مما لاشك فيه ان حديث جميع الصحف العالمية والاسبانية خصوصاً في الاونة الاخيرة تتلخص حول موضوع واحد وهو كيف تخلى ريال مدريد على صانع العابه مسعود أوزيل بهذه الطريقة ؟ وكان"عازف الليل" مسعود أوزيل قد انتقل الى ريال مدريد صيف 2010 من فيردر بريمن الالماني بعد تألقه مع منتخب بلاده المانيا في كأس العالم 2010 وصنع لنفسه اسما كبيرا جعل المدرب جوزيه مورينيو يطالب به في الفريق الملكي، وبالفعل نجح أوزيل في صنع اسم كبير له في المرينغي حيث تمكن من تحقيق العديد من الالقاب مع الفريق بالاضافة الى تسجيله 30 هدفاً وتسببه ب87 هدفاً لصالح الملكي في السنوات الثلاث التي قضاها مع الفريق . وأتى صيف 2012 ومحور الانتقالات كان رغبة ريال مدريد بالتعاقد مع القطار الويلزي غاريث بايل على اثر وعد قدمه رئيس النادي فلورنتينو بيريز للجماهير المدريدية عقب تجديد ولاية جديدة في رئاسة النادي، تزامنت مع رحيل المدرب جوزيه مورينيو والمجيء بالمدرب الايطالي كارلو انشيلوتي الذي طلب من أوزيل تغيير مركزه في الملعب واللعب على الجهة اليمنى بالاضافة الى واجبات دفاعية اكثر ، فيما لم يبد الريال نيّة واضحة في تجديد عقد الالماني بعد انتهاء موسم 2012 مما سرّع في رحيل عازف الليل والانتقال الى ارسنال الانكليزي . وهذا الانتقال عزز وضع ارسنال في انكلترا و اوروبا حيث بات "الغنرز" قوة كبيرة محلياً واوروبياً وهو يتصدر البريمرليغ حاليا بالاضافة الى تصدره مجموعته الحديدية في دوري الابطال امام نابولي ، دورتموند ومرسيليا. وتمكن أوزيل من نقل ارسنال الى مستوى المنافسة بعد ان نجح في اول مباراة له في الدوري امام سندرلند بتمرير 3 كرات حاسمة تحولّت الى اهداف ولكن الضربة الكبيرة كانت امام نابولي الايطالي في دوري الابطال بعد ان نجح في "تدمير" الفريق الايطالي بنفسه وفي 15 دقيقة فقط بعد ان سجل هدفاً ولا أروع وصنع هدفا للمهاجم الفرنسي جيرو بعد ان مرر الكرة بين اربعة مدافعين . هذه الحقائق والتألق الذي يعيشه أوزيل جعلت الصحافة العالمية والاسبانية خصوصاً تتناول الخطأ الكبير الذي اقدم عليه ريال مدريد بعد بيعه ثاني افضل لاعب لديه بعد الدون كريستيانو رونالدو مؤكدين ان خسارة اوزيل هي خسارة كبيرة ليس فقط للريال بل الى الليغا الاسبانية ايضاً واضافة كبيرة لارسنال والبريمرليغ . وما زاد في الطين بلة، عدم قدرة ريال مدريد على اثبات نفسه في الليغا، وهو لم يستف مطلقاً من الانطلاقة المتذبذبة التي شهدها برشلونة (ولو انه فاز في جميع مبارياته، الا ان عروضه كانت متفاوتة)، وظهر الضعف الكبير في خط الوسط الذي كان اوزيل يتقن دوره فيه بحيث يمول الكرات لخط الهجوم ويساعدهم عند الحاجة، فكان يقلق مدافعي الفريق الخصم ويعطي الدفع اللازم للمهاجمين ليقوموا بدورهم عبر ايصال الكرة اليهم بأفضل طريقة ممكنة. من سيتمكن من ملء الفراغ الذي تركه اوزيل في الريال؟ الايام القليلة المقبلة ستعطينا الاجابة الدقيقة، ومعرفة ما اذا كان الريال قد ارتكب "غلطة العمر" ام انه سيتجاوز الامر.