تابع الشارع الكروي اليمني باستغراب شديد ذلك الحنق أو لنقل الحرص غير المبرر الذي أظهره أو تظاهر به مدرب الهلال السعودي سامي الجابر، وهو يسارع لإصدار بيان طويل عريض قصد به الاحتجاج على عبارة «سامي الجابر أبو يمن»، وردت في برنامج رياضي بثته قناة العربية على لسان مراهق هلالي غاضب من فريقه – لاعبين ومدرب وإدارة – وهم يفشلون أمام ناظريه في تحقيق طموحه أو غروره كنموذج لأنصار الزعيم الطامعين في السيادة كروياً على ملاعب المملكة. وينبع استغراب اليمني ليس من غيرة المدرب على اسمه وجنسيته – السعودية – فذلك حق له خصوصاً إذا تعرض للانتقاص أو النظرة الدونية، ولكن كل الاستغراب من حرصه الشديد على تبرؤه من الجذور اليمنية!، وكأنه يريد القول: «أنا لست عربياً» ويفهم من ذلك عدم اعترافه بقول الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- «من كان أصله ليس من اليمن فإنه ليس بعربي». ويقابل الرد المتشنج للجابر، أو كما ورد لقبه في تناولات إعلامية سعودية سابقة «سامي القابر»، رد يمني ساخر يقول: «ربما لو كان المشجع قال في عبارته التهكمية تلك «سامي الجابر أوروبي»، بدلاً من «أبو يمن» لمثّل القول مصدر فخر للمدرب حديث العهد بمهنة الدهاء، ولكل من يتشدد له، ويعوم على عومه في نفي الجذور اليمنية، مع أن الأوروبي غير سعودي، وقد يكون على ملة الكفر والعياذ بالله. ومثلما ينقسم الشارع الكروي اليمني في تعصبه لريال مدريد وبرشلونة وغيرها من الأندية العالمية، فإن حاله هو التنوع في العشق – رياضياً – بين اتحادي وهلالي ونصراوي، والأخير يحظى – حسب علمي- بقاعدة جماهيرية هي الأكبر في اليمن من باقي الفرق السعودية لسببين؛ الأول تاريخه الناصع كروياً كنادي بطولات، والثاني ما يعرف عن مكانة اليمن المحترمة والمبجلة في هذا النادي «العالمي». ومهما كانت التباينات أو الصراعات الإعلامية – رياضياً– في المملكة يبقى الزج باسم اليمن في معمعة سعودية خالصة، أو ربما هلالية خاصة فعل مرفوض يمنياً ونرفض أن يحنق لأجله الجابر أو يرد عليه أو حتى يزعل منه، ونعتقد أن ربطه باليمن يعتبر قمة الفخر له ولكل عربي يفتخر بأصله، كما أننا لا نقبل أن يقحم اسم بلادنا في موضوع شخصي، ثم ماذا يساوي – سامي الجابر أو حتى ألف أو مليون سامي- أمام اسم وتاريخ ومكانة اليمن حتى يحنق؟! لأن أحدهم ربط اسمه باليمن، إذا كان ذلك فنحن من نرفضه يمنياً، بل ولا تشرفنا يمنيته وفق كثيرين. في الأخير أود القول: إننا نحن من يحق لنا أن نطالب من هنا إدارة نادي الهلال؛ باعتبارها معنية بالجمهور والمدرب المتنصل من أصله اليمني، وقبله قناة العربية بالاعتذار لليمن؛ لأن اليمن تظل أكبر وأكبر وأكبر من أي اسم!! نقلا عن صحيفة الجمهورية