يتم تنصيب أحمد العيسي مرة أخرى رئيساً لاتحاد كرة القدم بالتزكية، فلم يتقدم أحد لمنافسته على الموقع.. لا أشك في قدرة العيسي وقدرة أمواله وحلفائه بأن يكسبوا المعركة الانتخابية، إن حصلت، لكني أستبعد تماماً بأن يكون لديهم القدرة بأن يمنعوا الآخرين من الترشُّح للموقع، لكن أحداً لم يتقدَّم للمنافسة!! هل بسبب تجربة التغيير الإخوانية أصبح الناس يخشون فكرة التغيير، مهما كانت الظروف؟ طبعاً لا يمكن أن تكون تزكية العيسي باعتبار أنه كان ناجحاً في فترة رئاسته المنقضية، فالمنتخب اليمني (الجنوبي والشمالي والموحد) لم يكن في وضع سيء كما هو في عهد العيسي الذي أوصل المنتخب اليمني الآن إلى المركز (186) عالمياً، وهو الموقع الأسوأ في تاريخ المنتخب اليمني المتواضع.. وحتى المبررات التي يسوقها البعض كأعذار لإخفاق العيسي نجد في الواقع ما يُبطلها، فمن يلقي باللَّوم على الوضع السياسي والاقتصادي الذي مرت به اليمن في الربيع العربي نجده يخجل من عذره، عندما يجد أن المنتخب السوري- الذي تعتبر بلده عاصمة معارك الرييع العربي- متقدم على منتخبنا بأكثر خمسين مركزاً.. ومن يتعذَّر بالحراك الجنوبي لا يجد ما يقوله عندما يشاهد أن جمهورية السودان (الشمال) تتقدم على اليمن بأكثر من ستين مركزاً، حتى فلسطينالمحتلة وإسرائيل المغتصبة، وهما في حالة حرب مستمرة، نجدهما أيضاً متقدمتيْن على اليمن بعشرات المراكز، أيضاً تلك الدول التي نسمع عنها في نشرات الأخبار بسبب حروبها وانقلاباتها مثل رواندا وبوروندي وسيراليون ومينمار ومالي، جميعها، متقدمة على اليمن بعشرات المراكز. طبعاً البوسنة والهرسك لن نقارن أنفسنا بها، فالفاصل بينها وبين اليمن أكثر من مائة وستين مركزاً!! لن أتوسع في الموضوع، فإثبات فشل العيسي ومجلسه لا يحتاج لأدلة ولا يقبل أية مبررات لهذا الفشل لإلقاء اللَّوم عليها، لكن الدورات الانتخابية السابقة لاتحاد كرة القدم كانت تشهد شيئاً من التنافس أو حتى دخول بعض المغامرين أو الحالمين للمحاولة، ولو لم يحصدوا الكثير من الأصوات، لكن كان هناك من يسعى للتغيير، مع أن وضع كرة القدم اليمنية كان أفضل بمراحل.. اليوم لا أحد يفكر بالتغيير، ولو بتغيير شخص فاشل جداً، ليس فقط في اتحاد كرة القدم بل في كل شيء وكل منصب. اليمن بحاجة لسيسي للإطاحة بالعيسي وبكل من أفقد اليمنيين أملهم في تغيير حقيقي.