من ضمن الأهداف والأجندات الاقليمية والدولية العديدة في اليمن يأتي تنافس الأجندة السعودية والبريطانية في عدن وفي هذا الجانب تأتي خطوة الاجندة السعودية (التي تراقبها بحذر القوى الدولية المحاربة للإرهاب الديني) في دمج المقاومة العدنية والجنوبية في جيش هادي المزعوم وهو عمل عاجل وقلق يأتي للالتفاف على المقاومة العدنية والجنوبية الصاعدة وقوى فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بفك الارتباط والرافضة لسلطة هادي حيث يراد بخطوة دمج المقاومة في الجيش (في الاجندة السعودية ) تمهيد الاوضاع في اليمن عموما لعودة هيمنة ونفوذ القوى التقاليدية الموالية والعميلة لمملكة الشر السعودية في اليمن وخاصة تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن (حزب الاصلاح) ومشايخ حاشد وبيت الاحمر والتنظيمات الارهابية القاعدة وداعش مستخدمين شماعة شرعية هادي والقضية الجنوبية لتحقيق هذه الاهداف والمطامع السعودية في اليمن بينما يريد هادي من هذه الخطوة ضمان سيطرته على القوى الجنوبية المناوئة لهُ والرافضة لشرعيته واضعا في حساباته واعتباره بان هذا الجيش سوف يكون نواة الدولة الجديدة في حالة فشله في استعادة سلطته في صنعاء وإعلان دولته الانفصالية دون مشاركة قوى الحراك الجنوبي والقيادات التاريخية والوطنية للجنوب التي لا يرى فيها سوى منافس قوي لهُ على الحكم .. بينما الاجندة والمصالح الدولية في اليمن (وخاصة الامريكية والبريطانية والفرنسية) تريد من هذه الخطوة في الدمج تبديد قلقها من طيش الاجندة السعودية في دعمها وتعاملها مع القوى الدينية والارهابية المتطرفة في اليمن وخاصة في الجنوب وعدن المطلة على مضيق باب المندب ولذلك هي تريد دمج فصائل المليشيات الدينية المتطرفة في مقاومة الجنوب وكذلك فصائل الحراك الجنوبي المسلح المطالب بالانفصال ضمن نواة الجيش القادم لما يسمى بشرعية هادي حتى تتمكن من وضع تلك الجماعات المتطرفة تحت المجهر والرقابة المكثفة والسيطرة عليها من بوابة ادارة الامارات لملف عدن والجنوب عموما خاصة بعد ان نجحت في انتزاع ملف ادارة المقاومة في عدن والجنوب من السيطرة السعودية ونقله الى الادارة الاماراتية وهذا تحديدا ما يقلق السلطات السعودية وعملائها في اليمن ولذلك هما يجاهدوا للاحتفاظ بالسيطرة على هذا الملف لأهميته في المرحلة القادمة في اليمن وفي رسم معالم المنطقة والاقليم عموما خاصة بعد التغييرات الكبيرة التي يفترض ان تترتب في الاقليم والمنطقة بناءً على توقيع الاتفاق النووي مع ايران وانفتاح امريكا والغرب على ايران .. والملاحظة الغريبة بأن الاجندتين السعودية والدولية تختلف في كل شيء وتتفق فقط في عزل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال والرافض لشرعية سلطة هادي على اليمن وسيطرته على الجنوب تحديدا ..