تستعد منتخبات الدول التي تأهلت إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي ستقام في البرازيل خلال الصيف القادم للمشاركة في هذه البطولة من خلال إقامة المعسكرات التدريبية ووضع برنامج للمباريات الودية بينما نستعد نحن في اليمن للمشاركة في نهائيات كأس العالم ولكن بطريقة مختلفة؛ بحيث يستعد الوفد اليمني المكون من عدد كبير من الوزراء والمسئولين كالعادة للسفر إلى البرازيل للمشاركة في هذه البطولة العالمية. الوفد اليمني استعد للمشاركة في كأس العالم من خلال التدرب على السفر إلى دول مجاورة ومن ثم إلى دول أبعد قليلاً حتى يصل إلى الجاهزية الكاملة للمشاركة في هذه البطولة العالمية كأكبر وفد إداري دون منتخب كروي، وأعتقد أن الجميع تابع الكم الهائل من السفريات لوزراء الحكومة ومسئولي وزارة الشباب والرياضة والتي تأتي في إطار الاستعدادات لهذه البطولة. وأنا أقترح على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر أن ينظم بطولة على هامش كأس العالم لكرة القدم يسميها كأس العالم للمسئولين تشارك فيها الوفود الإدارية التي ليس لديها منتخبات مشاركة في كأس العالم حتى يتيح لمنتخبنا الإداري للتنافس على الفوز، ولاشك أن العالم سينبهر بتجربة اليمن في السفريات للمسئولين التي تجاوزت الحد المعقول في بلد خاوي الخزانة يبحث البنك المركزي عن سيولة نقدية نهاية كل شهر لصرف مرتبات الموظفين، بينما يتمتع المسئولون بالسفر ويتجولون في كافة أنحاء العالم، ولا ندري من أين يتم مواجهة نفقات هذه السفريات التي لو حسبنا قيمتها لوجدنا أنها ربما تفي بمرتبات شهرين إلى ثلاثة لموظفي الدولة الغلابة الذين ينتظرون نهاية كل شهر أن تتوفر السيولة لخزينة بلدهم التي أنهكتها سفريات مسئولي حكومتهم، كما أن مبالغ هذه السفريات لو تم جمعها وتوفيرها للرياضيين لجعلت الرياضة اليمنية تقف في الصدارة كون اليمن لديها من المواهب والقدرات والكوادر الكثير ما لا تمتلكه بلدان أخرى، لكنهم لا يجدون الرعاية والاهتمام لأن كل الرعاية ذهبت إلى المسئولين الذين ينفقون هذه الأموال في السفر بحجة أنهم يبحثون عن دعم لليمن، لكننا لم نجد الدعم ولم نجد أموالنا التي ذهبت إلى جيوبهم. هل تعتقدون مثلي أن اليمن ستفوز بكأس العالم للمسئولين أم أنها ستفشل ويعود إلينا الوفد بخفي حنين كما هي عادته عندما يشارك في البطولات العالمية بوفود إدارية، لكن ربما أنهم تعلموا من تلك المشاركات وأصبحت لديهم خبرة كافية للفوز بكأس العالم للمسئولين لتعويض النقص الكبير في منتخباتنا الرياضية التي أفشلوها بجهلهم من أجل أن يحققوا هم البطولات ويرفعوا كأس العالم بدلاً عن الشباب والرياضيين.