رغم الاعتراف بان اشهر بطولاتنا ضمن مسابقات المواسم الكروية وهو دوري فرق اندية الدرجة الاولى لازال في غير المستوى المأمول من حيث عدم المثالية بدقة المواعيد وقوة التنافس وايجابية المردود بالمواهب لتعزيز فاعلية المنتخبات الوطنية الا ان دورينا يمتلك صفحة بيضاء بخصوص النزاهة قبل تداول مزاعم تتحدث عن تلاعب ومستندة لتحذيرات عالمية في ظل التطلع للنظام الاحترافي . على مدى عقدين من الزمن لم يرتبط بمنافسات المسابقات الكروية اليمنية بما فيها دوري فرق النخبة اي فضائح تم اكتشافها فعلياً والتعاطي معها رسمياً بخصوص قضايا التلاعب في نتائج المباريات رغم ان الاعلام الرياضي في بلادنا ربما قد اضطر احياناً للتلميح فقط الى احتمالية حدوث ذلك في مواجهات حاسمة على ملاعبنا وبالتحديد تلك التي حسمت هبوط فرق الى المسابقات الادنى ! ومعلوم ان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد اعترف بوباء المراهنات حيث نقل عن ماركو فيليجر مدير القسم القانوني للفيفا أن التعاون بين الاتحادات الرياضية والمؤسسات الحكومية يكتسي أهمية قصوى , مؤكدا على ضرورة رصد ومحاربة التلاعب في المباريات لذا تم إنشاء شركة نظام الإنذار المبكر التي تراقب منذ 2007م سوق الرهانات خلال منافسات الفيفا كما باتت تعمل مع اتحادات وطنية اخرى . التلميح والتحريم وأما لدينا فمن غير المتوقع ان تتوقف التلميحات عن حدوث حالات تلاعب عبر بعض الاداريين والجمهور والأقلام الرياضية , فيما استبعد مصدر اعلامي رياضي فضل عدم الكشف عن اسمه وجود تفشي لوباء مراهنات بمباريات دورينا لأنها حرام شرعاً قبل ان يستدرك بالإشارة لوجود حالات (مشارطة) على عشاء او غداء وكانت موجودة ايام زمان عندما كنا نتابع كرة قدم حقيقية تجذب الجمهور . وفي حين وجد مصدر موثوق مقرب من احد اندية امانة العاصمة صنعاء في ان ذهاب منظمي دورينا الى بدايات النظام الاحترافي طبقاً لاشتراطات الاتحادين الاسيوي والدولي لكرة القدم من خلال اتاحة استقدام العديد من اللاعبين المحترفين ولاسيما القادمين من بلدان افريقية لصفوف بعض فرقنا المحلية بأنه مبرراً لتفشي وباء المراهنات في حالات مزعومة خلال منافسات دورينا بالمواسم الكروية الاخيرة !! استبعد المصدر الاعلامي الرياضي من جانبه , وصول وباء المراهنات الى منافسات دورينا وجزم ببراءة محترفين نيجيريين من الوقوف وراء ذلك بالتنسيق مع شركات مراهنات عالمية كما يتداول من مزاعم في الاونة الاخيرة وعاد ليلمح الى ان هناك حالات تواطؤ وتلاعب بالنتائج كان لمسها الجميع لكنها مثل جريمة الزنا بحاجة الى اربعة شهود وهو الامر الذي لم يتم التيقن منه حتى الان في ملاعبنا . الاثبات والإرباح وفيما أعلن اتحاد الفيفا عن وضع عدداً من الوسائل لمحاربة الوباء ومن بينها المراقبة المتزايدة للمسابقات، والتعاون مع هيئات الشرطة على المستوى الوطني والدولي , أكد كريستوف دي كيبر، المدير العام للجنة الدولية للألعاب الأولمبية "أن هذه الظاهرة جدّ معقدة ويصعب السيطرة عليها حيث أن جل المراهنات تُعدّ غير قانونية (80-90%) ولا تسري عليها القوانين التي تطبق في بلداننا." ومؤخراً تداول اداريون بأندية بارزة مزاعم عن ان نتائج مباريات بدورينا تم ترتيبها من قبل شركة مراهنات عالمية دون ان يظهروا إثباتات على ذلك , مكتفين بالاشارة الى ان الأولمبية الدولية اعتبرت المراهنات أكبر خطر يتهدد الرياضة في العالم حيث قدرت الأموال التي حُولت من خلالها بنحو 140 مليار دولار أمريكي ، علماً أن عائدات قطاع المراهنات تُقدر بما لا يقل عن 350 مليار سنوياً . بينما فسر المصدر الموثوق المقرب من ادارة النادي الصنعاني مبرر اهتمام شركات المراهنات بالدوري الكروي اليمني بان ذلك طبيعياً لكونها سوق عالمية مربحة جداً ولاتركز على شهرة او ضعف هذه البطولة الرياضية او تلك , مضيفاً ان هذه الشركات العالمية لايهمها ان تكون مباريات الدوري اليمني لكرة القدم منقولة تلفزيونيا ولاتهتم ايضاً بكونه من البطولات المغمورة ولايمتلك تصنيفاً عالمياً متقدماً ! المراهنات الفرعية ولم يكتف ذات المصدر بما كشف عنه ل(الرياضة) بل تابع : انا شخصياً اعرف اشخاصاً يعملون لمصلحة شركات مراهنات عالمية ويقومون بإرسال ادق التفاصيل عن ابرز فرق الاندية اليمنية , زاعماً بان عدد من المحترفين النيجيريين هم من يقفون وراء التلاعب بنتائج بعض مباريات دورينا بحثاً عن فوائد مالية من تلك الشركات كون الواحد منهم يتسلم راتباً شهرياً بين 800 – 1500 دولار فقط في اليمن . وفي هذا السياق ، اقترح العديد من خبراء لعبة كرة القدم في العالم على القيادات المعنية في الاتحادات الوطنية للعبة ضرورة العمل المتواصل من اجل النجاح في تنظيم هذا الجانب ومواجهاته مع تعاظم انشطة المافيا العالمية وذلك من خلال منع بعض المراهنات الفرعية (عدد ضربات الزاوية، استئناف اللعب، البطاقات الصفراء، إلخ.) والمراهنات الخاصة بالمباريات الودية ومباريات الفئات العمرية" . وسبق لرئيس الفيفا بلاتر التصريح قائلاً "يلحق التلاعب ضرراً كبيراً بالرياضة ومبادئها الأساسية مثل الروح الرياضية والمحرم والانضباط " ولهذا السبب لا يتسامح الفيفا إطلاقاً في حال انتهك أحد هذه المبادئ الأساسية." ولا يمكن للإتحادات الرياضية أن تواجه لوحدها خطر مافيا المراهنات، حيث يدخل ذلك في نطاق القانون الجنائي ويستلزم دعم الحكومات والمؤسسات القضائية التابعة لها .