تحدثت أوساط سياسية وديبلوماسية في العاصمة اليمنية صنعاء عن "مفاجآت حقيقية" سجلتها قرارات إعادة الهيكلة التي اصدرها الأربعاء الرئيس اليمنيي عبدربه منصور هادي, في وقت نوهت مصادر عسكرية غير رسمية بالإنضباطية العالية للوحدات العسكرية "النوعية". وبينما ساد الارتياح الأوساط السياسية والديبلوماسية بصنعاء, خصوصا ممثلي العواصم العربية والأجنبية الراعية للتسوية السياسية اليمنية, لسير قرارات الهيكلة دون منغصات وانتفاء حالات الرفض أو الممانعة في أهم وأكبر الوحدات العسكرية النوعية, قال ديبلوماسي أوروبي بصنعاء ل المنتصف نت" مساء السبت "إن مفاجآت حقيقية رافقت القرارات الأخطر والأهم على الصعيدين العسكري والسياسي في العملية السياسية الانتقالية في اليمن". مضيفا: "فرض الانضباط والتقبل الكامل لإجراءات الهيكلة واقعا جديدا مختلفا عن سابقه وتغيرت معه الصورة ودرجة التقييم الإيجابي, على ضوء محددات الأثر الراجع, حول الوحدات والمكونات الأساسية في الجيش اليمني". لافتا إلى مدخلات سلبية كانت ساهمت في تكوين تصور سالب ومتشائم حول درجة اضباط والتزام ما وصفها ب "قوات النخبة" في الجيش اليمني بخطط إعادة الهيكلة وتوزيع القوات المسلحة وفقا للخطط الموضوعة. وأضاف الديبلوماسي في مقر المفوضية الأوروبية بصنعاء - طالبا عدم الإشارة إلى اسمه: " يكمن الوجه الآخر من المفاجأة في أننا سجلنا تعليقات ومواقف يمكن وصفها بالسلبية على القرارات في الطرف الآخر المقابل, بخلاف المدخلات التي كنا قد كوناها سلفا". بدوره ضابط يمني متقاعد ومحاضر في الكاديمية العسكرية العليا قال ل"المنتصف نت" إن "المكون الحيوي الأهم في القوات المسلحة اليمنية "قوات الحرس الجمهوري والوحدات العسكرية المتخصصة (الخاصة) كسب الرهان وكان موفقا في تفويت الفرصة على المشككين والمتربصين معطيا دفعة قوية لبرنامج الهيكلة ككل والقرارات الأخيرة على وجه الخصوص". إلى ذلك نوهت مصادر عسكرية غير رسمية بالإنضباطية العالية للوحدات العسكرية "النوعية", التي مكنت من "إفشال خطط مبيتة" لتصعيد الوضع الأمني والعسكري في البلاد وخلط الأوراق بالمراهنة الاعتسافية على "تمرد" مفترض هنا أو هناك وهو ما أصاب المواقع والمراكز المتربصة بالإحباط وعطل قراءاتها وخططها المبنية على تصورات سيئة وبعيدة عن الموضوعية والمهنية, طالما دأبت على التشكيك في قبول قوات الحرس الجمهوري بقرارات الهيكلة وروجت للرفض المسبق معطية نفسها مجالا للمناورة وتبييت تحركات تصعيدية مبررة بما لديها لا بما عليه الواقع.