلك كان الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي واضحاً وشفّافاً وهو يصف هذه المحاولات – وغيرها – التي تستهدف عرقلة عملية التسوية بأنها تأتي خارج التطلُّعات الوطنية والإجماع الأممي؛ إذ ليس من سبيل أمام هذه الأطراف غير الالتحاق بعملية الحوار داخل الوطن، وأنهُ لا مشروعية لأي حوارات تتم خارج إطار منظومة التسوية السياسية على قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها المزمّنة وقراري مجلس الأمن 2014 – 2051، والدعم الأممي لهذه التسوية، وما عدا ذلك فهو باطل. وصدق الله العظيم القائل في مُحكم كتابه العزيز: «أما الزبد فيذهبُ جفاءً، وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكُث في الأرض». رابط المقال على الفيس بوك