يالها من ليلة عصيبة تلك التي عاشها المدرب الشاب جوزيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة في ملعب كامب نو الذي شهد معظم أفراح واحتفالات الفريق الكاتالوني في السنوات الذهبية الأخيرة. لكن هذه المرة تلقى غوارديولا كل اللوم على خسارة الفريق أمام ريال مدريد الغريم اللدود 2-1 على ملعبه وبين أنصاره، ليخسر عمليا لقب الليغا بعدما ارتفع الفارق إلى سبع نقاط مع تبقي 4 جولات فقط على النهاية. فالمدرب الصاحب الإنجازات ارتكب أخطاء بالجملة خلال مباراة الكلاسيكو، بداية من التشكيل الخاطئ، مرورا بالتعامل مع مجريات المباراة، ونهاية بالتغييرات. تشكيل خاطئ فضل غوارديولا أن يبدأ المباراة بطريقة 3-4-3، لكنه ارتكب 3 أخطاء أساسية في التشكيل أولهما اللعب بثلاثة مدافعين فقط أمام فريق كبير مثل ريال مدريد، ونسي أنه لا يواجه خيتافي أو ليفانتي، وأن قيمة المفاجأة في كونها لا تتكرر. وكان ثاني أخطائه هو الاعتماد على لاعب الوسط الأرجنتيني خافير ماسكيرانو في مركز قلب الدفاع بدلا من "المغضوب عليه" جيرار بيكيه، وهو ما دفع ثمنه بوضوح في الهدف الثاني الذي فشل فيه ماسكيرانو في رقابة البرتغالي كريستيانو رونالدو ليسجل هدف الفوز. أما ثالث الأخطاء، فكان الاعتماد على اللاعب الصاعد تيو للمرة الأولى في الكلاسيكو أساسيا، وهي مفاجأة لم يكن يتوقعها أحد، لكنها كانت كالرصاصة العكسية التي ارتدت في صدر الفريق الكاتالوني. فتيو ليس مهيئا بعد لاحتلال مكان أساسي في تشكيلة الفريق، وكان أحد أهم نقاط الضعيف في برشلونة، بل وأهدر وحده هدفين مؤكدين، إضافة إلى الثالث والذي رحمه التشيلي أليكسيس سانشيز من لعنات الجماهير بإنهاء الفرصة بالهدف الوحيد للبرسا.
تعامل مرتبك وحتى عندما تأخر برشلونة بهدف، فإن غوارديولا لم يحسن التعامل مع الأمر طوال المباراة وحتى عندما أحرز هدف التعادل الذي لم يهنأ عليه دقيقتين. فأصر برشلونة على محاولة الاختراق من الجهة اليسرى التي يلعب فيها تيو، وذلك بالرغم من أن اللاعب الواعد كان يستقبل الكرة ويحاول المرور من الأرجنتيني ألفارو أربيلوا في كل مرة بالطريقة ذاتها دون نجاح. ولم يستطع بيب أن يعطي ميسي المساحة اللازمة للقيام بدوره، فبدا النجم الأرجنتيني تائها على أرض الملعب، بل أنه لم يسدد ولو تسديدة واحدة على المرمى طوال 90 دقيقة!
تغييرات متأخرة وغامضة تأخر غوراديولا كثيرا في إجراء التغييرات كان له أثر بالغ في النتيجة التي آلت إليها المباراة، فكان تغييره الأول في الدقيقة 69 بخروج تشافي ونزول أليكسيس، وبدا برشلونة وكأنه يلعب 3-3-4، وهو ما زلزل بوضوح استقرار الفريق على أرض الملعب. وبالرغم من أن أليكسيس أحرز هدف التعادل بعد دقيقة من نزوله، فإن برشلونة فشل في الاستحواذ على الكرة تماما في الدقائق ال20 التالية، حتى أنه فشل في الحفاظ على التعادل لأكثر من دقيقتين. وجاء التغيير الثاني بنزول بيدرو مكان أدريانو، ليلعب الفريق عمليا بمدافعين اثنين بالإضافة إلى ألفيش الذي عاد للوراء قليلا لمساعدة قلبي الدفاع. وأخيرا جاء نزول فابريغاس في الدقيقة 81 متأخرا جدا، حيث لم يسمح له الوقت بفعل أي شيء، لاسيما وأن زمام الأمور كان قد أفلت من يد البرسا. الآن ازدادت الضغوط على برشلونة وغوارديولا بشدة، وبات الأمل الوحيد في الخروج من النفق المظلم هو تخطي عقبة تشيلسي الإنكليزي الصعبة جدا، وخاصة في هذا التوقيت، فهل يفعلها بيب وأبناؤه، أم ينتهي الجيل الذهبي للبرسا في أسبوع؟