مرة بعد الأخرى يتأكد للجميع ان الاحتراف الأوروبي، هو الطريق الاسرع لايصال المنتخبات الآسيوية الى العالمية، مع الاخذ في الاعتبار ان الدوريات المحلية لا يمكن ان تكون سوى محطة لايصال لاعبي البلد الى المجتمع الاوروبي، الذي يعتبر بمثابة المصنع المناسب لصقل امكانات اللاعبين وتقديمهم مع منتخباتهم بصورة تختلف في المضمون العام عن الحالة التي يكونون عليها قبل الانطلاق الى الاحتراف!. في مونديال الاندية هذه الايام الذي يستضيفه نادي هيروشيما بطل الدوري الياباني في نسخته الاخيرة التي انتهت قبل ايام قليلة، يظهر الواقع الحقيقي الذي تعيشه الكرة اليابانية مع انديتها، والفارق الكبير الذي أضحى عليه المنتخب الياباني الأول الذي يفترض ان يكون قد حجز لنفسه مقعدا في مونديال البرازيل. في الاول من ديسمبر الحالي توج هيروشيما بلقب النسخة الاخيرة من الدوري الياباني بعد فوزه على نادي فيسيل كوبي بهدف نظيف وفي التاسع من ديسمبر جاءت خسارته امام النادي الاهلي المصري بهدفين مقابل هدف، في مباراة كان يمكن ان يضيف خلالها الفريق المصري المزيد من الاهداف لولا اصابة احد ركائزه الاساسية حسام غالي. تلك النتيجة والمستوى المتواضع الذي ظهر عليه الفريق الياباني ذهبت الى التأكيد على ان الاحتراف الاوروبي للاعبين اليابانيين هو ما اسهم في تقديم منتخبهم بصورة مختلفة عن المنتخبات الآسيوية، وعكس مفهوم سابق كان يذهب الى اعتبار ان الدوري الياباني هو المصنع الرسمي لمنتخب الساموراي!. ويكفي ان اشير الى ان التشكيلة التي فازت مؤخرا على المنتخب العماني في تصفيات المونديال ضمت 8 لاعبين يشاركون في الدوري الالماني، حتى اذكر لمجرد التذكير ان الدوريات الاوروبية هي المتنفس الوحيد للاعبين الآسيويين اذا ما أرادوا اللحاق بالكرة اليابانية والتفكير في تحقيق امجاد جديدة لمنتخباتهم بعد الخروج من الدائرة المحبطة للاحتراف الوهمي على مستوى الكرة الآسيوية. في ذات المونديال الذي كشف حقيقة الدوري الياباني، ظهر الفريق الكوري الجنوبي اولسان بطل القارة الصفراء مترنحا وهو يواجه نادي مونتيري المكسيكي، بعد ان تلقت شباكه مع الرأفة الاهداف الثلاثة، وهي النتيجة التي عكست الواقع الحقيقي الذي تعيشه الكرة الآسيوية، هذا اذا ما ذكرنا فقط ان النادي الكوري الجنوبي كان بمثابة البعبع الثقيل وهو يواجه الاندية الخليجية، بعد ان استعرض في التسجيل في شباك الهلال والاهلي السعوديين!. تلك الحقائق وما اكثرها يفترض ان تدعونا للتراجع عن قناعات سابقة، وعدم اهدار المزيد من اموال لتطوير منتخبات، هنالك من الطرق ما هو الاقصر والاوفر لايصالها الى سباق العالمية!!. [email protected]