- مطلع الأسبوع المنصرم حمل الدكتور أبوبكر القربي، وزير الخارجية إلى دورة مجلس التنسيق الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي ثلاث رسائل واضحة الدلالة، أولى هذه الرسائل تتعلق بضرورة استكمال دعم مسيرة التسوية السياسية وفقاً لمضامين المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة، خاصة أن هذه التسوية تسير بوتيرة إيجابية على الرغم من كل التحديات والصعوبات التي تعترضها، مدفوعة أحياناً بنزوع تسلطي ضيق لبعض القوى السياسية في الداخل وأحياناً أخرى بطموحات قوى إقليمية بعينها، تعمل – بكل ما لديها من إمكانيات –على تعطيل هذه المسيرة وإفشال التوافق الوطني وإجماع الأسرة الخليجية والمجتمع الدولي في اصطفافها غير المسبوق لدعم التحول السياسي في اليمن. وإزاء هذه النقطة ، فقد كان تفاعل الاجتماع الخليجي في جدة إيجابياً ولافتاً وهو يؤكد على استمرارية هذا الدعم ويشيد –في نفس الوقت- بالخطوات التي قطعها اليمن في إطار إنجاز مراحل التسوية ، فضلاً عن تثمين وزراء الدول الخليجية بالجهود الدؤوبة التي يبذلها الرئيس عبد ربه منصور هادي والقرارات الحكيمة التي اتخذها ذات الصلة بإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن وكافة الخطوات العملية في إطار إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وصولاً إلى الدخول في المرحلة الثانية من هذه التسوية وذلك بإعلان قوام لجنة التوفيق وانطلاقة الجلسة العامة النصفية لمؤتمر الحوار وبما يعكس الجدية في المضي باتجاه تحقيق كامل تطلعات الشعب اليمني. أما النقطتان اللتان تضمنتهما رسالة اليمن إلى اجتماعات جدة فتتصلان بالطلب إلى الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي مواصلة مساعيها وجهودها لإقناع من لم يلتحق بمسيرة الحوار من الأطراف السياسية في الخارج بضرورة الالتحاق بهذه المسيرة والمشاركة فيها بفاعلية وبما يضمن التمثيل الكامل لكافة القوى والمكونات السياسية، باعتبار أن الحوار هو المخرج الأساس والآمن لمشكلات اليمن وقيام الدولة المدنية العادلة ، خاصة أن الحوار يجري تحت ظلال وارفة من النقاش الشفاف والصريح والبناء دون وصاية أو إملاء. وتتعلق الرسالة الثالثة التي حملها الأخ وزير الخارجية إلى تلك الاجتماعات بأن يعطي الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي أهمية إضافية وجهداً مشكوراً في التدخل لإيقاف تلك الحملات الإعلامية الظالمة والتي تشكك في مسيرة الحوار ومحاولة تفخيخ الأجواء الوطنية بسموم المناطقية والمذهبية والشطرية.. وهي محاولات ترمي من خلالها –كذلك- إلى تقويض العملية السياسية برمتها.. وبالتالي فإنها تهدف –دون شك- إلى تشويه جوهر و منطلاقات المبادرة الخليجية للتسوية السياسية..وهو ما ينبغي التنبه إليه خاصة ونحن – في اليمن والخليج – نستعرض أبرز تحديات هذه العملية الحضارية ونبحث أيضاً في مجابهتها صفاً واحداً وبرؤية ثاقبة مشتركة لابعادها ومخاطرها. رابط المقال على الفيس بوك