هكذا بدأ المشهد السياسي ضبابي ومعقداً في اليمن ولم تتضح الرؤية لدى الكثير لان ماحدث من استقالة الحكومه والرئيس هادي كان مفاجئً وليس متوقعاً من الرئيس عبد ربه منصور هادي المعروف بعشقة الجم لكرسي السلطة حيث ولديه باع طويل من محاولات الالتفاف على الاتفاقات وتفريخ الأحزاب والتمييز في التعامل مع القوى السياسية وتشجيع ضرب البعض للآخر من اجل هدف واحد هو التمديد و البقاء لأطول فترة ممكنة على كرسي السلطة، لم يستقيل الرئيس هادي لحفظ ماتبقى من ماء الوجه كما يظن البعض ، فلو كان ذلك صحيحاً وانه كان حريصاً على عدم اهانة نفسة كان سيقدمها فور سقوط العاصمة صنعاء بأيدي الحوثيين ،وليس بعد احتلال القصر الرئاسي ومحاصرة منزلة واذلاله واهانته وعدم وضع لموقعه كرئيس للبلاد اي اعتبار، لم يستقيل لانه اصبح رئيس ديكوري او لانه اصبح مجرداً من صلاحياته اوبسبب فشله الذريع في ادارة حكم البلد سياسياً واقتصادياً وامنياً واجتماعياً وثقافياً حيث لم نرى في عهده الميمون غير افظع سياسات الاقصاء والاستحواذ على السلطة والثروة ، بالتوازي مع نشر الفساد ونهب المال العام وتفكيك الدولة و الجيش والأجهزة الأمنية ، واهدار الثروة العامة ونهب معسكرات الجيش ، واستمرار الاغتيالات ، وتمويل ودعم الارهاب ، والعجز المطلق عن وقف الانهيار الاقتصادي والمالي والانفلات الأمني. في اعتقادي تقديم الاستقالتين في آن واحد مخطط منظم له ماوراءه من اهداف ابتداءً بترك البلد بدون قياده والترويج اعلامياً عن دخولها في فراغ دستوري وغض النظر بأن ولايته منتهية شرعياً ودستورياً وقانونياً وبحسب اتفاق التسوية السياسية المبادرة الخليجية واليتها المزمنة منذ اكثر من عام ، محاولاً ادخال البلد في ازمة جديدة وذلك بتعمد عدم ابلغ القوى السياسية قبيل الإستقالة لكي لايتم ترتيب نقل السلطة من دون اي تعكير او مناكفات حزبية. خصوصاً حينما نجد بعض التصاريح من اللجان الامنية والسلطات المحلية لعدد من المحافظات الجنوبيه والشرقيه بعدم تلقي اوامرها من صنعاء والحملة الاعلامية المخيفة من قنوات العربية والجزيرة والعربية الحدث ومواقع الاخوان وجلال هادي والتي تروج الجنوب يعلن الانفصال ، اقليم كذا اعلن استقلاله عن اليمن، مظاهرات ضد الانقلاب الخ من الاخبار التي لاتتواجد سوء في خيال القائمين على هذه الماكينة الاعلامية الكبيرة والتي تهدف للتضليل وبث الخوف والقلق والرعب بين الناس داخلياً وخارجياً ليعتقدوا ان اليمن سوف تدخل مرحلة من التمزق والضياع وانها على ابواب نفق مظلم في حال قبول استقالة الرئيس هادي وكان اليمن في عهده تعيش في أزهى عصورها . إقرأوا المشهد بتمعن وتابعوا مواقف مايسمون بالنخب السياسية التي لايهمها غير بيع وشراء تصريحاتها وفقا مصالحها الشخصية لان مايحدث مدروس من الخارج وباتفاق بين هادي والمبعوث الاممي جمال بنعمر لكي لاتصل القوى السياسية الى اتفاق سياسي ببديل لهادي ومن اجل ان يرفض البرلمان للاستقالة في هذا التوقيت ، وجعله الشخص الوحيد المتوافق عليه من كل المكونات السياسية واعادة ترميم سمعة الرئيس هادي وضرورة مواصلة مشوارة التأمري على البلد ، على حزب الاصلاح، ان يتخذ موقفا وطنياً بان يتفقوا مع حزب المؤتمر وجماعة انصار الله على ال 4 خيارات التي كشف عنها الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام والتي تنص جميعها على قبول استقالة هادي عبر خيار دستوري ومعروف نتيجته او توافق سياسي واسع و لن يفضي الا ببديل او ثوري يفرضه الثوار او انقلاب يفرضه المنقلب لأنقاذ الوطن من معمعة الفوضى والأزمات والحفاظ على ماتبقى من حزبهم وقواعدهم التي تأمر عليها الرئيس نفسه ام ان فوبيا عفاش والفجور في الخصومة سوف يصيبهم بالعمى ، حيث وهناك انباء مؤكدة بقيام مقربون من نجل الرئيس هادي بدفع اموال طائلة واستقطاب برلمانيون لتغيير مواقفهم ليرفضوا الاستقالة وتحريض النواب المنتمين للمحافظات الجنوبية على عدم حضور جلسة البرلمان ليكتمل النصاب بل ورفض استقالته ، هكذا يسعى هادي ونجله لخلط الاوراق وتشتيت القوى السياسية لكي تصل الى طريق مسدود ويكون البرلمان مجبوراً برفض استقالة هادي لتمرير شروط واستحقاقات جديدة تبقي الرئيس هادي في السلطة والتهرب من اي اتفاقات تم توقيعها وتمرير المخطط الذي يتبناه بدعم دولي وازاحة كل الضغوط الحاصلة عليه معتقداً بانه سينجح في جعل اليمنيين يقولون سلام الله على هادي وإيهام العالم بانه لولا حنكة الرئيس هادي ان اليمن في خبر كان كل هذا مايتضح من خلال اللعبة التي يلعبها هادي مع السمسار الدولي جمال بنعمر ، رسالتي الى نواب الشعب لا توجد كارثة أسوء على هذا البلد الا رفض استقالة الرئيس الكارثة ، اقبلوها ولا تخيّبوا آمال شعبكم ولاتفوتوا هذه الفرصة الوحيدة لأنقاذ وطنكم