طرحنا قبل نحو اسبوعين سؤالاً عمّا إذا كان برشلونة دخل مرحلة الإنهيار، بعد النتائج المتفاوتة هذا الموسم لاسيما في الدوري الإسباني لكرة القدم، والتي كان آخرها الخسارة يوم السبت أمام بلد الوليد بهدف دون رد. تلك الخسارة أدّت لابتعاد الفريق الكاتالوني بفارق أربع نقاط عن ريال مدريد المتصدر وتراجعه للمركز الثالث في الليغا. من الواضح أن "امبرطورية" برشلونة التي حصدت نحو واحد وعشرين لقباً محلياً وقارياً في السنوات العشر الأخيرة، بدأت تتداعى أو على الأقل باتت مهيئة لهذا الأمر مع نهاية الموسم الذي قد يكون كارثياً على عشاق الفريق. ومع تألق ريال مدريد هذا الموسم وجاره أتلتيكو، لم يعد هناك من لقب "مضمون" على الساحة المحلية، من هنا فإن مواجهة الكلاسيكو في الثالث والعشرين من هذا الشهر ومن ثم المباراة النهائية لكأس اسبانيا في السادس عشر من الشهر المقبل سترسمان بلا شك مستقبل برشلونة وربما بداية محطة جديدة في تاريخه. لم تتعود جماهير برشلونة في السنوات الأخيرة على خسارة الفريق بين فترة وأخرى، ويكفي القول أن البارشا لم يفز سوى خمس مرات في المباريات العشر الأخيرة التي جرت هذا العام، كما انه مني بخسارته الثانية في المباريات الثلاث الاخيرة، وهذا بالطبع أمر نادر حدوثه لبطل الدوري الإسباني. من الطبيعي ان الفريق مُقبل على مرحلة جديدة في الموسم المقبل حتى وإن تمكن من حصد لقب او اثنين، حيث ستشهد صفوفه غربلة كبيرة قد تؤدي لمغادرة أربعة أو خمسة لاعبين دفعة واحدة، لكن هذا الامر مرتبط أيضاً بمصير المدرب تاتا مارتينو على الرغم من ان عقد الأخير ينتهي عام 2015. كل تلك الأمور إضافة للغضب الجماهيري العارم عقب الخسارة الرابعة أمام بلد الوليد والذي تجلّى برمي المدافع جيرار بيكيه بقطعة معدنية، قد يختفي فجأة أو يستعر في لحظات. مما لا شك فيه أن دوري أبطال أوروبا بات هدفاُ للكثير من الأندية الأوروبية، حتى أن مجرد التأهل إلى منافساته دفع بعض الاندية ومنها توتنهام هوتسبير مثلاً لصرف أكثر من مئة مليون يورو هذا الموسم، فكيف الفوز بلقبه. من هنا قد يكون تتويج برشلونة باللقب الأوروبي هذا الموسم بمثابة "الملاذ" الأخير قبل أن ينتهي به المطاف لدخول مرحلة عرفتها الكثير من الاندية قبله ومنها ميلان ومانشستر يونايتد. لكن كل ذلك يتطلب تخطي مانشستر سيتي يوم الاربعاء في اياب الدور السادس عشر مع العلم أن مباراة الذهاب انتهت بفوزه بهدفين دون رد، ثم انتظار قرعة الدور ربع النهائي وهذا أمر بحد ذاته قد يشكل عائقاً أمام طموحات برشلونة اذا ما أوقعته القرعة بمواجهة بايرن ميوينيخ أو ريال مدريد على سبيل المثال. ربما تكون الأيام المقبلة هي الأصعب على برشلونة، واذا كانت جماهيره قد فقدت الأمل بإحراز لقب الدوري كما أظهر الاستطلاع الأخير لصحيفة سبورت الكاتالونية، فإن الإنتظار سبقى سيد الموقف.