عقدت مساء الاربعاء بقاعة مركز بن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع وضمن أنشطته الأسبوعية حلقة نقاشية بعنوان ( الهبة الحضرمية المسؤولية والدور المجتمعي ) , بمشاركة نخبة من العلماء والوجهاء والأعيان و الساسة و من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب. وفي الجلسة التي أدارها الأستاذ محمد بن حسن السقاف رئيس المركز تمت فيها مناقشة جملة من المحاور حول الهبة الحضرمية الشعبية التي أتت تلبية لمخرجات مؤتمر حلف قبائل حضرموت المنعقد بوادي نحب بغيل بن يمين مطلع الأسبوع الماضي وبحضور أكثر من عشرين ألف شخص من قبائل وعشائر حضرموت الساحل والوادي والصحراء والذي أقيم على خلفية مقتل مقدم طائلة الحموم الشيخ سعد بن حبريش من قبل قوات الجيش المتمركزة في أحد مداخل مدينة سيؤون مطلع الشهر الجاري. حيث تحدث العديد من الحاضرين الذين اقتضت بهم قاعة المركز في هذه الخطوة الحضرمية غير المسبوقة وكان من أبرز المتحدثين الشيخ عبدالرحمن باعباد الداعية المعروف والذي كان له حضوره بارز خلال هذه الأحداث حيث أكد في حديثه على أن الأمر كبير والقضية خرجت عن مجرد أشخاص الى كونها قضية وطن وشعب بكامله مبينا في سياق حديثه الى ما تخفيه الأيام القادمة من مجريات قد يستثمرها المرتبصون بحضرموت لجرها نحو الدمار والحرب داعيا الجميع وبكل حرص الى أخذ الحيطة والحذر واليقظة لكل ما يحدث ويدور مشددا في الوقت نفسه الى ضرورة إستخدام الوسائل المشروعة والنبيلة, إذا اقتضى الأمر ذلك, كما لفت نظر الحاضرين الى أهمية التضرع والالتجاء الى الله لرفع هذه المصائب ورد كيد الكائدين ودعاهم الى المزيد من الأعمال الصالحة كالصدقة وقيام الليل والتهجد وطلب دعاء الاولياء والصلحاء والخيرين من كبار السن وغيرهم, فيما أكد فضيلة السيد حسين بن سقاف السقاف على أهمية مراجعة التاريخ القريب والبعيد و أهمية استخلاص العبر التي تتناسب مع واقعنا وتعالج قضايانا الراهنة للدفاع عن حقوقنا وأن لا تكون هبتنا ذريعة للتكرار الظلم علينا, كما يجب الحذر من أن يكون دفاعنا عن الظلم بظلم الأخرين, ثم تحدث الشيخ عبدالله صالح الكثيري الى ضرورة توحيد الصف ونبذ التفرقة والالتفاف الى كل ما يخدم وحدة أبناء حضرموت وعدم الإنجرار الى دعاة التخريب والفتن وأخذ الحذر والانتباه لجميع المجريات خصوصا في الأيام الصعبة القادمة, كما تحدث السيد علي بن أنيس الكاف الى أهمية الحفاظ على الهوية الحضرمية وأنها هي المصدر الحقيقي لثروة حضرموت كما هو ظاهر في ما أنتجته هذه الثروة من رجال أسسوا دول وأنظمة و مدننا في بقاع عديدة, كما أشار عدد من الحضور الى تاريخ الحضارمة في المعاهدات والتحالفات ووقوفهم تجاه جميع الماكرين بها وصد الأعداء عنها. وقد إستنكر الحاضرون جميعا جميع الأحداث التي وقعت بمدينة سيؤون من تخريب و إعتداء على الممتلكات الخاصة بالمواطنين البسطاء منددين بالجهات الداعية إلى هذه العصيانات التي تسيئ إلى سمعة حضرموت وأهلها الكف عن ذلك, كما دعاء جميع الحضور السلطات الأمنية الى ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة لتأخذ مجراها. وفي نهاية الجلسة تم الإتفاق على إصدار بيان عام لعموم أبناء حضرموت ولكل من يهمه أمرها يوضح ما تم مناقشه في هذا اللقاء الموسع ورفعه الى الجهات المعنية و