مرت يوم 31ديسمبر2019 ذكرى ميلاد اثنين من كبار مبدعى مصر، هما كوكب الشرق أم كلثوم، والشاعر الكبير إبراهيم ناجى، فقد ولد الاثنان فى اليوم نفسه 31 ديسمبر من العام 1898، والتقيا بعد ذلك فى غناء رائعتهما الأطلال.. فكيف حدث ذلك؟.. ولد إبراهيم ناجى فى القاهرة فى 31 ديسمبر عام 1898، ورحل فى 27 مارس 1953، وشدت كوكب الشرق ب"الأطلال" لأول مرة فى عام 1965 بعد وفاة شاعرها إبراهيم ناجى بأكثر من 12 عاما. وقد سعى إبراهيم ناجى بقصيدته "الأطلال" لإقناع أم كلثوم بغنائها، وبعد فترة كبيرة وافقت كوكب الشرق لكن اندلاع ثورة يوليو عطلت خطط غنائها، وتم غناؤها بعد وفاة الشاعر، وأضافت كوكب الشرق بالاستعانة بالشاعر الكبير أحمد رامى ببعض الأبيات من قصيدة إبراهيم ناجى "الوداع".
لحن رياض السنباطى القصيدة وحققت نجاحا، كان يتمناه لكنه لم يتوقعه، فقد كان يخشى أن يكون ذوق الجمهور قد تغير، ولم تعد القصائد "الكبرى" تترك فيه الأثر السابق، خاصة أن أم كلثوم كانت قد قدمت أعمالا ناجحة مع محمد عبد الوهاب.
تحولت الأغنية بعدما شدت بها أم كلثوم إلى أيقونة كبرى فى تاريخها وتاريخ إبراهيم ناجى وتاريخ رياض السنباطي، وتاريخ الأعنية العربية أيضا، وصارت علامة فارقة، عرفها الجميع وتعايشوا معها عدا إبراهيم ناجى الذى رحل وهو يعانى فى نهاية حياته.
تقول كلمات الأغنية يا فؤادى لا تسل أين الهوى كان صرحاً من خيالٍ فهوى اسقنى واشرب على أطلاله واروِى عنى طالما الدمع روى كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثا من أحاديث الجوى لست أنساك وقد أغريتني بفمٍ عذب المناداة رقيق ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ من خلال الموج مدّت لغريق وبريقٍ يظمأ السارى له أين فى عينيك ذيّاك البريق يا حبيباً زرت يوماً أيكى طائر الشوق أغنى ألمي لك إبطاء المذل المنعم وتجنى القادر المحتكم وحنينى لك يكوى أضلعي والثوانى جمرات فى دمي أعطنى حريتى أطلق يديّ إننى أعطيت ما استبقيت شيَّ آه من قيدك أدمى معصمي لم أبقيه وما أبقى عليّ مع احتفاظى بعهود لم تصنها وإلام الأسر والدنيا لديّ أين من عينى حبيب، ساحر فيه عز وجلال وحياء واثق الخطوة يمشى ملكاً ظالم الحسن شهى الكبرياء عبق السحر كأنفاس الربى ساهم الطرف كأحلام المساء أين منى مجلس أنت به فتنة تمت سناء وسنى وأنا حب وقلب هائم وفراش حائر منك دنا ومن الشوق رسول بيننا ونديم قدم الكأس لنا هل رأى الحب سكارى، سكارى مثلنا ؟ كم بنينا من خيال حولنا ومشينا فى طريق مقمر تثب الفرحة فيه قبلنا وضحكنا ضحك طفلين معاً وعدونا فسبقنا ظلنا وانتبهنا بعد ما زال الرحيق وأفقنا ليت أنّا لا نفيق يقظة طاحت بأحلام الكرى وتولى الليل والليل صديق وإذا النور نذيرٌ طالعٌ وإذا الفجر مطلٌ كالحريق وإذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كلٌّ فى طريق أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو وإذا ما التأم جرحٌ جدّ بالتذكار جرحُ فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو يا حبيبى كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعد ما عز اللقاء فإذا أنكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء ومضى كل إلى غايته لا تقل شئنا فإن الحظ شاء