تفاجأت من عبارة صديقي وهو يهمس في أذني ويقول "شكله من تهامة" بعد انتهائه من قراءة خبر في صحيفة عن التغييرات المزمع اتخاذها من رئيس الاتحاد اليمني للشطرنج الدكتور صبري عبدالمولى في الأيام القادمة والتي هدفت إلى تغيير في منصب الأمين العام للاتحاد الحالي. شدني كلام صديقي قليلاً لألتفت إلى قراءة نص الخبر, وبعد أن أكملت قراءته وبصورة لا إرادية وبصوت مبحوح ملتفتاً لصديقي مصدقاً على استنتاجه بالقول "بالفعل, إنه من تهامة". وعلى الرغم من كرهي الشديد إلى التصنيفات السياسية "وما أكثر حدوث ذلك في الوقت الحالي" إلا أن الكثير من الاستفهامات والتحليلات غزت عقلي في وقت واحد وخلال مدة قصيرة. ما الذي جعل الدكتور صبري عبدالمولى يحاول القيام بتغيير أمين عام الاتحاد الحالي فؤاد الجمالي من منصبه, والمخاطرة بذلك لعلمه المسبق بعدم قانونية هذا القرار.؟ صحيح أن الدكتور صبري من بداية هذا العام يفاجئنا باتخاذ القرارات، وهو ما اتضح جلياً من خلال قيامه بالموافقة على مشاركات دولية غير محسوبة أدت إلى فشلها جميعاً, لكن هل يمكن أن يكون هذا هو السبب؟ كمحاولة منه لطمس أي ترتيبات للمساءلة أو المحاسبة على قيامه بهذه الخطوة؟ أم لعل ما أثير في السابق عن رفض الأمين العام فؤاد الجمالي بتمرير الكثير من المخالفات في العُهد المالية التي بحوزة بعض أعضاء الاتحاد, وهو ما جعله شخصاً غير مرغوب به في هذا المنصب. أم لربما ما تم تداوله عن قيام الأمين العام بالوقوف بجوار المسئول المالي "المسكين" الذي رفض وسرب معلومات عن مخالفات مالية يريد رئيس الاتحاد الحالي تمريرها بدون أي مستند قانوني في ذلك؟ هو ما أغضب كثيراً الدكتور صبري ليخبئ ذلك في صدره حتى تحين الفرصة للرد على تصرف الأمين العام فؤاد الجمالي؟ أم قد تكون الإشاعات صحيحة والتي فاحت هنا وهناك عن سيطرة الأخ محمد الأهجري على قبضة الاتحاد في الوقت الحالي, من خلال واجهة رئيس الاتحاد الدكتور صبري كمتبنٍّ لجميع القرارات التي تصدر من الاتحاد العام للعبة؟ صدقوني, تبرير القرار بأنه محاولة من الاتحاد رفع كفاءة الاتحاد خلال الفترة المقبلة وبما يلبي طموحات الجمعية العمومية كان سخرية من الكثيرين, الذين يعلمون مسبقاً بأن الاتحاد منذ البداية كان يتسلح بالقرار "الفردي" الذي حاول الدكتور صبري رئيس الاتحاد مع مرور الوقت ترسيخ هذا المفهوم لدى الجميع داخلياً وخارجياً. نعلم مسبقاً أن جميع مسئولي الاتحاد باستثناء "الأهجري" لم يكن لهم يوماً أي دور خلال العام المنصرم من عمر استلام الدكتور للاتحاد في الانتخابات الأخيرة التي أقصى بها الرئيس السابق عبدالكريم العذري والذي اتهم في يوم ما باتخاذه مثل هذا الأسلوب الذي يتكرر حالياً وكان سبباً رئيسياً في الإطاحة به من رئاسة الاتحاد. الكل يعلم بذلك, أعضاء الاتحاد يعلمون بذلك, اللاعبون الدوليون والمحليون أيضاً يعلمون ذلك, الأمور لم تكن خافية يوماً ما حتى على المتابعين لحال اتحاد اللعبة, بأن الدكتور صبري عبدالمولى كان مستاءً قبل توزيع المناصب الإدارية من كمية الأصوات التي حصل عليها فؤاد الجمالي والتي فاقت حتى أصوات من نصبوه رئيساً للاتحاد وبلغت "82 صوتاً" في الانتخابات الأخيرة. ثقة الجمعية العمومية للاتحاد جعلت من فؤاد الجمالي يظهر بمصدر قوة للظفر بمنصب الأمين العام للاتحاد. كل ذلك على ما يبدو كان مصدر خوف للدكتور كنظرة مستقبلية و"حالمة" منه على أحوال الاتحاد. كنا نتوقع من الدكتور صبري أن يفاجئ الجميع بالإعلان عن تنظيم أول بطولة محلية لاتحاده.تصوروا أصبح كذا إعلان هو مفاجأة للجميع.. كيف لا؟ وقد مر عام حتى الآن دون أن يتم تنظيم أي بطولة محلية للاعبينا والاكتفاء بالتركيز على السفريات الخارجية من خلال بطولات ودية كان الهدف منها هو الضغط على الأمين العام وتهميشه من مصاحبة كل تلك المشاركات الخارجية وتحويل تلك السفريات المتناوبة كمحاولة منه لاستمالة تأييد أعضاء الاتحاد للوقوف بجواره قبل إصدار هذا القرار. كل تلك التساؤلات مرت في لحظة بمخيلتي, التي أعياها التفكير والتحليل مع سطوع عبارة لم أرغب بظهورها كسبب لما يحدث "بالفعل.. إنه من تهامة"!!. ماتش: 25/5/2013