- الأيام تجري بسرعة، ونحن نلهث وراءها، وليس بين الأمس في عدن واليوم في المنامة سوى لحظة تأمل واحدة نقلتنا جميعا عبر الزمن من أسطورة الجنوب اليمني ورائعتها عدن الجميلة الغراء التي احتضنت بكل معاني المحبة والتقدير أبناء الجوار الخليجي العربي من عمان والسعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت والعراق. إلى الجميلة الرائعة مدينة المنامة عاصمة أهل البحرين الكرام التي تتدثر بعباءة السحر العربي الأصيل، جميلة تتمدد باسترخاء ودلال في أحضان بحر الخليج الدافئة، لتكون اليوم مهوى أفئدة أبناء الأصل والتاريخ والجذور العميقة، أبناء الحضارة والرجال الذين صنعوا التاريخ والمجد والسؤدد، وتوجوه بأسمى معاني النهوض الأسطوري من بين رمال الصحراء ليصنعوا خليجنا الواحد وأمتنا الحاضرة التي تشكل وعيها على أرقى معاني التنافس الشريف والإثارة الكبيرة في ملاعب المستديرة الساحرة. - رحلة أسطورية في درب السلامة تعبق برائحة التاريخ الفواح وقد حملت أبناء العربية السعيدة الذين حققوا بالأمس حلم الاستضافة وصنعوه واقعا جميلا في لوحة خليجي 20، وأجلوا آخر سعيا نحو تحقيقه في محطة جديدة قد تكون محطة المنامة طريقا إليه وهو حلم جميل بروعة أبناء اليمن يراود جلال هذه الأرض الطيبة المعطاءة الخضراء ليشع ضوءا خالدا على كل المسالك وتغمر بالفرحة كل صخر في جبالها وكل حبات رمالها وأنداء ظلالها التي كانت وما زالت ملك أمانينا الكبيرة. وحق اكتسبناه من أمجاد ماضيها المثيرة، لترتسم اليوم على الشفاه فرحة ملائكية وهي تنشد روعة لقاء خليجي 21 في أحضان رائعتنا المنامة. - ربما تعثرنا بعض الشيء وامتلأت طريقنا بالأشواك الدامية، وربما خضنا صراعا دمويا خلال عامين انصرما من أجل وصول البعض إلى كرسي الحكم والقوة ومحاولة البعض البقاء عليه، لكنه مصنوع من جماجم أبناء الثورة وشبابها الأبرياء الطاهرين الذين سعوا لتصحيح المسار وخلع عباءة الاستكانة والقهر. وحققوا بعض أحلام التغيير، ولكنهم ونحن معهم هرمنا ونحن ننتظر تحقيق الحلم الآخر الذي تم تأجيله إلى حين، ولولا فضل من رب العالمين وتدخل أخوي بمبادرة السلام الخليجية رأى الكثيرون أن تحقيقها هو الآخر حلم جميل ما زال الصعب في طريقه. وجميعنا نبتسم في كبرياء باتجاه المنامة بحثا عن تحقيق الحلم الكبير بحمل تلك الكأس الغالية والتتويج بها رغم المخاض العسير الذي تعاني منه بنت السعيدة أمي اليمن. - سنشارك الجميع فرحة اللقاء ولم الشمل في رائعة البحرين العظيمة ونبارك لمن يحمل كأسها الذهبية. ونبادلهم كل مشاعر الود والحب والتقدير، وإن أبعدت كاتب السطور المسافات الجغرافية عن عرس خليجي 21، فإن القلب الكبير يرفرف في ربوع بلادي فوق صعدة وصنعاء وعدن والحديدة والمكلا والغيظة وكل مدينة وقرية وجبل وواد وسهل وساحل وصحراء يمنية. معربا عن أسمى أمنياته بتحقيق السعادة للجميع مهما عتى الزمن وتجبرت الظروف من حولنا. وهو لسان حال كل يمني ما زال جرحه ينزف من مصائب الفترة الثورية وأحداثها الدموية التي كان هدفها الطاهر لسان حالها في البحث عن حرية وحياة أفضل لكل اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا أحرارا كراما تحت سماء وحدتنا التي كانت وما زالت نشيدا رائعا يملأ نفسي ونفوس كل اليمنيين والأشقاء الخليجيين وكل العرب والمسلمين. الملحق الرياضي للشرق القطرية السبت 5 يناير 2013م