الزياره التي قامت بها البعثة الرياضية لناديي شعب واتحاد إب للرئيس السابق في منزله وتكريمه لهم اخذت ابعاداً متعددة وردود افعال متباينة واصداء صاخبة وتغطية غير مسبوقة حتى طغت اخبار الزيارة على اخبار المشهد السياسي اليمني الملتهب واصبحت وامست وصارت الشغل الشاغل للناس وحديث الركبان والرجال والنسوان والبنات والغلمان في ليالي رمضان. حيثما يممت وجهك تصطدم اذناك بكلام في ذلك الشأن وآراء عن ذلك الحدث في وسائل المواصلات العامة والمكاتب والمساجد والمقاهي والمقايل في كل وسائل الاعلام التقليدية وفي الفيس بوك واليوتيوب والتويتر آراء ومقالات ورسائل ودردشات وصور وحكايات عن نفس الواقعة اغلبها تهاجم وتجرم وتدين تلك الخطوة بحماس اعاد الى الذاكرة الهجوم الذي تعرض له السادات بعد زيارته للقدس. كشخص عرف باهتمامه بالشأن الرياضي وانتمائه الى المحافظة الخضراء تلقيت سيلاً جارفاً من الاتصالات الهاتفية ورسائل ال s.m.s حول الموضوع. أما عندما افتح الفيسبوك فلا اجد الوقت أو الفرصة لقراءة أو كتابة شيء نظراً لانشغالي بقراءة والرد على الكم الهائل من رسائل الاصدقاء المتنوعة بين التشفي والمساندة – الشماتة والمواساة – الحسرة والشفقة وحتى المعزية بالمصاب الجلل الذي تعرضت له الكرة (الإبية) والذي طغى على انجازاتها وحول اعراسها الى مآتم وافراحها الى اتراح ونهارها المشرق الى ليل بهيم. ولأن الحديث عن كل ردود الفعل والرسائل التي وصلتني حول الموضوع يحتاج الى وقت طوييييل وخزانات من الحبر واكوام من الورق فسيقتصر حديثنا هذا على ما جاء في رساله واحدة بعث بها صديق عزيز قال فيها: بالله عليك وضح لي هذا الأمر واجبني عن هذا السؤال: ما الذي دفع اندية إب الى زيارة منزل الرئيس (السابق) والتمسح بعتباته وتقديم الدرع كهدية لصالح؟ قلت مستعيناً بالله اصلاً الجماعة: - اخذوا بطولات في عهد الجمهورية العربية اليمنية ولا احد عبرهم انتظروا طويلاً عسى ولعل الفرصة تواتيهم للقاء (الزعيم) لتكريمهم كما كان يعمل مع اندية اهلي ووحدة صنعاء عندما كانا يحرزن اية بطولة.. لكن كان الحُجاب يقفون حجر عثرة امام تحقيق هذا الامر ويرددون على مسامع الابطال مالكم ياجن الفندم مشغول الى فوق الراس ومش فاضي لكم انتم اتوكلوا على الله وسافروا وعندما تسنح الفرصة سنتواصل معكم. وهيييييه كانوا يغادرون صنعاء ولسان حالهم يردد اغنية علي الآنسي “خطيت من باب دارك ادعي ولا احد يجبني”.. ومرت السنون والاعوام ولا سنحت الفرصة – ثم اخذوا بطولات اخرى في عهد الجمهورية اليمنية وانتظروا تغييراً في الموقف وصبروا على امل ان تكون عاقبة صبرهم خيراً وبركة وان يحظوا بنفس الاهتمام والرعاية الكريمة التي اولاها (الزعيم) لاندية البطولات كالتلال والاهلي والوحدة صنعاء.. لكن الحُجاب انفسهم وقفوا لنجوم إب بالمرصاد واوصدوا امامهم كل الابواب وقالوا لهم “إنا انتم مجانين او كيف”؟ ليش ما تقدروا الظروف وتضعوا باعتباركم ان مهام الفندم صارت اكثر من ذي قبل والأعباء التي على كاهله أضعاف اضعاف ما كانت عليه في السابق؟ وانتم (حاوشين) بانفسكم اتوكلوا على الله ولو في فرصة بيننا التلفون فعاد ابطال إب يجرون اذيال الخيبه مرةً اخرى. وبقى هذا الامر (لقاء الزعيم ) يحز في نفوس نجوم إب وتحدياً لابد من الفوز به فجرت في النهر مياهاً كثيرة وشهدت البلد احداثاً عاصفة وخرج (الزعيم) من الحكم واصبح وقته يسمح بمثل هذا النوع من المجاملات ففتح الله عليهم (اصحاب إب) ببطولة جديدة فوجدوا ان الفرصة اصبحت سانحة لتحقيق حلم ظل يراودهم ربع قرن من الزمن وعجزوا عن تحقيقه رغم تحقيقهم للكثير من البطولات. التقت تلك الرغبه لنجوم الرياضة الإبية مع رغبة عائلة وحاشية واعلام واطباء (الزعيم) واعتبروا مثل هذا اللقاء مفيداً سيرفع معنويات الرجل ويجعله يشعر بالارتياح كونه سيعود مرة اخرى الى بؤرة الاهتمام الاعلامي صحيح ان الامر سيكون مكلفاً نوعاً ما لكن الاستغلال السياسي والاعلامي للموضوع يستحق التضحية. ما اثار دهشة نجوم إب اكثر واشعرهم بالحرج والرثاء والشفقة هو انهم وجدوا ان من كانوا يصدونهم ويردونهم كل مرة يحاولون فيها مقابلة (الزعيم) هم انفسهم من يطرحون لهم الآن جيهان الله ويترجونهم لقبول الدعوة وزيارة (الزعيم) في منزله الخاص ويحلفون عليهم بالحرام والطلاق ما يعملون خطوة إلا بعدما يتشرف الزعيم بالسلام عليهم وتهنئتهم واخذ الصور التذكارية معهم والتعرف عليهم فرداً فردا ويقدم لهم واجب الضيافة (يذبح ويقدح) ويكرم وفادتهم. فرضخوا للامر الواقع تحت الضغط الشديد والحرج الكبير والحلم القديم والحياء والخجل والرحمة والشفقة فساروا بخطى متثاقلة الى قصر (الزعيم) فاسقبلهم بحفاوة بالغة وفرحة غامرة مردداً على مسامعهم يا مرحبا يامسهلا فوق العين وفوق الراس حيا الله بابطال اليمن وابطال إب البطلة – ارحبوا على الحاصل واعذرونا على اي تقصير – واتعشوا ويهنأ. بعد العشاء تنادى نجوم إب للمغادره ففك (الزعيم) الشفرة بذكائه المعهود وقام يحلف ايماناً مغلظة ما يدوا خطوة الا بعدما ياخذوا واجب الضيافة العربية لمدة 3ايام ويؤكد لهم انه مسرور جداً بحضورهم ومستأنس بهم وان وجودهم معه بدد وحشته وخفف آلامه. لكنهم كانوا كالعادة على عجلة من امرهم فقال ارشدهم اعذرنا يافندم كنا نتمنى ان نلبي طلبك ونبقى في ضيافتك لكن انت تعرف اننا مشغولون الى فوق الراس (يا سبحان الله صاروا هم المشغولين وهو الفاضي هذه المرة) فودعهم وتأثير الفراق واضح على صو ته وملامحه وكعادته المتبعة دس في جيوبهم (زائد ناقص) حاولوا الرفض تقديراً للظروف لكنه حلف واقسم بالله ما يرجع قرش. واختتم حديثه بالقول: إن شاء الله تشدوا حيلكم وتأخذوا الكأس ونلتقي مرة اخرى في فرحة جديدة ونحتفل معكم بإنجاز جديد.