ستنطلق النسخة الثانية والعشرون من بطولة قطر إكسون موبيل الدولية للتنس في30 الحالي وتستمر حتى 4 الشهر القادم في ظلِّ مشاركةِ كوكبةٍ من نجومِ الساحرةِ الصفراء يتقدمهم المصنفُ الأول عالمياً الماتادور الإسباني رافاييل نادال الذي يطمح لاستهلال موسمه بقوة وبالتالي تكرار إنجازات عام 2013 حيث تمكن من الظفرِ بعشرةِ ألقابٍ من بينها لقبين في بطولات الغراند سلام؛ في رولان غاروس الفرنسية وأميركا المفتوحة. يعود نادال إلى البطولة القطرية التي تعدّ الأقوى والأرفع ضمن سلسلة بطولات ال 250 نقطة خصوصاً لجهة الجوائز المالية، يعود وهو يمني النفس بتحقيق لقبه الأول في الدوحة بعدما استعصت عليه أسوار مجمع خليفة الدولي لسنوات وسنوات خرج على إثرها خالي الوفاض. محطة الدوحة بالنسبة للماتادور الإسباني تكتسي أهمية تتخطى حدود قطر إذ تعدّ مشاركته بمثابة فرصة يعبد من خلالها طريقه بنجاح نحو ملبورن ويتأهب لكسر احتكار وهيمنة نوفاك جوكوفيتش حيث تقام أولى البطولات الأربع الكبرى التي يعود فوزه بلقبها لعام 2009. مسيرة رافا لن تكون مفروشة بالورود في ظلِّ مشاركةِ قلب الأسد البريطاني آندي موراي الذي يحل على ساحات الوغى بعد غياب طويل بسبب خضوعه لعملية جراحية في أسفل الظهر. حامل لقب بطولة ويمبلدون والرياضي الأكثر توهجاً وتكريماً في بريطانيا لن يقبل إلا أن تكون انطلاقته في الدوحة مميزة وعلى قدر طموحاته وهو بالتأكيد سيستعيد ذاكرة الانتصارات خصوصاً أنه فاز بلقب البطولة عامي 2008 و2009. ما تقدم يمثل عيّنةً بسيطة على حماوةِ المواجهات لكن الأمر لن يقتصر على رافا وموراي ذلك أن الإسباني الآخر دافيد فيرير المصنف الثالث عالمياً لن يكون لُقمةً سائغة بالرغم من أن الأراضي الصلبة ليست المفضلة لديه إلا أنه سيعول على لياقته البدنية وروحه القتالية في محاولة منه للذهاب بعيداً في البطولة. رقم آخر صعب في معادلة هذا العام يتمثل بمشاركة العملاق التشيكي توماس بيرديتش للمرة الأولى في الدوحة وهو سيكون في كامل جاهزيته ولن يألو جهداً في محاولة عرقلة الكبار وانتزاع اللقب تماماً كما سيفعل حامل اللقب الفرنسي ريشار غاسكيه ومواطنه غايل مونفيس وصيف بطولتي 2006 و2012. كتيبة أخرى من الأسماء الرنانة ستحاول التألق في سماء الدوحة يتقدمهم الروسي نيكالاي دافيدينكو بطل عام 2010 ووصيف عامي 2011 و2013 إلى جانب كل من العملاق الكرواتي إيفو كارلوفيتش والألماني فيليب كولشرايبر والإسباني فرناندو فرداسكو. أما الغائب الأكبر عن البطولة فسيكون السويسري روجر فيدرر اللاعب الأكثر تتويجاً في الدوحة برصيد ثلاثة ألقاب إضافة إلى الصربي المصنف ثانياً عالمياً نوفاك جوكوفيتش والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو. تتعدد الأسماء والوجوه وتختلف الطموحات بين لاعب وآخر لكن الثابت الأكيد أن البطولة القطرية استطاعت مرة أخرى تأكيد علو كعبها وجذب عمالقة الكرة الصفراء…ها قد مضى اثنان وعشرون عاماً على فوز الأسطورة الألمانية بوريس بيكر بالنسخة الأولى ولم تتبدل الحال فمجمع خليفة الدولي ما زال قبلة لعشاق التنس ومرتعاً خصباً لأقوى الملاحم الرياضية.