وجهت دراسة صدرت مؤخرا عن "معهد دراسات التنمية"، ومقره بريطانيا، انتقادات حادة لطريقة إدارة الأممالمتحدة لعملياتها الإنسانية في اليمن، فيما قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق ل"العربي الجديد" إن الأممالمتحدة تراجع حاليًا نتائج الدراسة بالتفصيل. وجاءت الدراسة المطولة في أكثر من 130 صفحة وشملت تقييما للعمليات الإنسانية في اليمن والإشكاليات في طرق عمل الأممالمتحدة هناك. ورصدت الدراسة العمليات الإنسانية ما بين الأعوام 2015 إلى 2021. وخلصت إلى أنه على الرغم من أن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن "أنقذت الأرواح، وحسنت الأمن الغذائي وقللت من سوء التغذية... لكنها كانت ذات نوعية رديئة بشكل غير مقبول". وتشير الدراسة كذلك إلى وجود "طرق لم يكتمل تشيدها أو نصف مكتملة ومدارس سيئة البناء". ويورد التقرير أمثلة إضافية لسوء التنظيم ويقول إنها منتشرة على نطاق واسع ومن بينها "عدم وجود مراحيض في مخيمات للنازحين داخليا، ومعدات زراعية معيبة/ معطلة تم توريدها، ومدارس جديدة بنيت بشكل سيء". وذكرت الدراسة "أن الحصول على المساعدات في اليمن صعب للغاية، إضافة إلى عدم معرفة كيفية الحصول على "القائمة الصحيحة" للمساعدة، التي تفتقر إلى التنسيق الشامل والإشراف عبر وكالات الأممالمتحدة المختلفة، وتُركت الفئات الأكثر ضعفًا عرضة لخطر عدم تلقيها للمساعدات بسبب الثغرات". وتنتقد الدراسة كذلك ما تسميه "تحصن" موظفي الأممالمتحدة في مكاتبهم بسبب "تدابير أمنية مفرطة"، مما يمنعهم من زيارة المجتمعات اليمنية للإشراف على معايير جودة المساعدات أو تحديد احتياجاتهم الحقيقية. وخلصت الدراسة كذلك إلى أنه "ونظرا للتخطيط قصير الأمد، وميزانيات استجابة الأممالمتحدة للطوارئ الإنسانية، وضعف الرقابة وضعف التنسيق بين وكالات الأممالمتحدة، فإن التمويل غير المسبوق الذي تم إنفاقه منذ عام 2015 كان بمثابة إجراءات منقذة للحياة، لكنه فشل في تحقيق تحسينات كبيرة في حياة اليمنيين العاديين". ويعلق أحد الباحثين في الدراسة: "أنقذت عملية الأممالمتحدة في اليمن الأرواح، ولكن على الرغم من التكلفة غير المسبوقة للعمليات الإنسانية وإنفاق 16 مليار دولار، وعلى الرغم من أنها منعت الانهيار الكامل للخدمات الأساسية، إلا أن الوضع لا يزال هشًا بشكل لا يصدق بالنسبة لمعظم اليمنيين". وردا على أسئلة مراسلة "العربي الجديد" حول الدراسة، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال المؤتمر الصحفي اليومي إن "التقرير أشار إلى الإيجابيات في مساعي الأممالمتحدة وما حققته، ولكنه كذلك أورد بعض الانتقادات الجوهرية لعملنا في اليمن". وأضاف حق أن الأممالمتحدة "ملتزمة بالعمل مع شركائنا لحل هذه المشكلات وتعزيز استجابتنا. ونحن نقدر المناقشات رفيعة المستوى الأخيرة حول معالجة تحديات الوصول والموارد في استجابة اليمن". وقال إن الأممالمتحدة وفريق العمل الإنساني في اليمن "يراجعون حاليًا نتائج هذا التقرير بالتفصيل. وسيقومون بوضع خطة تنفيذية بناءً على النتائج والعمل جارٍ بالفعل بشأن العديد من القضايا المحددة في التقرير".