قال مصدر سياسي رفيع إن السفير الأمريكي في اليمن جيرالد فيرستاين، عاد إلى صنعاء عصر الأحد قادما من جيبوتي التي خرج إليها في الساعات الأولى من صباح الخميس الماضي؛ قبل بدء التظاهرات الاحتجاجية على الفيديو المسيء للنبي محمد، والتي تم خلالها اقتحام الفناء الخلفي للسفارة والعبث وتخريب محتوياته، ونهب وإحراق بعضها بينها سيارات. وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن السفير عاد بعد أن هدأت موجة الغضب وسيطر جنود من البحرية الأمريكية "المارينز" على مبنى السفارة، بعد أن تم استقدام (حسب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة الماضية للمشاركة في حماية السفارة، فيما مصدر أبلغ "الشارع" أن الجنود الذين وصلوا مطار "قاعدة "الديلمي" في العاشرة من مساء الخميس يصلون إلى 96جندياً)، التحقوا بجنود مارينز آخرين كانوا منذ سنوات في السفارة بالكامل بسبب موقعه الاستراتيجي المطل عليها. وأفاد المصدر أن السفير غادر صنعاء مع أسرته وجميع الدبلوماسيين في السفارة وأسرهم، إضافة إلى عدد من الرعايا الأمريكيين في اليمن صباح الخميس،عبر عملية إجراء نفذتها قوات شمال الأطلسي التي تولت نقلهم في طائرات من صنعاء إلى بوارج تابعة للحلف في البحر تولت نقلهم إلى القاعدة العسكرية الأمريكية في جيبوتي. وعلى سبب تولي حلف شمال الأطلسي لعملية الإجلاء ، أشار المصدر إلى انه سبق للحلف أن أعد قبل نحو ثلاث سنوات في بروكسيل، خطة إجلاء للرعايا الأوربيين من اليمن متوقعاً حدوث فراغ سياسي، أو حرب في اليمن تستلزم عملية الإجلاء. ولم يقدم المصدر أي تفاصيل أخرى عن عملية الإجلاء أو عن عودة السفير، وما إذا كان عاد برفقة أسرته ودبلوماسيين آخرين في السفارة مع أسرهم أن بقت الأسر في جيبوتي في انتظار التأكد من انتهاء الخطر في صنعاء. وقال المصدر إن هناك معلومات تقول إن الأمريكيين حفروا نفقاً من داخل السفارة على فندق شيراتون القريب منها والذي يفصله عنها شارع فقط ، مشيراً إلى إن النفق حفر لاستخدامه أمنياً في حال تعرض السفارة لمخاطر أو هجوم واقتحام مسلح، وسيتيح النفق خروج الدبلوماسيين من السفارة، وتدخل قوات المارينز المتمركزة في الفندق. غير أنه لم يتح للصحيفة التأكد من ذلك. وأفاد المصدر وفقاً لما نشرته صحيفة الشارع أمس الثلاثاء إن النفق تقوم به شركة تركية تتولى أيضا منذ أكثر من عاميين تشييد مبنى جديد داخل فناء السفارة مكون من نحو خمسة طوابق تحت الأرض, وهو يجهز وفقاً لمواصفات أمنية. وفيما أكد المصدر مغادرة السفير الأمريكي للعاصمة صنعاء قبل نحو ساعتين من انطلاق تظاهرات الخميس؛ قال للصحيفة مصدر أخر إن السفير كان في السفارة عند انطلاق ألتظاهرة ، مشيراً إلى صعوبة الدخول إلى مكتبه الذي لا يمكن الوصول إليه عبر المرور على حواجز خارجية يقوم بعملية التفتيش فيها موظفون أمنيون يمنيون، ثم المرور بحواجز داخلية يتولى التفتيش فيها جنود مارينز. وفما نفى المصدر الأخير علمه بالوجه التي تم نقل السفير وبقية الدبلوماسيين أليها قال: " لا يمكن أن تصل إلى مكتب السفير إلا عبر المرور بأكثر ممن بوابة مضادة للرصاص، وهي بوابات يتم يومياً تغيير شفرات فتحها بإشراف جنود من المارينز, فعملية اقتحام السفارة والوصول إلى السفير على فرض بقائه داخل السفارة أمر صعب بالنسبة لمتظاهرين عاديين.