خلق الله الانسان من تراب وأكرمه بال العقل الذي ميزه عن سائر الحيوانات وجعل الاسلام العقل شرطا لأهلية العبادات والمسئولية . وفي حال فقد الانسان العقل سقطت عنه المسئولية والعبادات لأنه صار فاقدا للأهلية والعقل هو نعمة من الله منحها للانسان ليفكر في ما حوله ويتفكر في كل مايرى ويسمع واذا ما عطل الانسان هذه النعمة صار فاقدا للأهلية وصار في مرتبة (الحيوانات) ويستطيع الانسان من خلال عقله ان يفرق بين الحق والباطل والغث والسمين والأبيض من الأسود ! واذا ما تمعنا في تصرفات ومواقف بقايا جماعة الاخوان في المنطقة عامة واليمن خاصة لوجدناهم عطلوا هذه النعمة واستبدلوها ب رسائل smsمن مواقع وصحف وقنوات تقوم بتوجيههم وتلقينهم عن بعد بما يقولون وما يجب ان يفهمون . فتجد عامة الاصلاح يرددون نفس الكلمة ونفس المبرر ونفس التفسير لأي موقف أو مشكلة دون ان يشغلوا عقلهم لحظة واحدة ل التفكير في ما وصل اليهم من تلك المصادر هل هو صحيح ام خطأ هل هو حق أم باطل وهذا يفاقم مشاكلهم ويزيد من الفجوة بينهم وبين الواقع الذي يعيشون بعيدا عنه وهو ما أوصلهم الى هذا الحال من الانهيار والاضطراب وعدم القدرة على التكيف مع الواقع. وهذه السياسة التي تتبعها قيادة الجماعة في المنطقة بأسرها تنم عن قناعة تلك القيادات انها لن تقدر على قيادة منتسبيها وادارتهم الا عبر هذه الطريقة السهلة بعيدا عن المتاعب التي قد تنتج عن سياسة تشغيل العقل . فقيادة الجماعة ترى في نفسها بأنها صاحبة الراي السديد وبانها من ترى مصلحة الجماعة ومن تضع سياسة وتوجه منتسبيها مدركة أنها ان فتحت الباب امام منتسبيها للمشاركة في صنع سياسة الجماعة وتوجهاتها سينحرف مسار الجماعة وتفقد تلك القيادات مكانتها داخل الجماعة وتدخل في صراعات وخلافات داخل الجماعة ستعجل بنهاية الجماعة وتفككها وتكشف خفايا وبرتكولات الجماعة لذا كانت سياسة (ما أريكم الا ما أرى). وهذه السياسة هي التي جعلت الجماعة تتخبط وتتهاوى فروعها في المنطقة بشكل دراماتيكي بعد اقل من سنة من ظهورها القوي ووصولها الى قمة السلطة كما حصل في مصر . في المشهد اليمني راينا جميعا كيف تمارس قنوات الاصلاح(سهيل ويمن شباب) ومواقعهم وصحفهم عملية تجهيل وبرمجة منتسبي الاصلاح عبر الكذب والزيف والتضليل وتصوير الواقع والوقائع على غير ماهي عليه اعتقادا من القائمين على الاصلاح في اليمن أنهم بذلك يحصنون منتسبيهم من اكتشاف الواقع الذي لا يسير وفق توجهاتهم. وللأسف لم يستفد بقايا الاخوان في اليمن من فشل هذه السياسة في مصر وتونس وكثير من أقطار الوطن العربي بعد توالي سقوطهم في تلك البلدان لم يدركوا أن هذه السياسة التضليلية هي من اسقطتهم من هرم السلطة في مصر وهي من أسقطتهم في تونس . بل وللأسف جربوا هذه السياسة في اليمن ثلاث سنوات من 2011م وكانت عواقبها عكسية عليهم وعادت عليهم بالخسران المبين وياريتهم اتعضوا. فيا ترى ألم يأن الأوان ل بقايا لاخوان في اليمن أن يتعضوا من فشل هذه السياسة البرمجية لمنتسبيهم في المنطقة بأسرها وما ترتب عليها من سقوط مدوي للجماعة في مصر وتونس وسوريا والتي اعتمدت الكذب والتضليل وتزييف الحقائق وجعلتهم في وضع التصادم مع الواقع اليوم. أم أن قادتهم وكبارهم هم أنفسهم غير قادرين على مواجهة الواقع والتعامل معه بعقل ومسئولية لأنهم يدركون أن الجماعة انتهت صلاحيتها ولم تعد قاردة على التعامل مع الوقع ولذا كانت سياسة التوجيه والبرمجة عن بعد عبر الزيف والتضليل هي الوسيلة الوحيدة لقيادة منتسبيها!!