* إذا كنت من بين المحظوظين الذين تابعوا عن كثب جانباً من مباريات دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، ستكتشف "وبعض الاكتشافات مكررة" أنك كنت شاهد عيان على فقرات كوميدية تراجيدية تتوارى أمامها إبداعات "وليم شكسبير" خجلاً وكسوفاً..! * وأول فقرة، ستدرك دون الاستعانة بقرون استشعار عن بعد، أن اتحاد الكرة يتعامل مع الأندية على أنها "قطيع أغنام".. بدليل أنه يفتح "زريبة" الظهيرة وقت الهجير لتركض فيه الفرق بأمعاء خاوية وأجساد هدوا حيلها بنظام اللعب كل يومين..! * ولن يتوقف المشهد عند هذا الحد، وياما في الجراب يا حاوي يا لاوي.. بدليل هذه البلاوي التي يبتدعها الاتحاد الذي يقدم لنا طبخات محروقة في عز الصيف وبرده الأحد من السيف.. * معظم الفرق التي تلعب في تجمع صنعاء حالتها حالة.. فرق تبات على الرصيف في غياب الإداري الحصيف.. وأخرى تتلوى فلا طالت "عنب" الروضة ولا بلح "حضرموت".. * يجد اللاعب صعوبة في تدبير أمره.. ليس لأنه ينتمي لنادٍ "شحات" يطرق باب "العيسي" فلا يسد حاجته بفتات العوز فقط.. ولكن لأنه يمسي ساهراً معلقاً بين فقر ناديه وقلة حيلة إدارته التي لا تنام هرباً من هم الليل ومذلة النهار. * وهنا يتحول حصوله على كوب عصير بارد في صنعاء يبلّ به ريقه إلى حلم بعيد المنال، هذا لأن بدل تغذيته يومياً "معوز" باب اليمن "أقصد ألف ريال".. * بالله عليكم، لاعب ترك أسرته في الريف بحثاً عن أضواء مدينة حوت كل فن بما فيها "فن الشحاتة" الذي يبدأ بموال "حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة"، يفطر ويتغدى ويتعشى بألف ريال يستلمها يومياً بأنف ذليل من الإداري المناوب، ثم نطلب منه أن يبيض أهدافاً ولعباً كديك رومي، وأن يحرث "زريبة" الاتحاد بحثاً عن الكنز الذي حيَّر موسى فقال له رفيقه "هذا فراق بيني وبينك".. * يتفنن اتحاد الكرة في تعذيب فرق الدرجة الثانية، ويفرض عليها منطق "الكلفتة"، ثم يغريها بفلوس حقوق النقل.. فلا شاهدنا دخان فلوس قناة معين ولا "غبار" دعمها، ولا حرك اتحاد الكرة ساكناً تجاه مسألة الحقوق والويل والثبور وعظائم الأمور لمن يرفع صوته.. أو يطالب بحقوقه، هذا لأن الاتحاد من رئيسه إلى أصغر عضو يشجع الأندية الغلبانة على الإيمان بأن الشكوى لغير الله مذلة..! * أحياناً تتعالى صرخات أنكر الأصوات في الاتحاد.. هذا يرفع عقيرته مدافعاً عن سياسة خنق فرق الثانية.. وذاك يتطوع للدفاع عن نظام الدوري باعتباره من صنع البشر.. وثالث يعلق شماعة نظامه على كأس العالم وعصا "مسيلمة الكذاب" المدعو "سيب بلاتر".. * وأياً كانت المبررات فإن البقر تشابه علينا، ولم نعد نرى ما يسر الناظرين سوى مشاهد كوميدية يتحفنا بها اتحاد الكرة.. وأخرى تراجيدية تعرض على خشبة المسرح الخاص بالفرق القادمة من خارج صنعاء.. وبين المشهدين تقف "أراجوزات" تتحرك في "متاهة" واقع سلم ذقنه لحاملي "العمامات" ورافعي بيارق "المشيخات".. تحت مبرر هذا الاتحاد "ملاك" من نور يختزل مسابقاته حباً في أندية لا تستحمل فقات دوري الكل مع الكل.. وتنتهي مسابقته في رمشة عين ربما أسرع من "جني" سليمان الذي أحضر تاج الملكة "بلقيس" قبل أن يرتد طرف سليمان..! *لا تتعجبوا ولا تستغربوا ولا تعصروا "فيوزات" عقولكم وتسألوا: لماذا منتخبنا انحدر إلى أسفل السافلين؟ إجابة السؤال لا تحتاج إلى حذف انتهاكات "حميد".. ولا إلى الاستعانة برئيسنا القادم "العيسي".. ولا إلى طلب مساعدة من بلاد الحبشة حيث موطن ابن المحظوظة "أبراهام مبراتو".. الإجابة لا تحتاج منكم سوى مشاهدة جانب من الكوميديا التراجيدية التي تتواصل في صنعاء وعدن.. والدعوة عامة وبلا تذاكر. ولأن الصراحة فيها راحة، على رأي فنان المطلقات "محمد سعد" الذي قال: لا بد ما تفرج ويحلها ألف حلال.. فأنا أشهد- والشهادة لله الواحد الأحد- بأن الاتحاد بيده المغلولة على عنق الفرق الفقيرة في الثانية أبدع أيما أبداع في إذلال كل عزيز قوم لم يرحمه فقره.. وتفنن في تصدير الحسرة لفرق تشاهد نجوم الظهر لأول مرة.. وبصراحة يا اتحاد الكرة وبلغة لن تعدم من يترجمها لك إلى اللغة التهامية، إبداعكم في الثانية ومرمطة كل عزيز شهادة نجاح بأن توليكم جمعيات الدمار الشامل "طبعاً الجمعيات العمومية أعني يا جارة" ثقتها لولاية ثالثة.. فلا ضير من سلخ جلد الشاة بعد ذبحها!!