بعد عناء طويل وبحث ووساطات من العيار الثقيل، حصلت على نسخة مما يسمى مجازاً بمشروع قانون الرياضة اليمني، وقد اكتشفت أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء والتعب والبحث، فما يجري التحضير لإحالته للحكومة لدراسته ومن ثم إحالته للبرلمان لمناقشته وإصداره تحت مسمى قانون الرياضة اليمني عبارة عن مواد تم تجميعها من بعض القوانين واللوائح العربية، وبصورة لا تنم عن احترافية ومهنية الذين قاموا بجمعها. فمن يطلع على هذا المسخ الذي يسمى مشروع قانون الرياضة سيرثى لحالة من قاموا بإعداده وضحكوا على وزير الشباب والرياضة بقولهم إن هذا المشروع يحاكي أحدث القوانين الدولية والعربية، فما وجدته أمامي ليس سوى مهزلة يجب إيقافها فوراً، وتكليف لجنة من خبراء القانون والرياضة والاستثمار لإعداد قانون قوي ولوائح تنظيمية حديثة تضع حجر أساس صلبة للرياضة اليمنية، ومن ثم إقامة ورش عمل يشارك فيها نخبة من الرياضيين السابقين والحاليين والإعلاميين الرياضيين، وكذا المختصين في الشأن الرياضي، لمناقشة المشروع وإثرائه لإخراج قانون يليق بالرياضة اليمنية ويكون بمثابة التعويض للرياضيين اليمنيين الذين انتظروا سنوات طويلة صدور قانون ينصفهم. أعتقد أن على وزارة الشباب والرياضة أن تعيد النظر في هذا المشروع، والانتظار قليلاً حتى الانتهاء من صياغة الدستور الجديد الذي ربما يأتي بمواد تنصف الرياضة اليمنية، كما يجب على الوزارة مراجعة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، علَّها تجد فيها بعض المخرجات المتعلقة بالرياضة حتى لا يتم نسف هذا القانون قبل أن يولد، ففي مخرجات مؤتمر الحوار مواد تدعو إلى إنشاء مجلس أعلى للشباب، وفصل الشباب عن الرياضة، وهذه أول نقطة ستواجه قانونكم وتقضي عليه قبل أن يولد، إضافة إلى أن هذا القانون هزيل في كافة أبوابه وفصوله.. فمثلاً باب الاستثمار الرياضي احتوى على مادتين هزيلتين ستجعل المستثمر يهرب من الاستثمار في الرياضة، لأن هاتين المادتين لن يفهمها إلا من أعد هذا المشروع، كما أن باب الحقوق والواجبات في المشروع عبارة عن لغز، أقترح على الوزارة تقديم جائزة لمن يحله. الرياضة اليمنية بحاجة إلى قانون عصري يواكب التطورات الهائلة في الرياضة العالمية، ويضع الرياضة اليمنية في الطريق الصحيح لتنطلق انطلاقة حقيقية وصحيحة صوب المستقبل، بعيداً عن المماحكات الشخصية والحزبية التي نراها حالياً وتسيطر على أمور الرياضة، وجعلت رياضتنا تتدهور وتتخلف عن مثيلاتها في العالم، إلى درجة أن تصنيفنا الكروي وصل إلى أدنى درجات السلم، كما أن الرياضي اليمني يعاني البؤس والحرمان ويمارس الرياضة في أجواء تعيسة، رغم امتلاكه للموهبة التي قلَّما تجدها عند غيره من الرياضيين في دول الجوار، بل والمنطقة العربية، ويمكن أن يكون له شأن عالمي لو توفرت له سبل النجاح. لقد طالبت- ومعي كافة الرياضيين والإعلاميين- بضرورة أن يكون للرياضة قانون متميز، لكن ليس مسخاً لقانون لا يستطيع إدارة مطاعم السلتة الشعبية، ناهيك عن إدارة الشأن الرياضي في بلادنا.. فاتقوا الله في الرياضة والرياضيين.