قرأت خبراً صحفياً الأسبوع الماضي عن زيارة الأخ معمر الإرياني وزير الشباب والرياضة إلى منشأة بسيطة يمكن تسميتها «مدرسة مصغرة» لتعليم أبجديات كرة القدم في العاصمة صنعاء ويطلق عليها أصحابها «أكاديمية» وهي عبارة عن مشروع استثماري بسيط يهدف للربح وهذا ليس عيباً ولكنه مازال غريباً على بلادنا رغم إمكانية الاستثمار فيه بالصورة التي تجعل منه مشروعاً ناجحاً ليفيد أصحابه مادياً وتفيد منه الكرة اليمنية بتقديم المواهب التي تصلح أن تكون خامة طيبة للمنتخبات الوطنية وللفرق والأندية الباحثة عن اللاعب الجاهز وفق عقود مالية ونظام احترافي محدد. زيارة الوزير الإرياني كانت بادرة إيجابية هدف منها الاطلاع على تجربة جديدة وخاصة تستحق التشجيع والمساندة وتصحيح المسار وحث القائمين عليها على توفير كافة متطلبات مثل هذه المدارس وإدارتها بعقلية رياضية احترافية واستثمارية , خصوصاً وأن الوزارة كانت تفكر بإنشاء مدرسة خاصة لتعليم كرة القدم وفق أُسس ومعايير أعلى بكثير من هذه المنشأة الخاصة, باعتبارها أقل بكثير في صورتها الحالية من أن توصف بالمدرسة الكروية حتى وإن تواجد فيها رياضيون معروفون على الساحة الكروية اليمنية مثل الكابتن القدير سالم عبدالرحمن وابن أخيه اللاعب الدولي المعتزل هاني عبدالرحمن وغيرهما. وكي ينطبق عليها لفظ «اكاديمية» يتوجب أن تكون منشآتها أشبه بمنشآت أكاديمية اسباير في دولة قطر وهذا أمر مستحيل في وضعنا الحالي , أو على الأقل أن تضم المنشآت والملاعب وصالات التدريب والمسابح وحمامات السونا ( البخار ) والمطاعم والسكن الداخلي للاعبين والمشرفين والمدربين والمكتبة الرياضية والإعلامية وصالات الاجتماعات والمحاضرات ووسائل النقل , ويكون لها فنيون وخبراء في مجال التدريب الرياضي وصناعة المواهب والكشف عنها , ومدرسة خاصة بالتعليم النظامي بكل مكوناتها وطاقمها التدريس. وجود مثل هذه المنشأة الاستثمارية أمر جيد دون أن يطلق عليها «أكاديمية» حتى لاتبيع الوهم للناس , وأتوقع من القائمين عليها تقديمها بصورة أفضل والتوسع بالعمل وجلب المزيد من الاستثمارات وتوفير متطلبات النجاح لتشجيع الآباء على الدفع بأبنائهم الموهوبين إلى هذه المدرسة مقابل أجر مالي مناسب , وأعتقد أن هناك فرصة كبيرة للاستثمار الخاص في مثل هذا المجال وتنظيمها بالصورة التي تعود بالنفع على القائمين عليها وعلى الكرة اليمنية مع وجود تشريعات وجهات مختصة للإشراف والرقابة وتنظيم العمل والعلاقة بينها وبين الأندية.