سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عامل جراج الأهلي يفتح خزائن أسرار عمرها 27 عامًا : الغلابة كانوا ينتظرون موعد وصول سيارة أبو تريكة ويلتفون حولها .. صالح سليم كان "بيمشي" النادي بنظرة واحدة .. ومحمود طاهر عرض علىَ علاجي في ألمانيا
بينما أنت تسير أمام بوابة الأهلي بالجزيرة المُطلة على النيل ستجده جالسًا يرتشف الشاي و يكسو الشعر الأبيض رأسه وعيناه تائهتان يُتابع تحركات السيارات فربما كانت إحداهم تحمل مسؤولاً أو لاعبًا بفرق النادي ليقوم مسرعًا وهو يتكأ على أحد قدميه ويجر الآخرى ليساعده على إيجاد مكان خاص له بزحام وسط المدينة. عم حلي عامل جراج الأهلي
فهذه هي حياة "عم حلي" العجوز الذي يرفض الجلوس في بيته فكما قال لنا بلمعان عينيه وهو يلتقط أنفاسه بعمق "النادي الأهلي بيتي وحياتي" فهو المكان الذي قضى عمره مابين تشجيعه من المدرجات ثم عاملًا على بوابته منذ 27 عامًا. عم حلي أمام بوابة الأهلي
تواصل "سوبر كوره" مع "عم حلي" ليفتح خزائن أسرار عمرها 27 عامًا داخل القلعة الحمراء في السطور التالية:
أنا هنا من سنة 90، حضرت من رؤساء الأهلي، الباشا الكبير صالح سليم والكابتن حسن حمدي المحترم والفاكهة "بتاعتنا" المهندس محمود طاهر فكل فرد منهم له شخصيتة لكن طالما هو رئيس الأهلي فهو هرم من أهرامات مصر فعندما تراهم وهم يعاملوننا تشعر وكأنهم يتعاملون مع أعظم الشخصيات داخل النادي الأهلي وليس مجرد عمال.
سيارة أبو تريكة والغلابة أبو تريكة
"أنا بدعي ربنا يفك كربك يارب .. أنا بحبك يا أبو سيف"، هكذا بدأ عم حلي، حديثه عن أبو تريكة، وأكمل .. كان يأتي كل يوم الساعة الثامنة صباحًا والغلابة يجلسون وينتظرون وصول سيارته ويلتفون حولها وكنت آجري عليه لأُحجز عنه فيقول لي "سبهم ياعم حلي" كان يقف ويسمع منهم احتياجاتهم ويُراضيهم ثم يدخل النادي وكنت أرى ذلك بعيني لم يحكِ لي أحد.
صالح سليم " الأجنبي " هيبة غريبة لن تتمكن من تفسيرها فعندما تراه تشعر تمامًا وكأن والدك دخل عليك وأنت تشاهد التليفزيون ولم تؤد واجباتك المدرسية فتنتفض سريعًا وتنظر له والرعب يملأك فهذا هو صالح سليم عندما كان يحضر للنادي مثل الأجانب يرتدى القميص والنظارة ويربط البلوفر على كتفيه نراه "نتخض فجأة ونبرق بعنينا"، كان "بيمَشِي" النادي كله بنظرة واحدة وهو قاعد في مكانه المفضل تحت علم مصر ولكنه من أطيب الشخصيات وكان يتحدث مع العمال ولكننا نهابه ونخشاه دائمًا. صالح سليم
في أحد الأيام كسر أحد عمال الجراج مفتاح سيارته فذهب سريعًا وقام باستنساخ مفتاح جديد فنظر إليه صالح سليم وقال " هذا ليس مفتاح سيارتي" فارتبك العامل فقال له قل الحقيقة فحكى ماحدث فأعطاه ثمن المفتاح الجديد وأوضح له بأنه كان يود أن يعرف حتى يعطيه الأموال فلماذا يدفع من جيبه؟ .
حسن حمدي الهادئ "مواعيده مظبوطة " حسن-حمدي
حسن حمدي هو أكثر رئيس للأهلي مواعيده منضبطة فبعد الظهر مباشرة ستجد سيارته أمام بوابة النادي فيدخل بهدوء وفي أحيان كثيرة كان لايجد ركنة مناسبة لسيارته في مكان قريبًا فكان يسير على قدميه لمسافة طويلة وكان يرفض أن يدخل بالسيارة داخل مقر النادي مثله مثل الأعضاء وأنا أدعي له " ربنا ينصره علي اللي بيحاربوه علشان هو راجل محترم وهادئ
محمود طاهر "الفاكهة " محمود طاهر
المهندس محمود طاهر، من أطيب رؤساء الأهلي فرغم أنه رئيس النادي يقول لي ياعم حلي، ولا يُناديني بإسمي، فذات يومًا كنت أجلس على الرصيف وأتوجع من قدمي فجاء وقالي لي "مالك ياعم حلي" وأبلغته بأن قدمي تؤلمني بشدة فعرض على أن يرسلني للعلاج بألمانيا وكان جاد في حديثه معي.
الخطيب في عزاء والد تريكة الخطيب
فرحت جدًا عندما رأيت الخطيب في عزاء والد أبو تريكة، فالتف الجميع حوله لدرجة أن الأطفال كانوا يجلسون فوق العربية الخاصة به فكان سعيدًا بالأمر وكان يبتسم فقمت باحتضانه من الخلف حتى اتستقل سيارته وغادر المكان ولوح لي بيده. رموز الأهلي
الأهلي ده حياتي .. كل مكان جوه الأهلي بيفكرني بحياتي كلها عشت جوا الأهلي ذكريات أكتر من ذكرياتي جوه بيتي أنا لو قعدت في البيت أتعب أكتر .. مقدرش أبعد عن النادي الأهلي .. هكذا اختتم "عم حلي" حديثه معنا.