المهتمة كمبادرة مجتمعية شعبية للأخذ بها بعين الإعتبار, نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم ( بيان عام ) الحمد لله القائل : و لا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم من البينات و أولك لهم عذاب عظيم آل عمران 105 , والصلاة والسلام على خيرة خلقة الذي أوصانا وعلمنا بقوله: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, و أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. فانه لما تشهده حضرموت من فلتان أمني واضطراب, استمرئ معه ارتكاب الجريمة في وضح النهار, وأنه تحسباً لما قد يستجد من أحداث على تبعات مقتل المقدم الشيخ: سعد بن أحمد بن حبريش ورفاقه رحمه الله , وما نتج من تضامن و التفاف لعموم أبناء حضرموت الذي توج في مؤتمر نحب المنعقد بتاريخ 7 صفر 1434ه الموافق 10 ديسمبر 2013م, وتضامن منا مع المؤتمر ومخرجاته ,فقد عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون اجتماع واسع ضم نخبة من العلماء و الوجهاء والأعيان والخطباء وأئمة المساجد و من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني لتدارس الواقع وما يتوجب فعله مع ما يتحسب له من مستجدات و أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لإنجاح الهبّة الحضرمية الشاملة التي أيدتها كافة أطياف وشرائح المجتمع الحضرمي. وعليه تقرر إصدار البيان العام التالي: . التأييد الداعم لبيان مؤتمر نحب, والمطالبة بتنفيذ كافة بنوده, وتعتبر بنوده جزء من هذا البيان. . إدانة الأعمال الغير مسؤولة التي حدثت مؤخراً من قبل بعض المراهقين في مدينة سيؤون, من حرق لبعض المحلات وإشعال الإطارات والإضرار بالبعض, وكل الأعمال المماثلة التي لا تتفق مع القيم الاسلامية وأخلاق أبناء حضرموت وموروثهم التليد. . منح الجهات وعموم الأطراف المعنية الفرصة الكافية والتسهيلات الكاملة المشروطة, لترجمة قرارات ونصوص الاتفاقيات و التعهدات إلى واقع ملموس بأسرع مايمكن. . كما أكد الجميع على أهمية أمانة الحفاظ على حقوق عموم أبناء حضرموت و من بينهم وسمعة حضرموت العطرة وتاريخها العريق, بكافة السبل والوسائل النبيلة, بعيدا عن العنف وعدم انتهكاك حقوق الأخرين وإنسانيتهم بأي حال, . . تشكيل لجنة للتنسيق مع عقال الأحياء والجهات المعنية في عموم المديرية لتفعيل دورهم في حراسات الأحياء والطرق والأسواق والمرافق العامة والخدمية, والاستفادة من التجارب والجهود السابقة المشكورة في ذلك, كل في نطاقه السكني. . يهيب الجميع بكافة أفراد المجتمع كمجتمع القيام بواجبهم الديني والوطني والإنساني واستشعار المسؤولية الكبرى, وإدراك معنى وأبعاد أن ( قيمة المرء بما قدم وأنجز للمجتمع ). . يشكر المجتمعون كافة العلماء والخطباء وأئمة المساجد والوجهاء والأعيان و ممثلي الكيانات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ممن حضروا وممن ساهم في إنجاح هذا التجمع, وممن تفاعل مع الهبة الحضرمية و التزم بما يحقق مضمون في هذا البيان, خدمة للصالح العام. نسأل الله أن يوفق الجميع في خدمة وحفظ بلادنا المباركة, وأن يجنبنا كل مكروه, والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد ,,, صادر عن مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون 15 صفر 1435 ه الموافق 18ديسمبر 2013م