قال المطرب الشعبي المصري شعبان عبدالرحيم إنه لا يعرف ما هو الحشد الشعبي الشيعي العراقي. وأنه وافق على تسجيل أغنية في منزله تمجد الحشد الشعبي الشيعي بعد قدوم مخرج سينمائي مصري وبرفقته مخرج عراقي، وقدم له المخرج العراقي كلمات الأغنية على أنها تمجد الجيش الوطني العراقي في حربه ضد داعش، وأعطى شعبان عشرة آلاف جنية مصري، وهو مبلغ صغير، خاصة وأن الإيرانيين على استعداد لزيادة ذلك المبلغ إلى مليون جنية مصري لتلك الأغنية إذا ساومهم المطرب شعبولا. وقد قامت جهات إيرانية من قبل بتقديم مليون دولار أمريكي للداعية المصري السلفي الدكتور محمود عبدالرازق الرضواني لكي يوقف برنامج (شيعة كسرى) الذي يعده ويقدمه، وقد رفض الدكتور الرضواني ذلك المبلغ، مع أن القناة التلفزيونية التي يقدم منها ذلك البرنامج مهددة بالإيقاف بسبب عدم دفع مستحقات الجهة المالكة للأقمار الصناعية التي تقوم بالبث.
قلنا إن العشرة آلاف جنية هي مبلغ صغير مقارنة مع ما يجنيه المطرب شعبان من حفل زواج واحد في حي شعبي في القاهرة، ومع أن البعض اعتبر كلام شعبولا تبريرا لا يمكن قبوله، إلا أن البعض الآخر أكد بأن شعبولا لا يتمتع بالمستوى الثقافي ولا المتابعة للأحداث اللذين يؤهلانه لمعرفة ما يدور في الساحة العربية والدولية، ولا يعرف فعلاً ما هو الحشد الشعبي الشيعي, ويرجح بأن شعبان قام بغناء تلك الأغنية اعتقادا منه بأنه يخدم تعزيز العلاقة الأخوية بين الشعبين المصري والعراقي!. ونحن نحسب بأن ذلك الكلام صحيح، ولكننا لا نوافق بأن يصبح شعبولا آية الله شعبان عبدالرحيم.
ونتذكر جيدا أنه عندما غنى شعبولا أغنيته المشهورة (أكره إسرائيل) تحرك بعض اليهود في دويلة العدو الإسرائيلي في الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة لرفع دعوى ضد شعبولا بتهمة معاداة السامية، فرد شعبان عليهم "سامية إيه دي!؟". وقد خجل بعض المثقفين اليهود من ذلك التصعيد الإسرائيلي العالمي ضد شعبولا بمستواه الفكري المعروف، ودعوا إلى تناسي أمر الدعوى القضائية التي يحركونها دائما للضغط والابتزاز ضد رجال السياسة والفن والأدب في العالم!.
في القضية الأخيرة لشعبان عبدالرحيم قام المخرج العراقي الشيعي بعمل مونتاج للأغنية وأدخل لقطات ومقاطع تصويرية للحشد الشعبي الشيعي وفئات شيعية أخرى، خاصة وأن المخرج الشيعي أحضر معه عند تسجيل الأغنية في منزل شعبان عبدالرحيم (جاكت عسكري) يخص الحشد الشعبي الشيعي، وقام بإلباسه للمطرب شعبولا، كل ذلك لاستمالة البسطاء المصريين المعجبين بالمطرب شعبولا لتأييد الحشد الشعبي واستدراجهم، ولا نعرف متى سوف يدفعون شعبولا للغناء لجماعة الحوثي والمخلوع ؟!.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم من خلالها استدراج فنان مصري عن طريق البعض المتعاطف مع الشيعة، خاصة وأن الكثير من اليسار بين العرب ينخدعون بالشعارات الثورية التي ترفعها الجمهورية الإيرانية ويتعاطفون مها بحماس كردة فعل لسقوط الأفكار الثورية والحرية والتقدم في العالم عامة والعالم العربي والإسلامي خاصة!، ومصر هي الواجهة للأفكار المقدمة إلى العالم العربي، لذلك تجد التركيز الشيعي عليها.
فقد قامت الفنانة المصرية وفاء الحكيم عن طريق السفارة الإيرانية في القاهرة بتوجيه دعوات للفنانين أحمد ماهر وأسامة عباس ومحمود الجندي وحنان شوقي لحضور فعالية بإيران، وقد تم ذلك، كما تم أيضا توجيه دعوى أخرى في العام الماضي لتكريم الفنانين أحمد بدير وفاروق الفيشاوي وفتوح أحمد، والأخير ممثل ورئيس المسرح الوطني ومثقف، قال بأنه تم خداعه، وقد تم فعلاً تقديمهم في عيد الغدير لدى الشيعة، مع أن الفنانين المصريين كانوا يعتقدون أن الموضوع هو في إطار الفن فقط، إلا أن الشيعة يستغلون كل ذلك بخبث.
إن الشيعة لا يهمهم أي شيء للوصول إلى أهداف يحددونها مسبقا، بل ويدفعون مبالغ كبيرة للفنانين والمثقفين، وقد وصلت ميزانية أحد الأفلام الإيرانية إلى خمسين مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير حتى في هوليود عاصمة السينما العالمية لإنتاج فلم واحد، وتستخدم إيران المخرج العالمي الإيراني الأصل (عباس كورستاني) للترويج لإيران والمذهب الشيعي في الغرب.
ويشاع بأن بعض الجهات الشيعية قد منعت المطرب العراقي كاظم الساهر من المشاركة في مهرجان الجنادرية للتراث الشعبي السعودي، وبسبب ذلك ثارت خلافات عنيفة بين الفنان السعودي محمد عبده والفنان العراقي كاظم الساهر، تم حلها فيما بعد.